الموضوع: ما يحصل في مصر؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-26-2013, 08:11 PM
المشاركة 18
أحمد إبراهيم عبد العظيم
مُـفكـر وأديب مصـري
  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,
توصيف المشهد بأنه صراع طبقي بين الطبقة الكادحة "الجاهلة"التي تحلم بالموت والدمار والطبقة الغنية "المتعلمة" التي تأمل الحياة والبناء وصف غير دقيق.

هناك حراك طبقي من قبل ثورة 1919وصولا للسياسية الانفتاحية في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات التي قضمت الطبقة المتوسطة ثم اتسعت الفجوة بشكل أعمق وأشرس في عهد مبارك والسياسات الاقتصادية من تحرير الأسواق وإعادة الهيكلة وتخفيض الدعم وخصخصة الشركات ما أنتج طوابير البطالة وتشريد الآلاف من العمال وإنجاب طبقة محتقنة تتوق للحد الأدنى للإشباع لحياة كريمة وتأمل بالعدالة الاجتماعية ولم تكن تنتظر كما تقول غطاء فكري أو عقائدي للانتحار كما توحي , فالصراع ليس داخلي بين طبقات متنافسة متناحرة.
طالما كانت الطبقة الكادحة من المعدومين والفقراء عمال وفلاحين وقود الثورات تواجه الأنظمة وتمثل يد الثورة القوية بجوار الطبقة المتوسطة التي تمثل الإطار السياسي وكان الأمر جليا في ثورة 25يناير بشعار (عيش – حرية – عدالة اجتماعية ) فهذه الطبقة المحتقنة تحت ضغط الفساد وقلة الحيلة أفرزت أطفال الشوارع وأميين الفكر والتعليم ومدمني مخدرات وبلطجية واحتوت ضمنيا أيضا فئات متماسكة صابرة تكافح بالقليل من العيش متنوعة الأطياف والأفكار والمعتقدات ممزوجة في النسيج العام للمجتمع .

.. المعركة الطبقية بما وصفته بعيدة الإسقاط على المشهد الحالي لعدة أسباب منها أنه يمكن بنفس الرؤية القول أن الطبقة الكادحة في صف الفريق السيسي وهي التي خرجت لتطيح بالرئيس مرسي وممكن أن أقول أنها تمثل جموع البلطجية الذين يعيثون فسادا في الشوارع ويتزعمون ما يسمى باللجان الشعبية تحت وطأة الجيش والداخلية فيمكن توظيف هذه الطبقة واستغلال حاجاتها كملصق فكر وترويج نموذج والإيحاء بأنها ثورة جياع منفلتة لتأكل الحيتان المنتفخة.

الدكتور العزيز .. أنا سعيد جدا وأشكرك أنك أثرت هذه النقطة الهامة للغاية لكن التوصيف جانبه الصواب ..وأنا أتفق مع سعادتك من حيث المضمون أن الأمر جله الصراع الطبقي ..لكن ..بين الاستبداد السياسي على الطبقة الكادحة من بطالة وبؤس لملايين الفقراء وبين الطبقة الحاكمة والنخبة الرأسمالية وأنها بالفعل بيت الداء والأزمة ضاربة بجذورها في أعماق المجتمع المصري وليس منتهاها تغيير رأس النظام ومجموعة وزراء ولا تكمن في إصلاح مؤسسة الرئاسة إنما تحتاج التطهير من الطفيلية الرأسمالية المتبجحة وتفعيل العدالة الاجتماعية.

دكتور نبيل .. حصر فئة بشكل عنصري بأنها تحلم بالموت والدمار وأنها جاهلة كارهة للحياة معدومة مغرر بها مضحوك عليها وأنهم من المطحونين قهرا وتخلفا يعد أمرا غير مقبول لما يحمله من إهانة وخطاب يحض على الكراهية والعنصرية والتقسيم المجتمعي , الدين متأصل عبادة وفكر, يقين ومنهج عند هؤلاء والاستقطاب الغائر بالمجتمع سياسي بالدرجة الأولى .
وكمثال .. أين الشريحة الكبيرة من الفقراء الذين رعتهم جماعة الإخوان طيلة عقود تقدم لهم المساعدات العينية والنقدية , أغلبيتهم الآن ضد الجماعة, فهي لم تستطع أن تستغل فكرهم وعوزهم وحاجتهم بغطاء ديني وعطاء مادي.
يا سيدي نحن في دولة عميقة الأجهزة والمؤسسات ونظام متوغل الفساد والآلة الإعلامية تستأسد على الجماهير وتعمل في تسميم العقول وتزييف الحقائق ..الأغلبية تعيش في بوتقة من الأكاذيب والحرب النفسية والعامل الرئيسي الأهم هو الخوف الذي أنكسر في ثورة 25يناير والآن بدأ يعود يستلقي الحناجر والقلوب ويغشي العقول وييبس الأقدام والعبارات تحلق في الأمام " أبعد عن المشاكل .. خليك في حالك ".

دكتور نبيل .. هناك أمور ذكرتها حضرتك في المقال لا أتفق مع سيادتك فيها.
- الإشارة إلى غزاة الكادحين الحاقدين على الأشراف الأغنياء داخليا وإقليميا.
- وصف جميع الجماعات الإسلامية بأنها على ضلالة ومتخلفة وأن الفكر الإسلامي فاشل في الإدارة.
- إظهار الشهادة وعقيدة الجهاد بأنها هروب وفرار التعساء والمنكوبين.
- محاولة إلصاق الحركات الدينية والجماعات الإسلامية بنهج ديني معين وتعصب فج مع الربط بمسار سياسي وأحداث من التاريخ.
.. ليس معنى ضحالة فكر البعض من الإسلاميين والجمود الفكري عند البعض الأخر وما نعيشه من أزمة فكر على جميع الأصعدة هو أن النموذج الإسلامي السياسي الصحيح هو أضغاث أحلام.

أتمنى سعة صدرك
تقبل مروري
تحياتي

اللهم أحفظ مصر وسائر بلاد المسلمين