الموضوع: ما يحصل في مصر؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-26-2013, 02:42 PM
المشاركة 17
د نبيل أكبر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
يأخي الجيلالي:


وكأنك ترد على غيري بكلامك إذ اتهمتني بأني "غاضب على إحراق الكنائس" ولا أجد ذلك في مقالي. فإن لم تجد حقا ترد علي به من مقالي فأرجو أن لا ترميني بالباطل.


على كل حال فالموضوع لم يكن بخصوص الإخوان وحسب بل هو أخذ العبرة مما حدث ومرة أخرى تجنبا لمزيد من الدماء من كل الأطراف بلا تمييز.


حصد المقال نصف مليون مشاهدة في أحد صفحات الفيسبوك ولكن الملفت أن أيا من التعليقات لم يمس محور الموضوع وهو أن الله تعالى لا يستجيب دعاء من يسخر به وبآياته وسأتكلم والحال هذه عن قضية الدعاء في مقال منفصل.



هو عقاب إلهي لكل الأمة، وأخشى أننا لم نر العقاب بعد.


مما يدل على بعد الإسلاميين عن الواقع هو الموقف المحير من الإصرار على الاستفزاز واستخدام أسلحة من العصور الحجرية في مواجهة التقنيات الحديثة!

ما الداعي لأن يحمل البعض العصي والسيوف وقانابل المولوتوف وقليل من الأسلحة النارية الخفيفة في مواجهة جيش كامل؟

ما الداعي للتصريحات التكفيرية والتهديد بحرق البلاد والعباد والاستفزاز لمن هو محاصر في ميدان إلا أنهم يؤمنون بنصر من عنده تعالى عن طريق ملائكة أو طير أبابيل. ((هذا النصر لم ولن يأتيهم لأنهم يقدسون أسلافهم ويهزؤون بالله تعالى وآياته)).


كم منهم يؤمن بما جاء في كتيب عبد الله عزام المسمى بآيات الرحمن في جهاد الأفغان والذي يحوي من الخرافات ما يضحك الولدان! أفغاني مجاهد يفجر دبابة روسية بحجر؟! وما شابهها من لعب وهزو بالدين.


ونذكر الشباب الذي هب للجهاد في أفغانستان والشيشان فكما نعلم أنهم ما كانوا إلا جنودا لأمريكا ودول الخليج لمحاربة الروس، وقد أحسنوا صنعا وكانوا خير جند لأجهزة الاستخبارات.


هؤلاء الشباب والذين أعرف المئات منهم هم كلهم من الطبقات الفقيرة. لم يحظوا بالتعليم ولم يوفقوا في الدراسة كأقرانهم ومعظهم له ماض لا أحب ذكره هنا. بعد الفشل والضياع يسمع هؤلاء الشباب محرضي الفتنة للجهاد فيتركون ما خلفهم – وما خلفهم من شيء – لتلبية نداء الجهاد بكل حماسة وجهل.


في لحظة واحدة يتغير حال "الضائع بلا هدف في الحياة" إلى "مجاهد مشهور"!
هذا المجاهد لا هم له إلا "التحطيم والتدمير" وخاصة لكل ما هو جميل مفيد غني في الأوطان والسبب ببساطة هو الحقد الدفين على المجتمعات.


كان آخر عمل للزرقاوي تفجير ثلاثة فنادق خمسة نجوم في عمان! مجرد حقد على الأغنياء تبرره فتاوي حاقدين تكفيريين والسبب أنه ترعرع في بيئة فقيرة.


هؤلاء الشباب مغرر بهم وعلى الحكومات الاهتمام بمصادر الإرهاب ليس بالقوة والقمع بل من خلال بناء المجتمعات وبسط العدل بين طبقات المجتمع ومحاربة الفقر والجهل والأمراض.

وعلى الشباب التأمل والبحث والعمل لما فيه خيرهم بدلا من الوقوع في هذا الفخ الاستخبارتي الذي سيخسرهم الآخرة كما خسروا الدنيا فليس دين الله تعالى مطية لا للأغنياء ولا للفقراء ومن له دافع سياسي أو اجتماعي فليسمه باسمه ولا يتخذ شريعة الله تعالى حجة.