عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2010, 11:42 PM
المشاركة 25
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ثانيا : موقفهم من المسجد الأقصي ,

تكثر في الخطاب السياسي الإيرانى ـ لا سيما في عهد نجاد ـ مسألة المسجد الأقصي وفلسطين والعداء لليهود إلى غير ذلك من أقوال التقية ,
هذا فضلا على الطنطنة الإعلامية الهائلة التى يمارسها التشكيل العصابي المعروف باسم حزب الله في لبنان ,
وكما هى العادة في هذا العصر تأتى الدعاية بأساليبها المؤثرة لا سيما مع الشعوب العربية التى تعانى أشد المعاناة من حكامها المتواطئين مع الغرب والتضييق السياسي عليهم وعدم مراعاة تلك الأنظمة لاحتياجات شعوبها ورغبتها الحارقة في حل قضية القدس ,
فيحتفي أولئك المغيبون بإيران وحزب الله دون أن يتوقف أحدهم قليلا ويسأل نفسه ,
هل أطلقت إيران طلقة واحدة تجاه إسرائيل طيلة تاريخها ؟!
فإذا كانت الإجابة بالنفي فعلام الطنطنة الإعلامية والإحتفاء بظواهر صوتية تماثل ـ إن لم تتفوق ـ على الظواهر الصوتية التى يمارسها الحكام ,
وما يغيب عن بال الكثيرين أن التعاون الإسرائيلي الإيرانى في المجال السياسي والعسكري حقيقة واقعة سجلتها الوثائق الرسمية منذ تمويل إيران لإسرائيل بالوقود أثناء حرب 1973 م , التى واجهت فيها مصر وسوريا إسرائيل بتكاتف عربي , "49"
ومرورا بتعاون الخومينى الذي ادعى أن ثورته إسلامية مع إسرائيل في مجال التسليح في الصفقة الشهيرة التى افتضحت واشتهرت باسم ( فضيحة إيران ـ كونترا ) ليشترى الخومينى من اليهود السلاح الذي يستخدمه ضد المسلمين في العراق في تلك الحرب الوحيدة التى خاضتها الثورة الخمينية فجاءت أول ما جاءت ضد العراق ! "50"

أما حزب الله فى لبنان فقائده حسن نصر الله كان النائب الأول للموسوى زعيم حركة أمل الشيعية التى انشق عنها حزب الله فيما بعد وكان نصر الله ضمن قوات حركة أمل التى ارتكبت واحدة من أبشع المجازر تجاه الفلسطينين فى لبنان عام 1984 م
ونقلت وكالات الأنباء فى حينها شعارات حركة أمل الشيعية وهى تبيد اللاجئين ومحتواها كان عبارة عن نداءات القوة والنصر ضد الوهابيين الأنجاس "51"
وما يثير الدهشة حتى الأعماق أننا لا نتحدث عن تاريخ مجهول أو مغمى أو حتى تاريخ غارق فى القدم , !
بل إنه تاريخ سجلته عدسات المصورين وأقلام الصحفيين بتغطيات شاملة , فأين هذا التاريخ القريب من أعين الذين غرتهم طنطنة حزب الله اليوم
,
وبخصوص الحرب التى خاضها حسن نصر الله ضد إسرائيل ـ إن جاز تسميتها حربا ـ فهى لم تكن لأجل الفلسطينين من قريب أو بعيد بل صرح حسن نصر الله لوفد لكونجرس الأمريكى الذى زاره عقب الأحداث أن مشكلته تتخلص فى تحرير جنوب لبنان والوقوف على الحدود التى يقرها نظام الدولة اللبنانى ,
فكيف انقلبت الصورة فجأة إلى تصوير حسن نصر الله وحزب الله على أنه المدافع الأول عن فلسطين والأقصي وهو الذى ما أطلق طلقة واحدة دفاعا عن أى فلسطينى فى مطلق حياته
وعندما تفجرت أحداث غزة الأخيرة وكان حزب الله فى هيلمان قوته لم تنطلق من حزب الله طلقة واحدة ولو طلقة صوتية لمؤازرة الفلسطينيين الذين يتغنى بنصرتهم , فى نفس الوقت الذى وقف فيه ينعى على العرب خذلانهم


أما خذلان الحكام العرب فهذا أمر عهدناه وألفناه وهم عند جماهير الأمة العربية ـ كما يقول د. عبد الله النفيسي ـ لن يصدقوهم حتى لو تعلقوا بأستار الكعبة
فإذا كان هذا حال المتخاذلين الذين لا يعبر موقفهم عن جديد يذكر و فما بال المغوار الذى أطلق من التصريحات النارية أضعاف أضعاف ما أطلق من الطلقات النارية واكتفي بذلك ليتمخض الجبل فيلد فأرا فى النهاية ,
ليتبقي السؤال للمخدوعين بظاهرة حسن نصر الله , وهو أين الفارق بينه وين سائر الحكام المتخاذلين , والذين لهم على الأقل تاريخ قريب فى الحروب التى خاضتها العرب ضد إسرائيل فخاضوا حروب 48 , ثم56 , ثم 67 , وأخيرا حرب أكتوبر التى سجلتها صفحات التاريخ بحروف من نور
وما الذى امتلكه حسن نصر الله ليصبح حامى الحمى إلا تاريخا أعرج مع حركة أمل الشيعية المتطرفة "52" ثم تاريخا أشد سوادا مع إمامه الخومينى شهدت به المحاولات الآثمة لتفجير الحرم المكى في أواخر الثمانينات بخلاف الأعمال الإرهابية التى قام بها فرع الحزب بالخليج
بخلاف فضائح ومخازى تناقلتها المصادر عن نائب رئيس حزب الله المنشق صبحى الطفيلي والذى لم يجرؤ حسن نصر على الرد عليه بحرف واحد
,
والمتابع للتقارير التى خرجت عن فترة الدمار في أثناء حرب لبنان الأخيرة يري العنصرية الشديدة التى تعامل بها حزب الله مع أهالى لبنان وكيف أن التعويضات لم تصل إلى أى منطقة سنية رغم الدمار الشامل التى عانته بسبب تلك الحرب واقتصرت الميزات على الميليشيات العصابية التابعة للحزب
والمتأمل لحقيقة أفعال حزب الله أو إيران في العراق حاليا ,
سيجد أنها أفعال تتطابق مع المعتقدات التى يدينون ويرجون لها في كتبهم , ويكتمونها بالتقية حال الخطابات الإعلامية ,
وموقفهم من قضية الأقصي والقدس يتضح من خلال تلك الكتابات التى اعتمدوا فيها على مصادرهم الأصلية فضلا على كتابات المعاصرين ,

والشيعة في الأساس لا يؤمنون بوجود المسجد الأقصي على أرض فلسطين ولا على أية بقعة من بقاع الأرض
,
باختصار ,
الشيعة التى تصدع رءوسنا بالحديث عن الأقصي والقدس لا تؤمن أساسا بأن هناك مسجدا مقدسا اسمه المسجد الأقصي وأنه موطن الإسراء وثالث الحرمين وأولى القبلتين , بل يعتقدون أن المسجد الأقصي ليس على الأرض بل في السماء وعرج النبي عليه الصلاة والسلام إليه في السماء ولم يسري به إليه بفلسطين
في رد صريح لآيات القرآن الكريم والسنة المطهرة وإجماع المسلمين من شتى طوائفهم ,
يقول الله عز وجل في محكم كتابه ,
[سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ] {الإسراء:1}
فكان الإسراء بآية محكمة قطعية من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصي , وهو المسجد الذي كانت قبلة المسلمين الأولى , وهو أحد المساجد الثلاث التى أمر النبي عليه الصلاة والسلام بقصر شد الرحال عليها لمكانتها ,
ولم يجعل الله ورسوله عليه الصلاة والسلام خصيصة لأى مسجد عدا هؤلاء الثلاثة ,
فيأتى الشيعة وبصريح معتقدهم فينكرون وجود الأقصي من الأساس فيردون القرآن والسنة والإجماع بل والعقل الذي تشهد عيناه بوجود المسجد قائما ليوم الناس هذا !
وهذه بعض نصوصهم التى تثبت ما تقدم ذكره ,
* فقد ورد في تفسير الصافي للكاشاني 1/ 669 – 670 في تفسير قوله تعالى( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ) يعني إلى ملكوت المسجد الأقصى.
قال: " ذاك في السماء، إليه أسري رسول الله صلى الله عليه وآله ".
* جاء في تفسير القمي عن الباقر عليه السلام أنه كان جالساً في المسجد الحرام فنظر إلى السماء مرة وإلى الكعبة مرة ثم قال { سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى } وكرر ذلك ثلاث مرات ثم التفت إلى إسماعيل الجعفي فقال أي شئ يقول أهل العراق في هذه الآية يا عراقي ؟
قال يقولون أسري به من المسجد الحرام إلى بيت المقدس،
فقال ليس كما يقولون ولكنه أسري به من هذه إلى هذه وأشار بيده إلى السماء وقال ما بينهما حرم .
* وقال العياشي عن أبي عبد الله قال: سألت عن المساجد التي لها الفضل فقال: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم،
قلت: والمسجد الأقصى جعلت فداك ؟
قال: ذاك في السماء، إليه أسرى برسول الله عليه وسلم، فقلت: إن الناس يقولون إنه بيت المقدس فقال مسجد الكوفة أفضل منه ـــ تفسير الصافي 3/ 166. )
*جاء في كتاب منتهى الآمال لعباس القمي ص 70
(.. والمشهور على أن المسجد الأقصى هو بيت المقدس و لكن يظهر من الأحاديث الكثيرة أن المراد منه هو البيت المعمور الذي يقع في السماء الرابعة وهو أبعد المساجد )
وبمثل هذا القول اتفقت كلمة الإثناعشرية في كتبهم الحديثية الأصلية كالكافي للكلينى والتهذيب للطوسي وكذلك كامل الزيارات لابن قولويه
وفى تفاسيرهم وتعارفوا على أن المسجد الأقصي لا وجود له على الأرض أصلا , بل هو في السماء
وبالتالى لا معنى ولا قدسية ولا اعتبار من أى نوع أصلا للمسجد الأقصي الكائن بفلسطين والذى تعارف عليه المسلمون منذ بدء الرسالة وأصبح من المعلوم بالدين بالضرورة , وجاء إحتلاله عبر العصور بمثابة الجراح التى داواها أبطال الإسلام واحدا بعد الآخر ,
وحتى لا يقول قائل أن هذا الكلام منقول عن الكتب القديمة وأن الشيعة المعاصرين لا يعتقدون بذلك , ننقل عن أحد معاصريهم جعفر مرتضي العاملى
في كتابه ( المسجد الأقصي إلى أين ) حيث يقول :
( لقد تبين لدينا عدة حقائق بخصوص المسجد الأقصي والذى يحسم الأمر أنه ليس الذي بفلسطين )
ثم يوضح أين المسجد الأقصي باعتبار عقيدته في كتابه ( الصحيح من سيرة النبي الأعظم ) فيقول
( أنه عندما دخل عمر إلى فلسطين لم يكن هناك مسجدا أصلا فضلا على أن يسمى أقصي وأن المسجد الأقصي الذي بارك الله حوله في السماء )
وقد نال بكتابه هذا تكريم رياسيا من أحمدى نجاد رئيس إيران الحالى في اعتراف ضمنى علنى بما يحتويه كتابه ويوضح حقيقة المعتقد الشيعي الخبيث في المسجد الأقصي لتنهار كل أردية التقية التى يماسونها وهم يتباكون أمام أهل السنة تعاطفا مع قضية الأقصي ,
وفى العصر الحالى أيضا , وجدنا نداءات الكتاب وخطباء الشيعة تدوى مطالبة بتحرير كربلاء قبل القدس
في افتتاحية لمجلة المنبر "الشيعية" كتب محرر الباب تحت عنوان :
"قبل القدس ..حرروا كربلاء"
(إن كربلاء هي أقدس وأشرف بقاع الأرض جميعاً - بما فيها مكة والمدينة - بنص المعصومين إذ تكتسب قداستها من احتضان أرضها لجثمان ثأر الله وبضعة رسوله الإمام أبي عبد الله الحسين صلوات الله وسلامه عليه الذي اختلطت دماؤه الزاكية بذرات رمل هذه البقعة فحازت بذلك شرفاً ما بعده شرف إذ أصبحت كعبة الأحرار ومهوى الأفئدة ومحجة الموالين ومقصد كل ذي حاجة وفاقة)

وأضاف الكاتب
(ومع ما للقدس من شرف وقداسة ؛ فإنها تبقى بعد كربلاء ، فليست القدس ككربلاء ولا الصخرة كالحسين ، ولا المسجد كالحرم ... والقدس ليست قضيتنا الأولى ... كربلاء هي القضية الأساسية ... وقبل أن نحرر القدس علينا أن نحرر كربلاء ، ومنها ننطلق إلى فلسطين ، ومنها ننطلق إلى سائر البلاد بمشاعل النور والهداية ... وقد سبق لنا بيان أن القدس لا يمكن أن تعود إلى هذه الأمة ، ما لم تعد هذه الأمة إلى محمد وعلي عليهما الصلاة والسلام ؛ )
وأضاف
(عودوا إلى محمد وعلي .. تعود إليكم القدس بالمهدي ... وحرروا كربلاء أولاً وقبل كل شيء ، ثم فكروا في القدس وما سواها ) "53"
وهذا المعتقد ـ رغم غرابته وفجره ـ إلا أنه يتسق تماما مع المعتقد الشيعي فهم لا يطيقون مقدسات المسلمين وبالذات المسجد الأقصي الذي فتحه عمر بن الخطاب أعدى أعداء الرافضة على مر العصور ,
حتى أسلمه الشيعة للتتار في خياناتهم الشهيرة في عصر بن تيمية فحرره أهل السنة , ثم أسلموه للصليبيين وتعانوا معهم فحرره صلاح الدين الذي يعتبر واحد من أكثر الشخصيات المكروهة عند الشيعة لتحريره المسجد الأقصي وانتزاعه شأفة دولة الروافض العبيدية من مصر إلى درجة أنهم يطلقون عليه اسم فساد الدين الأيوبي وينتعتونه ـ كعادتهم مع أبطال السنة ـ بأبشع الصفات "54"

أما بشأن الفلسطينيين والمجاهدين في فلسطين ,
فلا يكون غريبا على بال القارئ إذا علم أن كبار علمائهم المعاصرين أفتوا بأن شهداء الفلسطينيين ليسوا بشهداء ولا يدخلون الجنة ,
ومن هؤلاء ياسر حبيب الذي أفتى بذلك على موقعه جوابا على سؤال ورد إليه بخصوص شهداء الفلسطينيين ,
وبمثل ذلك قال على الكورانى أحد أشهر مراجعهم المعاصرين في خطبة حاشدة وهو يتحدث عن الفرقة الناجية والطائفة المنصورة وكيف أنها تلك الطائفة الموجودة في إيران وأنه ـ مع احترامه للأقصي ـ لا يعتبر الفلسطينيين المرابطين شهداء أو منصورين أو لهم نصيب في ذلك لعدم ولايتهم لآل البيت
وفى سؤال على موقع ( يا حسين ) الشيعي تم توجيهه للمرجع بشير النجفي قال السائل
( هل يجوز الجهاد مع الوهابية في فلسطين )
فأجابه المرجع بالنفي وحذره من الإنسياق تحت تأثير العاطفة إلى من لا يتسم بالإخلاص كالوهابية !
فإذا وضعنا هذه الفتاوى وتلك الآراء جنبا إلى جنب مع احتفاء الشيعة الدائم بكل عدو للإسلام سواء من المجوس أو التتار أو الصليبيين أو حتى اليهود ,
هل يمكن أن نتصور منهم محبة أو صدقا تجاه الإسلام والمسلمين ,
لا سيما في ظل تبشيرهم بالمهدى المنتظر وأعماله وكيف أنه سيحكم بحكم آل داوود , أى حكم بنى إسرائيل !
روى الشَيخ المفيد شيخ الطائفة عندهم في ( الإرشاد ـ ص402 ) أن بعض اليهود سيكونون من أتباع المهدى عليه السلام !
تقول الرواية :
( عن المفضّل بن عمر عن أبي عبد الله قال يخرج مع القائم عليه السلام من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلا من قوم موسى، وسبعة من أهل الكهف ويوشع بن نون وسليمان وأبو دجـانة الأنصاري والمقداد ومالك الأشتر فيكونون بين يديه أنصارا )
ثم جاء النعمانى في كتاب الغيبة ليبين أن المهدى له اسم عبرانى هو فانتخب تماما كما له أسماء مجوسية أشهرها خسرو مجوس أى ناصر المجوس !
تقول الرواية في كتاب (الغيبة) للنعماني :
( إذا أذَن الإمام دعا الله باسمه العيراني (فانتخب ) له صحابته الثلاثمائة والثلاثة عشر كقزع الخريف ، منهم أصحاب الألوية، منهم من يفقد فراشه ليلا فيصبح بمكة ، ومنهم من يُرى يسير في السحاب نهارا يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه )
أما أسماؤه المجوسية فقد أوردها النورى الطبرسي في كتابه ( النجم الثاقب ) في فصل مختص بأسماء المهدى وهى 182 اسما منها ( خسرو مجوس) وأنا أترك للقراء التعليق !
وهذا الاسم خسرو مجوس يعنى بالفارسية أمير المجوس , أو ناصر المجوس
ليس هذا فقط , بل له عدة أسماء أعجمية فارسية منها فرخندة وفيروز وشناس وبيرويز
وفى الكافي ـ في الروضة من الكافي للكلينى ـ باب الحجة عليه السلام يروى الكلينى عدة روايات في هذا الباب أن المهدى سيحكم بشرع آل داوود منها
(محمد بن أحمد عن محمد بن خـالد عن النَضر بن سويد عن يحي الحلبي عن عمران بن أعين عن جعيد الهمداني عن عليَ بن الحـسين عليه السَلام قال: سألته بأي حكم تحكمون ؟ قال : بحكم آل داود، فإن أعيانا شيء تلقاه به روح القُدُس .)
هذا بالإضافة إلى أعمال المهدى الكارثية التى سبقت الإشارة إليها من هدم المسجد الحرام والمسجد النبوى وإخراج أبي بكر وعمر وصلبهما على شجرة وإقامة الحد على عائشة !
ثم تبشيرهم بأن المهدى سينتقم من العرب والمسلمين ويسيل دماءهم أنهارا ويختص العرب بالذات بالقتل والترويع
يروى المجلسي فى بحار الأنوار عن المهدى :
( القائم وهو الذى يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والكافرين فيخرج اللات والعزى ( أى أبو بكر وعمر ) طريين فيحرقهما )
ويقول آية الله الصدر مرجعهم المعاصر عن تلك الروايات فى كتابه ( تاريخ ما بعد الظهور ) موضحا ومعترفا ,
( وظاهر هذه الروايات أن القتل سيكون مختصا بالمسلمين)
وفى كتاب الغيبة للنعمانى ينقل رواية عن القائم أنه يقتل ولا يسمع من أحد توبة !
وهذه الثقافة الوحشية تترسخ فى قلوب عوام الشيعة عن طريق البث المباشر من الخطباء والمعممين الذين سمموا أفكارهم بتلك المقولات حتى أصبحت كراهية الشيعي العامى لأهل السنة وانتظاره للفتك بهم من قبيل المسلمات فى المجتمع الشيعي ,
ويعبر عنها بجلاء الأغانى التى يرددها الشيع فى مناسباتهم الدينية وتسمى باللطميات وهى أغانى حافلة بأمثال هذا الكفر والفجور ولها شعبية خرافية بين عوام الشيعة حتى أن المواقع الشيعية الكبري تخصص لها أقساما كاملة تتيح للأعضاء تحميل تلك اللطميات مثل قسم اللطميات بموقع يا حسين ,
تقول إحدى أشهر تلك اللطميات بصوت الرادود باسم الكربلائي مخاطبا المهدى المزعوم
يا بن الغوالى .. ما تبقي غايب
لابد تصيح ساعة فرج تعلن قدومك
شفت العجايب .. من ها النواصب
لو تذبح اللى بالمهد ما حد يلومك


ومعناها أو ترجمتها للفصحى أنه يخاطب المهدى كى ينفض غيبته ويأتى ليري العجائب التى رآها الشيعة من النواصب ( أى أهل السنة ) ويخاطب المهدى قائلا له أنه لو ذبح منهم الطفل في المهد لما لامه أحد !!

الخلاصة :
وبعد هذا العرض لطبيعة الدين الشيعي وانتفاء القرآن والسنة الصحيحة منه , واختراع الأصول الجديدة المرذولة ونسبتها لآل البيت , ولعداء السافر المتحقق نظريا وعمليا من الشيعة للسنة سواء عبر تاريخهم الذى لم يفوتوا فيه فرصة للفتك بالإسلام والمسلمين أو فى واقعهم المعاصر ,
هل يمكن أن يقال بعد ذلك أن هناك محاولات قد تجدى للتقريب بين هذا الدين والإسلام من أى وجه ؟!
وكيف يمكن أن يتم التقارب مع دين يتخلص فى العداء السافر للإسلام والمسلمين وضرب ثوابته الرئيسية وبين دين الإسلام نفسه ,
والأهم من ذلك :
كيف يمكن استخدام لفظ التقارب أصلا مع مثل هذا الدين والتقارب معناه أن يلتقي طرفان مختلفان فيتنازل كل منهما عن بعض أسباب الخلاف ليحصل التقارب ويتم ,
فمن من دعاة التقارب يا ترى عنده استعداد للتنازل والتهاون بشأن القرآن الكريم وهو أصل أصول الدين ؟!
ومن منهم عنده استعداد للتنازل عن السنة الصحيحة المروية عن الصحابة رضي الله عنهم إلى سنة رواها زنادقة الفرس والرافضة ؟!
ومن منهم عنده استعداد للتنازل بشأن الحدود الشرعية التى فصلت الحق من الباطل ؟!
ومن منهم عنده استعداد للتنازل عن دماء المسلمين وأموالهم المنهوبة باسم آل البيت ؟!
وهل هادن النبي عليه الصلاة والسلام المنافقين باسم الوحدة الإسلامية وهل شرع الله تعالى له أن يهادن فى دينه , أم كان التحذير من اتخاذ هؤلاء كأولياء أشد ما يكون التحذير ,
وهل قام الصديق رضي الله عنه بمهادنة مانعى الزكاة باسم الوحدة الإسلامية أم قاتلهم عليها ؟!
رغم أنهم عطلوا ركنا واحدا من الدين وهو الزكاة , فكيف بالذين اخترعوا دينا آخر لا علاقة له بالقرآن والسنة ولا حتى بالفطرة السليمة ؟!
فلا شك أن دعاة التقريب اليوم ما هم إلا حواة وباحثين عن مصالحهم السياسية , لأنهم غير معذورين بالجهل فى عصرنا الحاضر ,
ولا يمكن أن يخفي عليهم حال الشيعة فى ظل اتساع وسائل الإعلام التى جعلت من العالم قرية صغيرة ,
ويمكن لأى قارئ اليوم أن يطالع القنوات الفضائية الشيعية أو مجالسهم المذاعة على الإنترنت أو منتدياتهم الحوارية أو مواقع علمائهم الكبار ليعرف أن ما ذكرناه عنهم إن هو إلا قليل من كثير ,

تم الفصل الثانى بفضل الله توفيقه ,
ولنا لقاء مع الفصل الثالث ( شرح تلبيسه على الصوفية )