الموضوع: صفحتي الهادئة
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-18-2013, 03:40 PM
المشاركة 34
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


المكان ظليل ، سدلت عليه ستائر القصب الكثيفة الطويلة المخضرة أوراقه ، عائشة جالسة بجانبي على تربة رملية ، صعدت الدماء وجهها بفعل حرارة الشمس على طول الطريق إلى الوادي .
ـ يا ليتنا كنا وحيدين في هذا الكون .
ـ يموت الجميع لنحظى نحن بالحياة ، تأملي هذه الطبيعة ، تلك الحشرات هي أيضا تعانق الحياة بحبور .
ـ كل شيء في الدنيا دون الحب لا يساوي شيئا بل هو هباء ، هباء !
ـ مليح هو إن تحقق ، و كتب له البقاء ، وتمتع بعمر مديد .
ـ هل أنت راض عن حبنا ؟
ـ مرة أقول هو فعلا حب من قلب لقلب ، روح لروح ، إحساس مليء عذوبة ، شعور جميل يملأ قلبين ولدا ليتآلفا و يتواءما و يتعانقا . لكن أحيانا أخاف عليه من تقلبات الزمان ، و عواصف الحياة ، و تموجات الأعاصير .
ـ لا تكثر من مخاوفي هذه اللحظة أكبر عندي من كل أحلام الدنيا ، يكفيني قربك مني ، تعلم افتقدتك كثيرا ، شهور هي بل أعوام ، لقد اشتد عودك و ازدادت ملاحتك و كبرت يا حبيبي .
ـ أنت أيضا ازدادت فتنتك و سحرك ، بهاء ، صفاء ، حسن ، أي النعوت تليق بملاك في صورة أنثى .
ـ في المدينة سأقضي معك أياما جميلة ، أياما لن تنساها ما حييت ، تعرف تلك المدينة الجميلة الشائطية الساحرة ، رمال مذهبة ، شمسها الربيعية ، ليلها ما أبهاه ، سهرات حفلات ، ، جنة هي حبيبي ما بعدها جنة .
ـ سمعت عنها الكثير ، رأيت بعض صورها ، لكن ما أعلمه هو أنني عاجز عن تسديد مصاريف ليلة واحدة من لياليها ، إنها باهضة ، مدينة غالية و مكلفة .
ـ لا عليك رتبت كل شيء ، كنت أظنك ستتحمس للفكرة أكثر مني .
ـ نعم أنا متحمس ومستعد إلى الذهاب إلى أقاصي الأرض من أجلك و من أجل حبنا ، لكن لا أحب أن أعد بما لا أستطيع .
ـ كان عليك تغيير هذه النظرة للحياة ، ليست الحياة دائما هكذا ، أحيانا علينا أن نبادر ، افتح عينا واسعة كلها أمل ، لماذا لاتكون تلك الرحلة فاتحة يمن عليك ، بداية لشق طريق جديدة ، لا أريدك أن تستسلم للظروف والأحوال ، تمتع و اترك تلك المخاوف بعيدا .
ـ ليتني أستطيع أن أكون حرا طليقا سعيدا حقا .
ـ هذه فرصة البداية ، لا تستسلم بدون محاولات ، هل تذهب معي ؟
أومأت بالإيجاب فتهلل وجهها بشاشة وإشراقا وأمسى كبدر ليلة اكتماله ، منير مشع يضيء حياتي حبا وأملا ...