مطر..مطر.. والجو ينفث حولي الصقيع.. يخترق مني العظام.. أرتعش بردا وأمضي شاردة الفكر.. الطريق فارغة من أنفاس البشر على مدى اتساعها، وتعدد تفرعاتها، وأنا وحدي أعبر الشارع المشجر المطل على حديقة المدينة.. نظرت إليها بحزن عميق وقلبي يقطر ألما.. وحيدة مثلي تبدين اليوم بلا أحبة يملأون قلبك سعادة وهناء، بالأمس كانوا هنا.. ليتني أستطيع الجلوس معك هذا الصباح أبثك شكوى اشتياقي لأهلي، بيتي وبلدي، بالله عليك قاسميني وأيتام سوريا والثكالى والأرامل فرحة العيد، واسمعي معي أهازيج الغربة في نفسي، وأنا أسمع من بعيد بامتداد زمن غربتي تكبيرات المآذن في دمشق.
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله.
بقلم
زاهية بنت البحر