عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
3062
 
محمد عفيفى
من آل منابر ثقافية

محمد عفيفى is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
6

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Jun 2013

الاقامة

رقم العضوية
12206
08-18-2013, 04:05 AM
المشاركة 1
08-18-2013, 04:05 AM
المشاركة 1
افتراضي الشريعة من وجهة نظر

فى الآونة الاخيرة كثُر القيل والقال ، وتعددت الاحاديث واختلفت الآراء فيما يتعلق بفكرة تطبيق الشريعة الاسلامية فى المجتمع . وبعد ما رأيت من مناظرات ، وما سمعت من محادثات ، توصلت الى ان الناس بهذا الصدد يمكن تقسيمهم الى ثلاثة اقسام :
القسم الاول : يناددى صراحة بتطبيق الشريعة كاملة
القسم الثانى : يرفض تطبيق الشريعة اما اعلانا واما خفاءً
القسم الثالث: لا يرى ان هناك سببا لطرح فكرة تطبيق الشريعة اصلا ؛ لانه – فى ظنه – ان الشريعة مطبقة فى الاساس !
وقبل ان نبحث فى كل نوع من تلك الانواع الثلاثة ، نريد ان نتطرق اولا الى القاء بعض الايضاحات على مفهوم الشريعة . للاسف الشديد يفهم كثير من الناس – حتى ممن ينادون بتطبيق الشريعة – يفهمون الشريعة بمفهوم ضيق للغاية . فترى شريحة عريضة من الناس يلخّصون الشريعة فى تطبيق الحدود مثل : حد السرقة ، وحد القتل ، وحد الزنا ، وحد القذف ، ...... الخ . يقتصر فهمهم على هذه الحدود فقط ، ويظنون ان الشريعة الاسلامية تعنى تطبيق الحدود لا غير . فاذا اردنا اعطاء مفهوم لمصطلح تطبيق الشريعة ، فنجد ان ذلك يعنى تطبيق ( كل ) ما جاء فى كتاب الله – عز وجل – وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، والاخذ بأقوال الفقهاء والعلماء . واريدك اخى القارئ ان تتأمل الكلمة بين القوسين ، وهى كلمة ( كل ) ، فهذا يعنى تطبيق تعاليم الاسلام واوامره وتوجيهاته كافةً فى شتى النواحى المجتمعية ، من سياسة وقضاء ، واقتصاد ، وتعليم ، معاملات بين الناس .... الى اخر ذلك من تعاليم الدين الحنيف . فاذا تكلمنا عن تطبيق الشريعة الاسلامية ، فهذا لا يعنى فقط تطبيق الحدود ، وانما يتسع المفهوم ليشمل كافة جوانب الحياة البشرية . فلتتخيل معى – اعزك الله – كيف سيكون شكل المجتمع فى حال تطبيق الشريعة كاملة كما امرنا ربنا وبما جاء به نبينا . بكل تأكيد سوف ترى من التغيرات ما لا تصدقه عيناك . سوف تشعر بأنك فى مجتمع اخر غير الذى تعيش فيه ، وهو كذلك ! فعلى سبيل المثال لا الحصر : فى ظل تطبيق الشريعة الاسلامية ، لن تجد من يمتنع عن اداء فريضة الزكاة من اصحاب الملايين والمليارات ، ولن ترى على شاشات التلفاز تلك النوعية الفاضحة الخادشة للحياء من الافلام والمسلسلات والاعلانات . فى ظل تطبيق الشريعة ، لن ترى ذلك الاختلاط بين الرجال والنساء فى المدارس والجامعات والمكاتب والهيئات ، مما لا يرضى الله ورسوله . ايضا لن تجد محلات بيع الخمور ، تبث سمومها ليل نهار فى شوراع المسلمين . لن يكون هناك وجود لتلك الملاهى الليلية الماجنة التى ترتكب فيها الفواحش باذن وتصريح وترخيص من الحاكم .
فى واقع الامر ، الامثلة كثيرة كثيرة لا يكفى لسردها كتابة عشرات الصفحات ، ولكننا اكتفينا بالقاء الضوء على بعض هذه المظاهر التى نعايشها فى مجتمع يفتقر الى التطبيق الشامل للشريعة الاسلامية .
واريد ان ارجع سريعا الى هذه الاقسام الثلاثة فى بداية المقال ، ويأتى السؤال : أيهم صحيح ؟
اذا تحدثنا عن ذلك القسم الذى يرفض تطبيق الشريعة الاسلامية او اى ركن من اركانها ، فلا أُفضّل أن ارد على هؤلاء ، واترك امرهم الى علماء الدين لبيان حكم تكفيرهم من عدمه . اما القسم الذى يرى ان الشريعة مطبقة بالفعل ، فأود ان اسأله سؤالا : فى أى شئ ترى الشريعة مطبقة ؟ ستجده يفكر مليا ثم لا يستطيع ان يعدد الا بعض الاشياء التى تعد على اصابع اليد الواحدة ، مثل احكام المواريث واحكام الزواج والطلاق ، وان كان اصابها العطب هى الاخرى ، وستنتهى اجابته سريعا . اما النوع الاخير الذى ينادى بتطيبق الشريعة كاملة ، فأدعو نفسى اولا ثم ادعوهم ثانيا الى وقفة تأملية ننطر فيها الام نحتاج من اجل اعلاء كلمة الله فى ارضه .
فى رأيى ان تطبيق الشريعة لا بد ان يبدأ من اسفل بمعنى انه يتحتم على الدعة وعلماء الدين ان يقوموا بتهيئة الناس دينيا وعقائديا ونفسيا ومجتمعيا للانتقال الى مرحلة تطبيق الشريعة . فالمؤسف فى الامر - من وجهة نظرى على الاقل – ان تيار الاسلام السياسى يرى ان تغيير الحاكم هو الخطوة النموذجية الاولى لبدء تطبيق الشريعة ، وهذا ما اراه خطأً فادحا ؛لان مجموع المسلمين هو من سيقوم بحمل هذه المهمة العظيمة . فالاولوية القصوى تقع على عاتق الدعاة وعلماء الدين فى بدء عملية الاصلاح الدينى لدى المجتمع ، وهذا – مما لا شك فيه – ما سيأتى بالضرورة الحتمية بالغاية السامية الرفيعة ، وهى اعلاء لواء الدين فى ارض رب العالمين .
يقول الله تعالى : " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا " سورة الاحزاب . الاية 36