الموضوع
:
وعكة و بوح
عرض مشاركة واحدة
08-17-2013, 07:11 PM
المشاركة
72
ياسر علي
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 3
تاريخ الإنضمام :
Dec 2012
رقم العضوية :
11770
المشاركات:
1,595
بين الحب والفضيلة
رأته الفضيلة فمال إليه قلبها ميلا عظيما ، حاولت تجاهله لكن روحها تعلقت ببريق عينيه الحاملتين لجاذية لا تقاس لذتها ، كانت مدفونة في ملابس تستر عرضها و و جمالها الفتان ، لا تتزال تتوارى عن النظرات حتى أصبح الكل يتجاهلها وهم يرتمون في حضن المشبوهات . القلوب والعقول شدت الرحال إلى اللائي أضأن مفاتنهن و أوقدن شموع الحفلات و أثثن الليالي الملاح .
حاولت أن تكتم حبها و تدوس على قلبها فتعيش بلا قلب ، لكن هيهات هيهات متى عزف الفؤاد ألحانه تلبي كل الأحاسيس ، تهذي العقول بل يغيب عنها وعيها فتنساق الروح لقلب الحبيب كما فعلت رجلاها ، فلم تتفطن إلا وقد صدها باب من زجاج متين ، تراه هناك متربعا على عرش قلبها كالأمير ، توسلته بكلام خافت : يا حبي هلا فتحت الأبواب ، فنعيش عيش السعداء ، ونرتقي بحبنا إلى عشق ملائكي ، لتتعطر بنا الحدائق ، و تتنفس عبقنا الأنوف . دقت الأبواب فلا مجيب ، فالحب غائب هناك ، سحرته زخرفة الحياة فتعلق بها ، زمردات تتراقص عند قدميه ، ياقوت ومرجان تلألأ بهما مسبحه ، أخذته سكرة الليل والنهار ، الزهور أسرت عينيه و كل حواسه ، طوبى لمن افترش الحرير و لبس بريق النجوم و تنغمت روحه بمواويل السعادة . فتح بابه فظنت أنه إليها قادم ، اندهشت وهو يميطها عن طريقه كأنها جاجز عرقل طموحه ، و وقف بينه و بين حياته ، صار أعمى لا يرى غير اللمعان ، غرقت روحه في سكرة الدنيا .
تألمت لحالها وتحسرت لحاله ، هو حبها الأول نذرت له الإخلاص ، فما عادت قادرة على نقض عهدها ، لكنها أنثى لها من الغيرة ما يجعلها تكرهه ، تنقم عليه ، لقد كسر عزتها و خدش كبرياءها و مرغ شموخها ، أغلقت قلبها و كبحت غيظها والعين دامعة ، رجعت إلى بيتها و عزفت عن العيش ، اعتزلت القوم وبنت هناك معبدها ، تأوي إليها نفوس آمنة مطمئنة ، هناك تتطهر النفوس المكلومة و تستعيد القلوب بصيرتها .
رأته بين الطالبين للنجاة ، عرفته و هو لها منكر ، تشتت حاله وهو متعب ، أنهكه المجون ، كلما انغمس في حفلة تحولت على وجه السرعة إلى صراع فخصام فدماء ، كان يبكي بكاء مريرا والندم يشق ظهره المحدودب ، يتمنى الموت . سمعت شكواه فرق لها قلبها و بدأ ينبض حبا ، لكنها الفضيلة لا تلذغ من الجحر مرتين ، أخذت بيده و هي تقول : " تعالى نتزوج فترى رأي العين رحابي ، لكن لا تنس أنك يوما أغمضت عينيك عني ، فكلما هم بك هائم ونسي عهدي ، تركته فريسة لنزواته كما تركتك .
رد مع الإقتباس