الموضوع
:
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
عرض مشاركة واحدة
08-15-2013, 09:47 AM
المشاركة
1030
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
تابع....العناصر التي صنعت الروعة
(
الملامح الروائية والفنية
)
في رواية رقم - 33 -
الاعتراف
على ابو الريش
الامارات
-
يعتبر علي
أبو الريش أكثر الروائيين الإماراتيين مثابرة على الكتابة وأغزرهم إنتاجاً، فعلى
مدى يزيد على ثلاثين عاماً أصدر أربع عشرة رواية، بدأها برواية “الاعتراف” سنة 1980
ثم “السيف والزهرة”، و”رماد الدم” و”نافذة الجنون”، و”تل الصنم”، و”ثنائية مجبل بن
شهوان”، و”سلايم”، و”ثنائية الروح والحجر التمثال”، و”زينة الملكة” إلى آخر
القائمة، وقد توجت مسيرته الروائية بجائزة الدولة التقديرية سنة 2008
.
-
تميزت تجربة أبو الريش
الروائية بمرحلتين، فقد تشكلت بدايات تجربته الروائية وهو طالب في مصر في
السبعينات
وكان منطقياً أن يتأثر بالاتجاه الواقعي
الذي كان يسود عالم الرواية في تلك الفترة.
-
فبدأ في رواية “الاعتراف” بداية
يصور فيها حياة القرية والعلاقات الاجتماعية
التقليدية
وصور الصراع التي كانت تحدث بين أفراد المجتمع، وما يحدث من غدر وثأر
واستغلال وحرمان وفقر وغير ذلك، وبدايات تشكل وعي الأفراد من خلال المدارس الحديثة
واكتساب طلابها وعياً يتجاوز وعي آبائهم ويجعلهم قادرين على الاعتراف بالآخر ابن
الغريم ومسالمته بل مودته وحبه وواصل هذا في روايتي “السيف والزهرة”، و”رماد الدم
”
.
-
لم يلبث أن انفتح على نمط جديد من الكتابة برز في الوطن العربي في السبعينات
وانتشر وتأصل في الثمانينات وهو “تيار الوعي” فطفق أبو الريش يكتب منشداً هذه
الصيغة التي وقع عليها، والتي بدا أنها تستجيب لخبراته العلمية كدارس لعلم النفس
وحاصل على شهادة البكالوريوس في جامعة القاهرة عام ،1979 وهو من التيارات الأدبية
التي نشأت في الرواية الغربية ثم انتقلت بفعل التأثر والترجمة إلى الرواية العربية
.
- عن طريق
تشغيل تدفق الأفكار يقدم
عبدالله الشديد صورة مشوشة عن حياته من خلال استرجاعه صوراً لأشخاص كان لهم دور
فيها
، وأولهم هي “سلايم” تلك المرأة التي يتملكه الإعجاب بها، ولا نكاد نعرف عنها
سوى أنها عاشت ثمانين عاماً في خيمة في حي “لخديجة” ولم تقبل أن يدنس سمعتها أحد.
-
الشخصية الثانية الحاضرة في
وعي عبد الله الشديد هي “النوخذة” الذي عمل معه على سفينته، فكرهه النوخذة لأنه كان
قوياً جداً وصامتاً دائماً لا يضحك ولا يشارك في إضحاك النوخذة كما يفعل غيره من
البحارة، فما كان من النوخذة إلا أن رمى به في البحر لتأكله الحيتان، لكنه استطاع
أن يخرج من البحر، فهذا النوخذة رمز للطغيان والاستبداد والقهر واستعباد الآخرين،
وتكميم الأفواه، فلا أحد يجرؤ على نقاشه أو معارضته أو الحديث بما لا يرضيه
.
- وهناك شخصية شمسة التي
أحبها عبدالله الشديد في بداية شبابه، وبادلته الحب لكن مفهومها للحب كان مفهوماً
مادياً، ولم تستطع أن ترقى معه إلى الحب الروحي الذي يطلبه ويجد فيه ذاته، لذلك
تركها واعتبرها غير جديرة بالحب،.
-
أما غزالة تلك المرأة المفعمة بالحب والقوة
والإرادة التي تريده قوياً قاطعاً قادراً على التحرر من ذله ووضاعته وعلى مواجهة
الزيف والطغيان
.
- وهناك
شخصيات أخرى تستدعيها ذاكرة عبدالله الشديد كسالم المغربي وعبدو اليمني وراشد
الصومالي وهي شخصيات وحيدة غامضة غريبة على القرية لكل منها مسكنه المنعزل ورؤيته
للحياة، ويتخذها عبد الشديد للمقارنة رموزاً لواقعه الذي صار إليه بعد خروجه من
البحر،
واقع التشرد والوحدة والانعزال
، والذي
سيسلمه إلى الجنون
حيث سنكتشف في
النهاية أنه يعيش منفرداً في زنزانة مصحة نفسية
.
-
يدفع بناء تلك الشخصيات برمزياتها التي تحدثنا
عنها آنفاً
إلى رؤية تأويلية تقوم على المقابلة بين مختلف أنماط تلك الشخصيات
.
-
فشخصية “سلايم
”
يمكن اعتبارها رمز
الإنسان الأول
في طهره وإخلاصه ونقاء سريرته، إنسان يعيش الحياة
بكل جوارحه ويتشبث بها لكنه يأبى أبداً أن تدنسه تلك الحياة أو أن تجرفه سيول جرائم
وموبقات الآخرين، رغم استبداد شرورهم واستفحالها، ولذلك اختارها الكاتب عنواناً
لروايته “سلايم” وربطها بالقرية والطبيعة ممثلة في شجرة الغاف، في مقابل المدينة
الأسمنتية التي يورد تلميحات كثيرة بإدانتها لما جلبته معها من شرور،
-
في مقابل
سلايم هناك النوخذة
رمز الظلم والكذب وتشويه الحقيقة
،
-
وهناك عبدو وراشد
وسالم الذين
رضوا بالانعزال والفقر
على
الذل في مقابل رجال النوخذة رمز الذل والمهانة
،
-
وهناك
غزالة
الطاهرة التي هي الصيغة الجديدة من سلايم
في مقابل شمسة التي دنستها الحياة
وسحقت براءتها،
-
وفي الوسط من كل أولئك يقف عبدالله الشديد
وحيداً كالمشردين مؤمناً
بسلايم وأفكارها وأصالة موقفها من الحياة، محباً إلى حد العشق لغزالة لكنه عاجز عن
الوفاء بشرط حبها وهو مواجهة نفسه والتخلص من خوفه وعقده التي رسخها فيه المجتمع،
رغم أنه لم ينافق ولم يذل كما ذل الآخرون، وبكلمة واحدة فهو غير قادر على صناعة
ثورته وامتلاك حرية الفعل وصناعة المستقبل، لينتهي في النهاية إلى المصحة مستسلماً
عاجزاً حتى عن الهروب من بين يدي الأطباء،
-
ونخلص في النهاية إلى أن الكاتب يريد أن
يقدم رؤية وجودية تقول إن شرط تحقق ذات الإنسان هو قدرته على الفعل والاختيار،
قدرته على صناعة حريته، وما لم يستطع فعل ذلك فستظل حياته عبثية لا طائل من ورائها، وسيظل العفن مسيطراً على العالم
.
=====================================
الايتام لديهم فرصة اكبر لانتاج روايات عالمية حسب
نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية
تعرف لماذا هنا:
http://www.youtube.com/channel/UCHE03RH2wntdVG1beTS4YYg
رد مع الإقتباس