عرض مشاركة واحدة
قديم 07-30-2013, 05:07 PM
المشاركة 19
رضا الهجرسى
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الليلة السابعة بعد الألف
قالت شهرزاد بلغني أيها الملك الرشيد ..
بعد أن عرض عين الحياة مساعدة الشاب العاشق ..
ورده الشاب مستهزئا بعرضه ..
فجأة..
إنشقت صفحة النهر الرائقة ..
وخرج منها مارد جبار ..ظل يرتفع أمامهم إلي أن طالت رأسه عنان السماء
ظهرت يده اليمني منبسطة ..تجلس عليها حورية ..لا تستطيع العين
أن تنظر إليها من النور الذي يشع من وجهها ..وبصفاء بشرة ينعكس
عليها ضوء النجوم فتعمي الأبصار ..شعرها جدائل من ذهب صافي
ينسدل من رأسها ويغطي صفحة النهر العظيم..لها عيون زرقاء زرقة
البحر العميق ..أبتسامتها تسلب الألباب ..والقلوب ..
قفز الشاب واقفا فرحا وقد تهللت أسارير وجهه برؤيتها ..
وقف عين الحياة مبهورا ..فاغرا فاهه ..وقد سُلب قلبه ..وغاب عقله
لا يرفع عينيه عن وجهها المشرق الصبوح ..
وعندما نطقت إهتزت الزهور ونثرت عبيرها وعبقها الفواح بالمكان ..
- كيف حالك يا عين الحياة ..طلبت مقابلتي ..وها أنا ذي ..أنطق تكلم
لماذا تقف مشدوها هكذا ..
مترددا ..حاول جمع شتات نفسه ..
- يا الله..لقد خلقت كل هذا الجمال ..فأبدعت.. أيوجد في الكون مثل هذا الجمال ..
- دعك الآن من جمالي ..وأفصح عن مأربك ..التي تفصح عنه
عيناك..قبل لسانك.. دون مواربة ..تريد عهد الحكم ..
- هذا قبل أن أراكي ..أما الآن ..أريدك أنتي ..أريد قلبك ..وروحك
- وعهد الحكم ..
- من ينال قلبك ..ملك الدنيا وما فيها ..
- أتقدر علي مهري ..
- أقدر بإذن الله ..وأزيده ..
- أسمع أولا ..وأعرف ما هو مهري ..ثم أحكم ..
- أسمع وأحكم ..
صرخ الشاب من قلبه ..
- وأنا يا حبيبتي ..ومهجة الفؤاد ..
- وأنت أيضا تعرف مهري ..ولكنك لم تجمع غير خمس ..
ولقد سخرت الريح في خدمتك..لتنقل صوتك الضعيف عبر
أرجاء المدينة ..
- ولكنني لن أيأس ..وسأظل أنشد ..وأنشد ..وأنشد ..إلي أن
أجمع مهرك الغالي ..
صرخ عين غاضبا ..
- أذن أنت هو المنشد الذي شق قلب صمت المدينة ..
وأخترق صوته الجدران قبل الأذان ..
- نعم هو المنشد الذي شق صمت المدينة التي أخرستها ..
وهذا مهري..إن أردت قلبي ..
- مهرك أن تنطق المدينة ..
- لا ..أنا يكفيني أن ينطق ..خمسة وعشرون شاب !!
من مدينة الخرس ..ومن يجمع منكما مهري.. أولا ..
له قلبي وروحي ..وجاهي وسلطاني ..
وفجأة ..
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح