عرض مشاركة واحدة
قديم 07-25-2013, 02:28 PM
المشاركة 18
رضا الهجرسى
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الليلة السادسة بعد الألف
قالت شهرزاد بلغني أيها الملك السعيد
عندما شعر عين الحياة بالتعب وكَلت قدماه ..
جلس علي شاطئ البحر العظيم ..ووضع قدميه في مياهه ..
فسمع صوتا جميلا حزينا ...
فإلتفت صوبه ..
فوجد شابا يافعا ..نحيل الجسد ..رقيق الملامح ..
تبرق عيناه علي ضوء النجوم بشعاع غريب ..
يحدق في مياة النهر..ويبكي بكاءا مريرا وهو ينشد ..
لقد حملوني في الهوي غير طاقتي... .....ومن أجلهم قامت قيامتي
ولا تمنعوا أن تسمحوا لي بنظرة......تخفف أحوالي وفرط صبابتي
سألت فؤادي الصبر عنكم فقال لى..إليك فإن الصبر من غير عادتي
بكي عين الحياة من فرط التأثر وقال ..
-هذا والله حال عاشق ولهان.. فارقه حبيبه وهجره ..وقال له مواسيا
لا تركنن إلى الفراق...........فأنه مر المذاق
الشمس عند غروبها ...تَصفر من ألم الفراق

إلتفت إليه الشاب دون أهتمام ..وقام عين الحياة وجلس بجانبه ..
وعاد الشاب يحدق في النهرو يبكي ويقول ..
لئن غبتموا عني فإن محلكم....لفي مهجتي بين الجوانح والحشا
وأرجو من الرحمن جمعا لشملنا..وذلك فضل الله يؤتيه من يشا

بكي عين الحياة علي حال العاشق المهجور وطلب منه أن يحكي عليه
حكايته ..لعله يكون سببا في لم شمل الحبيب بالحبيب ..
فرد عليه الشاب
- حكايتي لهي من أعاجيب الزمان..ونوادر الأيام..أعشقها وتحبني
أريدها وتريدني ..
- هذا كلام جميل ..فلماذا الفراق والهجران إذن ..أهو دلال الحبيب ع الحبيب
- لا بالله ما هو بدلال الحبيب ع الحبيب..بل هو أعطاء برهان حب
من حبيب لحبيب ..
- لقد لبث الأمر علي ..ما عدت أفهم عليك يا فتي ..
- لو كنت عاشق ..لفهمت علي دون أفصاح ..
- أفصح لي.. لأساعدك ..وأهون عليك..
نظر الشاب في عينيه محدقا ..
- لا يوجد علي وجه البسيطة من هو قادر علي مساعدتي..
وهذا شرطها ..
- لا تنظر إلي حالي وملابسي أيها الشاب العاشق ..فأنا قادر علي
أن أهبك ما تشاء من الأموال ..والسلطان ..لأرضاء حبيبتك ..
- حقا ..أتدري يا غافل ما هو..مهر ..حبيبتي ..معشوقتي
وحبيبة عمري ..طلبا للوصال ..
- فليكن ما يكون ..فأنا قادر عليه ..
بجاهي وسلطاني ومالي..
إبتسم الشاب إبتسامة هازئة ورد عليه ساخرا ..
- ما تطلبة معشوقتي ..لا علاقة له بمال أو سلطان ..يا غافل.
فجأة وهم يتحاورون ..إضطربت مياة النهر أمامهم ..
وانشقت صفحة النهر الرائقة..
وخرج منها ..
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح