الموضوع
:
صفحتي الهادئة
عرض مشاركة واحدة
07-17-2013, 06:50 PM
المشاركة
31
ياسر علي
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 3
تاريخ الإنضمام :
Dec 2012
رقم العضوية :
11770
المشاركات:
1,595
استيقظت كعادتي متأخرا ، عابس الوجه منتفخ العينين ، لا يطيب لي كلام ، الشمس ابتعدت عن الجبل مقدار نخلة سحوق ، ذهبت صوب المطبخ سكبت ماء ساخنا كان على الموقد الطيني الذي تحيط به جدران مكسوة سوادا ، القدر أيضا أصبح مصبوغا بالكامل بالسواد وكذا سقف المطبخ ، حملت الماء جهة الحمام و في يدي بقية مسحوق أسود علق بيدي عندما هممت بملء آنية بمياه القدر الساخنة . غسلت وجهي و وفمي وخللت شعري بالماء ، مسحت بفوطة متهرئة مكشوفة باهتة بدأت خيوط نسيجها تغادر مواقعها ، ألقيت نظرة على وجهي في مرآة متواضعة تحتل موقعا على الحائط الجانبي للحمام . سمعت صوت أمي وقد اقتحمت المطبخ ، يداها مخضرتان بفعل الأعشاب ، كانت في الحقل وحشت كومة أعشاب لبقرتها الحلوب و الأغنام السمينة الرابضة بالحظيرة خلف المنزل ، قبلت جبهتها و سمعتها تتمتم رضوان الله عيك يا صغيري . غسلت أمي يديها وقدمت لي الفطور ، و بدأت في إعداد الغذاء .
فتحت باب المنزل و قدماي تسابقان الريح نحو الشجرة الحتاضنة للتبغ ، سيارة كبيرة بيضاء كتلك التي يمتلكما تجار الملابس المتجولون بالأسواق الأسبوعية ، سيارة ودكان ومنزل ، ، تمعنت في السيارة تبدو نظيفة جدا ، إلا من بعض غبار عالق بعجلاتها ، زجاج نوافذها يعكس الشمس المحرقة فتؤذي عينيّ ، أكملت طريقي وبين الفينة والفينة أستكشف لغز السيارة ، ، لعلها سيارة خال ليلى ، أبو عائشة ، نعم أرقام السيارة و الحروف المنقوشة كل شيء فيها يؤكد أنها تحمل الحبيبة ، أحسست ارتباك من طال انتظاره ، وقفت ، سرت ، أدخلت أصابعي في شعري ، سيجارة واحدة صباحية كافية لتهدئة روحي وأعصابي . غسلت وجهي عند الساقية و قمت راجعا إلى بيتي .
عند دخولي سمعت صوت ليلى في المطبخ وهي تحدث أمي ، سمعت صوتا شجيا ، صوتا يخرج من حنجرة كما تتسلل الأنغام من أوتار العود ، هذا الصوت نقش وطبع في قلبي قبل أذناي ، لغة ركيكة و ضحكة مرحة أسمعها ، قاومت ارتباكي و دخلت فناء المنزل و كلي همة و إقدام ، في زي تقليدي محلي ، قفطان يغطي سائر جسدها ، عنقها مزدان بعقد متلألئ ، يداها وضعتا على ركبتيها ، حذاؤها ذو العقب الطويل ، شعرها الأشقر كشلال منسكب من الأعالي ، عيناعها الزرقاوان ، بشرتها الملائكية ، ازداد طولها بعض الشيء ، عرضها أيضا ، لكنها لا تزال تحافظ على رشاقة خيالية .
رد مع الإقتباس