عرض مشاركة واحدة
قديم 07-16-2013, 12:02 AM
المشاركة 2
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله

لا أعتقد أن الكتابة رهينة بكم معرفي كبير ، فهناك من يقرأ كتبا كثيرة بل لا يمر يوم دون أن يتصفح فيه كتابا ، فتكون القراءة سلوكا متجذرا في حياته ، يحس أنها واحدة من أسباب وجوده .
هكذا الكتابة للبعض ، فعندما نختار ممتهنا للصحافة نجده يستطيع أن يكتب عددا هائلا من الصفحات كل يوم ، فتكون الكتابة لديه احترافية لا يحتاج أكثر من حدث بسيط ليملأ صفحات عديدة كلها تحليل يحتمل الصواب والخطأ .
الكتابة الأدبية هي أيضا مرتبطة بالتفاعل مع المواقف ، فهناك من يستشف من حدث بسيط نصا شعريا أو قصة أو مشروع رواية ، لكن قليلون هم الكتاب المحترفون الذين يكتبون كل يوم .

في اعتقادي الكتابة هي نوع من التفاعل الوجداني مع الوسط الخارجي ، فمتى تحقق الإشباع من من حدث معين فالكاتب لن يحمل قلما لاجترار هذا الموقف .
لكن في الوقت ذاته كلما كان الحدث فيه سؤال أو تساؤلات فأظن الكاتب تعتريه حالة القلق التي بدونها لن يتحمل مشقة تفاعله مع الحدث .
أكاد أخلص أن الذي يعيش حياة عادية فيها استرخاء وفيها اطمئنان لا أظنه يوما سيفكر في الكتابة .

أما غزارة الكتابة في لحظة من اللحظات و غيابها في أوقات معينة ، أظن أن هذه هي الحالة العامة لكل الكتاب و الحالة العادية أو المفروض أن تميز كل الكتاب . فالكاتب أيضا إنسان قد تعصف به إكراهات الحياة إلى ما هو أهم من الكتابة ، فلا أظن أن الكتابة هي كل حياة الكاتب وإلا كان من أقل الناس استمتاعا بحياته و أكثرهم تقوقعا على ذاته ، و لن يؤدي التزاماته الحياتية بسهولة .

أعتقد أن محاولة الحفاظ على التوازن هي الأساس ، فلا تستهلك الكتابة والقراءة كل حياة الإنسان ، و أن لا تستهويه الحياة بافراحها ومتاعبها والتزاماتها و تكون على حساب أثر يريد أن يخلفه في حياته .

الموضوع شيق وربما ظهرت أفكار أخرى انطلاقا من التفاعل بين الأعضاء .