عرض مشاركة واحدة
قديم 07-10-2013, 10:28 AM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاستاذة ريم

لفت انتباهي قولك عنها " و قد تحول قبرها إلى مزار يحج إليه هواة الشعر الرفيع و كانت قد تنبأت بهذا من قبل حيث قالت" أشعاري سيأتي دورها كما النبيذ المعتق"..

هذه صفات العباقرة اصحاب المآسي والتجارب المريرة..تعمل عقولهم بمستوى عالي من الطاقة فتكون مخرجات عقولهم كودية رمزية وكأنها مكتوبة بلغة مستقبلية عصية على الفهم..القليل فقط من الناس يمكنهم ادراك فهمها وكنهها واستيعاب تراكيبها ومعانيها...يكتبون اشعار جميلة رفيعة المستوى فيظن الناس انها ليست ذات قيمة... ومع مرور الزمن يعاد اكتشاف القيمة الحقيقية لتلك الاشعار ومستواها الرفيع بعد ان يكون الناس قد فككوا طلاسم تلك اللغة الكودية المستقبيلة التي كتبت بها.
لكن مثل هؤلاء المأساويين المبدعين يعرفون هم ذلك في قرارة نفوسهم وهم حتما يعرفون بأن الايام ستأتي لتنال اشعارهم وابداعاتهم الاهتمام، وغالبا ما تصدق نبوءاتهم فهم من واقع تلك المآسي وما تفعله في ادمغتهم يمتلكون قدرة على التنبؤ ليس فقط فيما يخص مصير اشعارهم ولكن في ميادين اخرى كثيرة ..فكل شاعر او مبدع عاش حياة مأساوية انسان قادر على الاستشراف او الرؤيا المستقبلية والتنبؤ...
وهذه تفاصيل عن حياتها منشورة على الانترنت لكنني لم اعثر حتى الان عن وصف تفصيلي للكيفية التي كانت عليها طفولتها المبكرة وهل كانت قد تيتم مبكرا ام ان مآسي حياتها ناتجة عن ظروف الحياة الصعبة والقاسية الموضوفة هنا..

=======

مارينا تسفيتاييفا شاعرة القدر المأساوي


اسكندر حبش
(لبنان)
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةقدر بعض الشعراء في حياتهم، أن يعيشوا في الهامش، أن لا تُقرأ قصائدهم وأن تبقى مجهولة، إلى أن تجيء لحظة، يُكتشفون فيها من جديد، أو بالأحرى، يولدون فيها من جديد. وتكون هذه اللحظة، لحظة اكتشاف عالمين شعري وحياتي غنيّين بالتناقضات والتفاصيل والدهشة، فهل هذا هو قدر كبار الشعراء؟
في صيف العام ،١٩٤١ وفي إحدى مدن “تاتاري”، كانت امرأة محطمة، تبحث بشتى الوسائل عن وظيفة لتكسب منها قوتها، إذ بعد أن عملت كمساعدة خادمة لفترة قصيرة، توسلت العمل مكان فتاة تركت عملها في احد المستشفيات، لكنها جوبهت بالرفض، مثلما جوبهت، حين ألحت على استخدامها كغاسلة أطباق في احد المطاعم. إزاء ذلك، ما كان منها إلا أن شنقت نفسها. كانت في التاسعة والأربعين من العمر، وكان اسمها مارينا تسفيتاييفا. كانت واحدة من اكبر الشعراء الذين عرفتهم روسيا في تاريخها.
في ربيع العام ،١٩٨٤ وبعد مراسم جنازة متواضعة في مقبرة صغيرة في مدينة “شامبري” الفرنسية، قرأ بعض الأصدقاء، قصائد مارينا تسفيتاييفا بالفرنسية. هذه القصائد، قامت بترجمتها عن الروسية، تلك المرأة التي كانت دفنت لتوها. عمرها ٣٩ عاما، وهي في بعض تفاصيل حياتها، تشبه الشاعرة الروسية، تدعى ايف مالوريه، وهذه الترجمات، هي الشيء الوحيد، الذي فعلته، لتعرّف بمغالاة واندفاع حقيقيين عبقرية هذه الكاتبة، التي كانت مجهولة في فرنسا وأوروبا في تلك الفترة. كانت تلك الترجمات، أولى قصائد تسفيتاييفا التي تترجم إلى لغة أخرى.
تتكاثر اليوم، الكتب حول تسفيتاييفا، وبخاصة باللغة الفرنسية، كما تتكاثر ترجمات شعرها من الروسية، إذ نستطيع أن نحصي العديد من هذه الكتب، منها على سبيل المثال لا الحصر: “بعد روسيا” ترجمة برنار كرايسي (منشورات ريفاج)، “من دونه” ترجمة هنري دولوي (منشورات فوربي)، “الإهانة الغنائية” لدولوي أيضا وعن المنشورات ذاتها، “الصبي” من دون ذكر اسم للمترجم (منشورات دي فام) كما كتاب “السماء تحترق”، منشورات “غاليمار شعر”. ناهيك عن الكتب التي تتحدث عن سيرتها مثل كتاب “مارينا تسفيتاييفا القدر المأساوي” تأليف مارينا بيليكينا (منشورات أليان ميشال) و”رواية مارينا” لدومينيك ديسانتي (منشورات بلفون) و”الأمل العنيف” لروضة جيمس (منشورات نيل)... وكأن قدر الشاعرة، الكثير الاضطراب والأوهام، يلهم العديد من كتاب السيّر، وبخاصة في فرنسا، هذا البلد الذي جاءته، حيث كانت في السابعة عشرة، حيث قضت القسم الكبير من سنوات منفاها بين ١٩١٨ و.١٩٣٩
المأساوية
ولدت مارينا تسفيتاييفا العام ١٨٩٢ في عائلة مثقفة موسكوبية، كان والدها أستاذا لتاريخ الفن في جامعة موسكو (وفي رواية أخرى، كان كاهنا أرثوذكسيا)، وتميّزت عن باقي أفراد هذه الأسرة، بنضج موهبتها الشعرية، إذ بدأت الكتابة وهي في السادسة من عمرها، ونشرت ديوانها الأول، وهي في السادسة عشرة. عرف عنها، ثورتها على التقاليد الامتثالية، فعاشرت في الثامنة عشرة، فتاة سحاقية شهيرة، ولتزيد في كيد أهلها ولتصدمهم، وبخاصة أنها ابنة أرثوذكسي معاد لليهود، تزوجت من حفيد احد الحاخامات. كذلك دفعها ميلها، الذي لا يكل، للتحدي، إلى “عبادة” نابليون، كما قادها هذا الأمر إلى معارضة عنيفة، شغوفة لثورة أوكتوبر، غنّت الجيش الأبيض “في قفزة بائسة ضد التاريخ وضد الحياة”. ومع ذلك، فإن منشورات الدولة في تلك الفترة، نشرت لها كتابين.
في العام ،١٩٢٢ هاجرت مع ابنتها لتلتحق بزوجها الذي كان ضابطا سابقا في الجيش الأبيض، فعاشت في برلين ومن ثم براغ، وفرنسا أخيراً، لكن سرعان ما تدهورت علاقتها بالمهاجرين البيض، حتى انقطعت كليا. عاشت في بؤس كليّ، وانشغلت كثيراً بالجوانب المادية للوجود. وقد كتبت الكثير لكنها لم تنشر إلا القليل. ولم ينشر لها المهاجرون البيض أي كتاب بعد العام ،١٩٢٨ وتحت وطأة الحاجة، أصبح زوجها مخبرا للمخابرات السوفياتية، واحترز منها، المهاجرون، زيادة. وحين عادت إلى وطنها، العام ،١٩٤٠ بعد “حرب الجلاء” النازي، بقيت أيضا، موضع اشتباه من قبل السوفيات. ومع صعود الفاشية، كتبت سلسلة من الأشعار أهدتها إلى تشيكوسلوفاكيا، تهاجم فيها الهتلرية بقوة. قتل زوجها رميا بالرصاص، نفيت ابنتها، فوجدت نفسها وحيدة، معوزة، رازحة تحت اليأس المطلق، وتحت الألم والحرمان، فانتحرت في ٣١ آب .١٩٤١
الإخلاص للفن الشعري
نحن أيضا أمام يوميات ودفاتر عمل وانطباعات تسجلها الشاعرة خلال القراءة وأمام تأريخ كرونولوجي لكل يوم بيومه. وبين ذلك كله نحن أمام شيء أكيد: تشكل هذه المقاطع الهاربة والآسرة مكانا يلتقي فيه النثري والعادي مع الماورائي. أي تبقى الشاعرة في نصوصها هذه مخلصة لفنها الشعري حيث تربط الواقع بسحر وعيها في حوار داخلي تقيمه مع نفسها ليصبح أيضا، وفي مرحلة لاحقة، حوارا بين الأنا والعالم.
دفاتر تسفيتاييفا هذه، كانت بدأت كتابتها قبل الحرب العالمية الأولى، وتنتهي عشية الحرب العالمية الثانية. إنها تمرين في القسوة يضع أمامنا مفاتيح أسرار الشاعرة من خلال فتح المشهد على التاريخ وإن كان ذلك لا يمنعها من التقدم في هذه العوالم الحميمة التي اكتشفها قارئ شعرها ونثرها. في مواجهتها الدائمة مع الكلمة، في همها المستمر في أن تهب الأبدية لهذه الأشياء الصغيرة، تقف الشاعرة في هذا الفاصل لتسمع لا ضجة الدمار الذي كان يلف وطنها اولا والعالم فيما بعد ولكن أيضا كانت تسمع هذا الهمس الحميمي للأشياء التي كانت تبحث عن أسماء جديدة لها.
وما يميز هذه الطبعة الفرنسية من دفاتر تسفيتاييفا، الملف الخاص الذي يسترجع فيه المشرفون على الكتاب، الكتابات والأحاديث والمقالات التي كتبت عن الشاعرة الراحلة وذلك بعد الحصول عليها من أرشيف الدولة الروسية للفن والأدب، ما يعطينا، إضافة العديد من الوثائق التي تضيء هذه الكتابات.
أما الكتاب الثاني فهو كان نشر في موسكو العام ،١٩٨٨ ويجيء كوثيقة كبيرة عن حياة الشاعرة بقلم ابنتها التي عاشت بقربها لفترة طويلة. كانت أريادنا ابفرون قد بدأت منذ العام ١٩٥٥ في تجميع كل الوثائق المتعلقة بوالدتها، لتدرس وتنقب وتفحص كل المخطوطات الباقية. من هنا، يبدو كتابها وكأنه “معركة” ما من أجل إنقاذ هذه الذاكرة ومدى تقاطعها مع التاريخين العام والخاص. يقال إن الكتاب حين صدر في الاتحاد السوفياتي (قبل أن يختفي) كان يحمل في طياته بعض الرسائل المتبادلة بين الشاعرة وشعراء آخرين، كما كان يحمل بعض الملاحظات التي كتبتها المؤلفة. في الترجمة الفرنسية لا اثر لذلك، فقط يترجم الكتاب الذي عرف يوم صدوره نجاحا كبيرا حيث طبع لمرات عدة، إذ أنه في النهاية المرجع الأكثر تكاملا عن حياة الشاعرة.
مارينا تسفيتاييفا، شاعرة القدر المأساوي، التي عرفت وبالرغم من كل الاضطهاد التي تعرضت له كيف تبقي كلمتها نقية، ساطعة. على الأقل هذا ما تخبرنا به الدفاتر التي نترجم بعض الفقرات منها. ملاحظة أخيرة، إن الترقيم التي تحمله هذه المقاطع غير موجود في الأصل، بل هو من وضع المترجم هنا.