الموضوع: أسرة متمدنة
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
4991
 
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


ياسر علي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,595

+التقييم
0.38

تاريخ التسجيل
Dec 2012

الاقامة

رقم العضوية
11770
07-04-2013, 02:19 PM
المشاركة 1
07-04-2013, 02:19 PM
المشاركة 1
افتراضي أسرة متمدنة
الحلقة الأولى


تدافعت أولويات أسرة متكونة من أب وأم وجدة وستة أبناء ثلاثة منهم ذكور ، الأم ربة بيت في الخمسين ، رب الأسرة في السادسة والخمسين ينتظر إحالته على المعاش ، البنت البكر في الواحدة والثلاثين موظفة في القطاع الخاص ، الابن الأكبر في الثامنة والعشرين موظف في القطاع العام ، البنتان المتبقيتان واحدة في الجامعة والأخرى في الثانوي ، الولدان الأخيران مازالا في الإعدادي . أمام اختلاف التوجهات و عدم الرضا عن مسار الأسرة من طرف الأبناء ن وتظلمات الأم و استفهامات الجدة ، وازدياد نفقات الشابين العاملين وتذمرهما من الطريقة العشوائية في تسيير الأسرة وهواجسهما المستقبلية ، قرر الأب دعوة الجميع إلى لقاء أسري تفتح فيه كل الجروح وتبحث فيه كل البدائل والاقتراحات و البدائل الممكنة .
الاجتماع الأول
الأب : بسم الله الرحمن الرحيم ، أمي الحنونة ، زوجتي الحبيبة ، أبنائي الأعزاء ، هذا الاجتماع جاء نزولا عند رغبتكم في تطوير أسرتنا أمام ما تتعرض له مصالحها من مخاطر جراء تزايد الحاجيات و المطالب وإكراهات السوق ومحدودية الموارد ، وحتى بعض الاختلالات التواصلية التي تؤدي إلى عدم التصافي والتوافق ، لذلك أقترح أن أكون المسير الأزلي لهذه الأسرة ، وتنفدوا جميع أموامري بدون نقاش ، فتكونون على مستوى واحد ، وتكون قيادتي مدعاة احترام كما جرت عليه العادة في السنين الماضية و وفق أعرافنا الأسرية الضاربة في التاريخ ، فكما تعلمون أن كل زمرة لا تنصاع لحاكمها فمآلها التشرذم والتمزق والضياع ، كما يقول المثل : أنا أمير وأنت أمير فمن يسوق الحمير . أتمنى أن تكون ردودكم بالإيجاب لأفصل الخطة و ننهي هذا الاجتماع بالتوافق والإجماع .

الجدة : أحياني ربي حتى عشت ما يحز في قلبي ، أن تحكمني زوجة ابني ، هل أصبحت عاصيا يابني ؟ ألا تخشى غضب الله عليك ؟ ألا تخشى سخطي عليك فتعيش الويلات في الدنيا والآخرة ، أحرضتك زوجتك علي ، و تريد أن تنتزع مني القيادة ، أنا لا أزال قادرة على النهوض بهذه الأسرة ، أنسيت أني من أرضعتك وأمنتك وزوجتك بنت أختي ، و الآن تتآمران علي ، أظن أنني الحاكمة هنا و الرأي رأيي ، منذ متى سولت لك نفسك أنك القائد ، أنسيت أن كل خطواتك تكون بما أشرت عليك ، أم أنك تخاف أن تصارح زوجتك .

الزوجة : عجوزتي المحترمة ، احترمي من فضلك آداب الحوار ، فأنا لم أعد قادرة على تحمل طريقة تعاملك معي و سوء نيتك المبيتة ضدي ، ولا تنسي أن أولادي كبروا و بإمكاني الاستقلال معهم في بيت آخر ونتركك مع ابنك هنا إن زاد إصرارك على إهانتي فقد صبرت أكثر من ثلاثة عقود على لسانك الطويل .

الأب : لا حول ولاقوة إلا بالله ، ماذا أسمع ؟ هل جئنا لنصلح أحوالنا أم أتينا لنمزق أسرتنا ؟ ليس هذا ما أنتظره منكم ، كنت أريد سماع كلمة واحدة ، الموافقة على قيادتي ، و أعدكم أنني سأدرس كل طلباتكم بالعدل ، فأنا عارف بمصالحكم واحدا واحدا ، أنسيتم أنني من يتحمل جميع المصاعب في هذا البيت ، يكفي يكفي ، وأنت ياقرة عيني ماذا تقولين ؟

المهندسة : جدتي الحبيبة ، أبي الغالي ، أمي الرؤوم ، إخواني الأفاضل ، أخواتي العزيزات ، أنا محتارة في أمري ، أنا أتأرجح بين إكراهات الواقع الذي يلزمنا بالتغيير ، و صعوبة إقامة نظام على إرث قديم استحكمت قيمه و علمتنا أن نكون من التابعين ، و أن السكوت علامة القبول ، فكثير من الصمت ماهو إلا انهزام ويأس و انكسار ، رغم قساوة التغيير وضحاياه فهو يوما آت ، فأسرتنا تكبر أحلامها ، و تزداد حاجياتها ، أنا لا أنفي مساهمة أفرادها جميعهم في وحدتها ، وبذل قصارى جهدهم من أجل كبح انهيارها ، لكن رغم ذلك فهناك خطأ ما يحتاج إلى علاج فعال .

الطبيب : بسم الله الرحمن الرحيم ، إن الحمد لله نستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتدي و من يضلل فلا هادي له أما بعد : عائلتي المحترمة ، إن التقوى مفتاح النجاح ومعيار الفلاح ، و هي وحدها الكفيلة بجعلنا نرضى بقضاء الله وقدره ، إن الحكم لله ، يؤتيه من من يشاء ، و الله يبعث في هذه الأمة من يجدد حياتها ، و يستخلف فيهم أناسا عابدين طيبين ملتزمين ، فانظروا من توفرت فيه هذه الشروط ، و سلموه قيادة الأسرة ، وإني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم ، فهذه والله أمانة ، لا تضعوها إلا في يد أمينة ، و السلام على من اتبع الهدى .

الحقوقية : تحية نضالية لكل أفراد أسرتي ، جدتي التي عانت من ظلم السنين ، أبي الذي أثقله مكر الأيام ، أمي التي أفنت شبابها من أجل الأسرة ، أخواتي البنات اللائي نالهن الإقصاء ، إخواني الأطفال الذين يعانون من الإهمال ، ساعة الحقيقة دقت ، والحقوق يجب أن تلبى ، حرية الرأي والتعبير ، حرية العقيدة ، حرية الملبس ، حرية السفر ، حرية المتعة ، إلى متى سنبقى في العالم القديم ، أسرتنا يجب أن تنظم إلى ركب الحضارة ، يجب أن تكون شفافة في تعاملاتها ، يسودها احترام الذوق ، و لا تشخصن الأحداث ، و يجب أن تبنى سياساتنا على مقاربة النوع ، و الصبغة التشاركية ، والبحث عن أشكال تنموية جديدة ، فأنا مستعدة لتقديم خبرتي من أجل تزيين هذه الواحة .

الأب : من أنتم ؟ هل أنتم فعلا أبنائي الذين أطعمتهم وكسوتهم وعلمتهم وآمنتهم من خوف ؟ هل اشتعل الرأس شيبا وهرمت وهرمت لأستمع إلى مثل الأقوال ، هذه مؤامرة ، هذه مخاطرة ، هذه مقامرة ، هذا تهديد لأمن الأسرة واستقرارها ، رغم ذلك فباب التوبة مفتوح ، وأنا مستعد للحوار ، لكن اعلموا أنني لن أقبل خروجا عن قيم الأسرة ، والاحترام الواجب لتاريخ الأجداد ، هل تريدين المشاركة يابنت الثانوي ؟

سامية : أنا يا أبتي تعرف أنني لست من هؤلاء ن بل فقط أحتاج حاسوبا وآلة موسيقية ، وإن أمكن أريد أن آخذ دروسا في الرقص .

الأب : الحاسوب و بطاقة الاشتراك على رأسي وعيني ، أما الرقص فلا ثم لا ولا أريدك أن تعودي للموضوع ، أما طفلاي الصغيران ؟

صالح : أبي نحن الأطفال لم نبلغ بعد سن الرشد ، نحتاج لهذه الأسرة مجتمعة ن تعرف أبي أهمية الرياضة ، كما تعلم ازدواجية الثقافة والرياضة ، نريد بطاقات اشتراك لتتبع أهم الأحداث الرياضية العالمية ، و نريد بذلات جديدة وأحذية حديثة ، فنحن نشارك مع أطفال الحي في تدريبات فرق الأحياء ، وربما قريبا سننضم إلى فرق الكبار .
الأب : قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ، أما الطلب الأول عند نجاحكم برتب مشرفة والثاني فمرحبا وأهلا ، لا تنسوا لا رياضة إلا أيام العطل .

تتبع