ما نحنُ نُرخصُ همّنا فنبيعُ
مجدُ الذّليلِ ولو سما فوضيعُ
نمشي وصوتُ قلوبنا متحفّزٌ
بالكبرياءِ,وفي مداهُ سطوعُ
ولنا الحضور نصونهُ ونذودهُ
بالبيّناتِ وفي النّفوسِ خشوعُ
صلّى بفجر رِغابنا نهر السّنا
فتزنرتْ بالسّاطعاتِ ربوعُ
وانداحَ خمرُ الشّعرِ في جنباتها
فهمى يعبُّ من البيان بديعُ
ما دأبنا إلاّ الحياة كريمةٌ
نعرى إليها طُيّعاً ونجوعُ
نحنُ الرّسالةُ لا نبيٌّ أبكمٌ
نحنُ البلاد ونوحها ويسوعُ
فإذا خرجنا كان سرُّ خروجنا
جهرُ الدّخولِ,يفوحنا ويضوعُ
فخروجُ من رفض الهوان دخولهُ
وذهاب من ذاق الإباء رجوعُ
يا حارقين على الدّروب ضياءنا
والجورُ فيكم وثبةٌ ونزوعُ
سنظلُّ فينا أوفياء ولم نكنْ
إلاّ جذوراً,والقوامُ جذوعُ
نروي البراعم من نجيعِ حروفنا
حتى تعرّش في السّماء فروعُ
وتصير أرض المخلَصين سماءهمْ
ويموت في نون الخنوعِ خنوعُ
في كلِّ يومٍ للقصيدةِ مرسلٌ
يسري ويطرقُ والمصيرُ ركوعُ
باب الغفاة وفي يديهِ سحابةٌ
تبكي وتصرخُ هل إليّ رضيعُ؟
عقمت وشاب رضيعها وتبدّدتْ
والمزنُ صلّى والأنامُ هجوعُ
فلمن سأروي يا صباح حكايتي
إنّي بصِلِّ شتاتهمْ ملسوعُ
يتهافتون على الضّياع كأنّهم
هِيمٌ وورْدُ سقائهم ممنوعُ
قتلوا غناء العادياتِ فأنكرتْ
جسدَ الجناةِ,دماؤنا وضلوعُ
ما لستُ منهمْ كي أتوبَ فإنّني
حرٌّ لنيلِ ترفّعي مقطوعُ