الموضوع
:
سلسلة ( منتصف الطريق ) ..
عرض مشاركة واحدة
06-13-2013, 04:29 AM
المشاركة
14
أحمد سليم بكر
من آل منابر ثقافية
تاريخ الإنضمام :
Feb 2013
رقم العضوية :
11940
المشاركات:
41
الحلقة السابعه
[justify]
الضابط حسام على خليل لازال يبحث عن هذا الفتى الذى غاب منذ تلك الليلة الصماء ، و لكن هناك أمر مهم ، من هى القتيلة ؟ ، أين الإجابه على هذا السؤال ، و أخيرا من خلال كل هذا نستطيع تفسير ذلك ، القتلية هى صديقة علياء نور الدين – جارة صديقنا – ، و هى أيضاً خطيبة الضابط هشام صديق الضابط حسام ، يا لهذا الأمر الشائك ، كيف ؟!! ، إذن هناك خيوط متشابكة بين كل هؤلاء ، و لكن من معه مفتاح صندوق الدنيا الذى تمتلئ أركانه بالغموض و الأسرار ، اليوم هو يومكم ، نعم يومكم .. القصة بين عيونكم ، الأشخاص هم منا ، أناس عاشوا مثلما عشنا و سنعيش – بإذن من الله و مشيئه -، و لكنه الإختلاف الذى لطالما يميز بين البشر ، منا من يعيش حتى الموت بلا أى علمة على هذه البسيطه ، ومنا من يترك فى كل لحظة بصمة سواء بسلب أو الإيجاب ، نعم ، يا لها من دنيا ، يا لها ، الأن عرفنا لماذا الضابط حسام مهتم بتلك القضية ؟، أنه العهد الذى يجعله يشعر بالذنب ، العهد الذى قطعه على نفسه أمام صديقه بحماية والدته و أخته و خطيبته حتى يعود من مهمته ، و لم يفعل .. فماتت خطيبة صديقه بلا أى ثمن حتى الأن ، و الشخص الوحيد الذى يعرف قليلا من الأمر غاب و لم يجد للقائه سبيل ، و كذلك علمنا ما هذا العزاء الذى كانت به علياء ، نعم الأن بدء الغمام يزول ، و تنطلق أسراب من الضوء نحو عيوننا لنفهم قليلا .
الضابط على يتحدث إلى الضابط حسام ، و يسأله كيف له أن يأخذ هذه القضية على أمر شخصى فحسب ؟ ، و أكمل حديثه لن يعود أى نفع من تلك الأفعال التى فعلها ، ألا تكمل حديثك .. أخى على .. ماذا الذى فعله ؟ ، حسام ضابط كفئ جدا ، و له فى مهنته علامات جعلت لديه قدرة خاصة على حل العديد من القضايا فى وقت قليل جدا ، فماذا لديه ليفعله فى تلك القضيه ليصل إلى الجانى ، ليرتاح جزءا من ضميره ، و يستطيع النوم ، كما قال أنه لم ينم منذ أن أدركته تلك الجريمة ، سؤال مهم كيف رغم أنه كان فى مقر الجريمة لم يعرف من هى الفتاه التى قد تم قتلها ؟، أحدث لها تشوية .. مثلا ، لا أذكر ذلك .. هل أحدكم يتذكر ذلك ؟، و أما عن الدماء التى أتذكر أنه تحدث عنها فهى ليست قادرة على إخفاء ملامحها بشكل كامل ، يا لك من مشاكس أيها القلم أتعلم ما لا أعلمه و تخفيه عنى و عن أصدقائى القراء .
السيدة جميلة – والدة علياء - تجلس وحيدة فى غرفتها المظلمه ، لماذا هذا الحزن الذى أطلقت له راحتى ليمسك بهما و يأبى الرحيل ؟ ، أشعر بالحنين لبلاد الأفراح التى غبت عنها ريحها دهرا مع هؤلاء الأبطال ، أبطال من عالم الأحزان .. أتعلمون دائما ما تمس قلوبنا لحظات حب و فرح و حزن و شفقه و غضب و حياه .. نريد الحياه بكل ما فيها .. بكل ما تحمله من معانى .. نعم كل ما تحمله من معانى .. معانى الحياه بكل ما فيها .. الشعور .. الأحساس .. هو الشئ الذى إن فقدناه .. فقدنا أنفسنا إلى الأبد .. نعم إلى الأبد .. تموت الأمم عندما تفقد شعوبها الأحساس .. تسير الناس كالأموات .. تسير بلا قلوب .. يا له من شعور بشع أن أرتكن إلى قلب خاوى من أى مشاعر تجاه المواقف التى تمر على بين طيات هذه الدنيا - غريبة الأطوار - .. لازال قلمى يفعل ما لا أطيق .. و لا أتحمل .. و لا تتحملوا أنتم .. أسف لمرة أخرى عن أفعال قلمى هذا و أعدكم أنه لن يفعلها رغم أننى أعلم تمام العلم أن وعدى ليس له مجال من التحقيق على الإطلاق ، هيا نعود إلى هذه الغرفة المظلمة ، لماذا كل هذا يا أمى ؟ ، هذا ما قالته علياء لوالدتها عندما فتحت عليها باب الحجرة ، و لكن نظرة الحزن مدفونة فى عيونها مثل والدتها بل أكثر، جلست علياء بجوار والدتها على حافة السرير ناظرة إلى المرءاه، و شرعت بالكلام ، ألا تعلمى أنى لم أجد فى حياتى صديقه مثلها و لم أجد فى حياتى أخ مثله ، و غابا فى نفس اللحظة ، بلا أى مقدمات ، لا أستطيع أن أتلمس أركان الطريق حتى أسير من دونهما ، كانا حقا رائعين ، المبادئ التى عاشت عليها لطالما تمنيت أن أكون مثلها ، إنها كانت أفضل و اقرب صديقة لى على الإطلاق ، و أيضا هو كان عندما يكون موجود فى منزله يجعلنى أشعر بالأمان و الطمأنينة بكل ما فيهما من شعور بالراحة ، أنه كان رجل رم سنه الصغير ، كان يقدر الأمور تقديرها ، كان مليئ بالحماس و الحياه ، أتذكر إبتسامته و ضحكته التى لها صوت خافت جميل ، أتذكر كل شئ قاله ، كان دائما ما يكرر " يتفق الجميع فى طريقة الفرح ، لكن كلا منهم يحزن على طريقته الخاصة " ، يا له من عبقرى ، أتذكر القصص التى ملأت عينيه و فكره ، إنه كان مثالا للشاب الناضج ، يا لى حتى أنا صرت أتحدث مثله ، الدموع بدأت تسيل بلا وعى ، دقى يا موسيقى الحزن و أنطفئ يا نور السعاده و غيب يا أمل لقاء ، يا لها من لحظة جعلتنى أنتحب ، ترفع و جهة ببطء و تنظر إلى نفسها أمامها ، و تقترب من والدتها التى ملأ جوانبها الحزن ، أنتهى هذا المشهد ولكن بقى أثره فى نفسى ، إن هذا الشاب له ما يميزه ، و لكن فى كل ما حدث لازال هناك أمر غامض ، من وراء ما يحدث من يحرك خيوط القصة ، من هى الشخصية التى لديها أغلب الحلول بل جميعها ، و السؤال الأهم " متى ستظهر ؟ " .
نعود إلى الشاب الذى يجلس مع بدوى فى الحجرة ، أسف لقد أتيت متأخرا هذا المرة ، أنتهى الحوار ولا أدرى بماذا تحدث كلا منهم ؟ ، و لكن الغريبة هى نتائجه ، قرر الشاب البقاء إلى حيث ينتهى أمرا قد أتفقا عليه ، الساعه الأن السادسه مساءا ، العاشرة مساءا خرجا معا فى السيارة ، يا لهذا هل ما أراه صواب ؟ ، أنه سلاح يحمله صاحبنا ، إلى أين ذاهب كلا منهم ؟ ، ركبا السيارة إلى أن وصلا إلى مكان يبدو أنه قد هجره سكانه منذ سنين عديدة ، دخلا سويا ، و هناك ما يقرب من عشرون رجلا واقفون ، و فى وسطهم جالس رجل يبدو أنه رئيسهم ، دخل الرجل – بدوى – و فى يده حقيبة تبدو ملئية بالورق ، و معه صاحبنا ، سأله الرجل الجالس .. من هذا ؟ ، فأجابه أنه ذراعه الأيمن فى كل شئون عمله ، و سأله إذا كانت حقيبة الأوراق حاضرة ، فأجابه الرجل الجالس نعم ، و فتح الحقيبة التى يحملها فوجدتها مليئة بالأموال ، و قال هذه أموالك ، أستبدلوا الحقائب و خرج الأثنين معا ، و لكن هناك غدر ، فقد خرج مجموعة من الرجال من الباب الداخلى و ساروا أمام اللأثنين حتى يمنعاهم من الخروج ، و لكن بدوى كان زكى فقد أتى برجال حتى ينقذوه ، فأمسك بهاتفه الجوال و طلب رقم أحدهم ، فأتوا مباشرة و بدء العراك بدرواة لكن فجأة و قع الحاج بدوى صريعا على الأرض عندما ضررب برصاصة ، فلحق به الشل=ابو سار به مسرعا فوضعه بالسيارة و ترك الرجال يكملون ما أتوا لأجله ، و قد سار هو مسرعا قائدا للسيارة إلى المشفى ، و رغم خطر الحالة لازالت الروح لنم تفارق جسده إلى تلك اللحظة ، أدخله الطبيب غرفة عمليات مجهزة بسرعة ، و الأن تجرى تلك العملية و القلق واضح على صديقنا ، ماذا سيقول إذا سأله أحدهم ما الذى حدث ، و السلاح الذى كان معه قبل ركوب السيارة قد سرق منه ، ما الذى سيحدث فى غرفة العمليات و إلى ماذا سيؤدى ؟ .
سنكمل فى الحلقة القادمة .. دام لكم أخا و دمتم له كما شئتم وشاء الله .
[/justify]
رد مع الإقتباس