عرض مشاركة واحدة
قديم 05-29-2013, 09:01 PM
المشاركة 50
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي / د.أيوب صابر
حول السؤال: هل أصل الإنسان قرد؟
علم الغيب هو علم الله وحده، فقال في محكم التنزيل(قل لا يعلم من في السموات و الأرض الغيبَ إلا الله ، و ما يشعرون أيَّان يبعثون) النمل ، و من هذا الغيب ما أخبرنا الله به في كتابه عن أصل الإنسان قال:
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) البقرة .
ما أستفيده من هذه الآية الكريمة أن الله جلَّ شأنه يستشير الملائكة عليهم السلام في جعل خليفة في الأرض ، فكانت إرادة الله بالنسبة للملائكة غيب ، فأجابوا بما علموه من حال الشياطين حين كان لهم السلطان على الأرض .و هذا يدل على أن آدم في أثناء هذا الحوار لم يكن قد خُلق من قبل الله بعد، و قد شرح الله لنا أصل هذا الخليفة (الإنسان ،آدم )فقال:
(
إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) 59 آل عمران
إذاً فمادة آدم هي التراب و مادة ابنائه ن بعده مرورا بعيسى عليه السلام ، و جاءت السنة المطهرة لتؤكد هذا الأصل:
فقد روى أبوداود في كتاب الآداب هذا الحديث الشريف : (إ
ن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء مؤمن تقي وفاجر شقي، أنتم بنو آدم وآدم من تراب ، ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن". ) .
و هذا يرد على قول المتصوفة المؤمنين بوحدة الوجود القائلين على الله البهتان من أن (الخلق هو عين الحق) و لا موجود إلا الله حتى أنهم قالوا : أن محمدا خلق من نور الله في عقيدة (الإنسان الكامل).
و يؤكد الله على أن هذا المخلوق لا علاقة له بما قبله ، بل هو كائن جديد و سماه (الإنسان):
(
الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ) 7 السجدة.
فقوله (بدأ خلق الإنسان) يدل عندي أن بداية خلق الإنسان(آدم) كانت من تراب و لم تمر بمرحلة قبلها .
_ و لا أكاد أقرأ آية عن خلق هذا الكائن إلا و نعته باسمه و بمسماه :آدم ، الإنسان ،فتأملوا الآيات :

( يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا) النساء (28)
( خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ) النحل (4)
( خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ) الأنبياء (37)
( الرحمن(1) علم القرآن (2) خلق الإنسان(3) ) الرحمان
فما قيمة هذا التكرار لقولة(الإنسان) إلا ليؤكد النص القرآن على أن هذا المخلوق هو غير سائر الأجناس المعروفة
و أن أصله ما حكاه القرآن التراب و الطين ،فسلالته من طين:

(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ) المؤمنون (12).

أخيرالنجمع ما سبق فنجده في آية محكمة:
(الذي أحسن كل شي خلقه و بدأ خلق الإنسان من طين(7) ثمَّ جعلَ نسله من سلالةٍ من ماءٍ مهين)
فهل بعد هذا البيان القرآني حجة لصوفي يقول بنورانية ذات محمد ، أو ان الوجود كله ليس إلا الله و أن الكون وهم محجوب
أو هل يجد الملحد شبهة ليدحض بها حقيقة ما ذكره الله :من أن الإنسان أصله كما حكاه خالقه عنه من تراب ، و لا علاقة للقرد به.


وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا