عرض مشاركة واحدة
قديم 05-27-2013, 07:39 PM
المشاركة 3
أسرار أحمد
( سارة )
  • غير موجود
افتراضي الفاروق


وما إنْ وصلَتِ العصافيرُ إلى أعشاشِهَا حتَّى راحَتْ تغرِّدُ:

إنَّنا نهوى الكريــــــــمْ
صاحبَ الهادي اليتيــــمْ
***
وبعدَ أنْ رحلَ النَّهارُ، نامَتِ العصافيرُ في أعشاشِهَا مُجدَّدَاً .
عُمُرُ وعليٌّ في شجرةِ البلّوطِ
أحمدُ وربابٌ في شجرةِ الليمونِ
و العمُّ منصورٌ في شجرةِ التُّفاح .
أخذَ الليلُ ينسحِبُ شيئاً فشيئاً بعدَ أنْ ملَّ من طولِ المكوثِ ليقبلَ نورُ الصَّباحِ بوجهِهِ البشوشِ .
و لكنّ هذا الصَّباحَ حملَ بينَ ثناياهُ مفاجأةً للعصافيرِ في أعشاشِها
استيقظَ الجميعُ على تغريدِ العمِّ منصورٍ .
فتعالَتْ ضحكاتُهُمْ وهُمْ يتأمّلونَ أستاذَهُمْ من الأعلى مرتدياً ثيابَ الصيّادِ وبحوزتِهِ صنارةٌ يغرِّدُ على ماءِ البحيرةِ
راحَتِ العصافيرُ تصفِّقُ لأستاذِها من الأعلى
ثمَّ ما لبثتْ أنْ ملأَتْ سِلالهَا بمأكولاتِ الفطورِ،
و حلَّقَتْ باتِّجاهِ البحيرة .
على أنغامِ خريرِ الماءِ المتموّجِ داخلَ البحيرةِ تناولَتِ العصافيرُ فطورَهَا مبتدئةً باسمِ اللهِ ومنتهيةً بحمدِهِ وشكرِهِ تعالى على نِعَمِهِ .
إلَّا أنَّ ربابَ لم تستطعْ أن تكتُمَ سؤالاً ظلَّ يجولُ في ذهنِهَا: لماذا ارتدى العمُّ منصورٌ هذا الصَّباح ثيابَ الصَّيادِ وحملَ الصِّنَّارةَ, فاقتربَتْ منْهُ قائلةً :
عمِّي منصورُ الصَّيَّادْ
لبحيرةِ ماءٍ يرتادْ
يا عمِّي هذي الصِّنارهْ
بِسَناها لاحَتْ في الحارهْ
وربابٌ فيها محتارهْ
وربابٌ فيها محتارهْ
فضحكَ العمُّ منصورٌ ضحكةً ضحِكَ لقَهْقَهَتِها كلُّ
العصافيرِ وقال :
أحبابي الصِّغارَ،بطلُ روايتِنا لهذا اليومِ الفاروقُ عليهِ رضوانُ الله. وبعدَ أنْ نرويَ سيرتَهُ موعدُكُمْ
معَ السَّمكِ المشويِّ الذي سأصطادُهُ من البحيرةِ .
فما كانَ من العصافيرِ إلَّا أنْ أنصتَتْ إلى أستاذِها قائلاً:
يُعَدُّ الفاروقُ عُمَرُ بنُ الخطّابِ رمزاً من رموزِ أمَّةِ الإسلامِ، أخذَ نَفَسَاً عميقاً ثمَّ تابعَ القول :
في قبيلةِ عَدِيّ، أحدِ قبائلِ قريش وُلِدَ عمرُ بنُ الخطَّابِ، بعدَ عامِ الفيلِ بثلاثَ عشرةَ سنة.
ورمى الصِّنَّارةَ في البحيرةِ .
تِكْ تِكْ تِكْ أخرجَ سمكةً صفراءَ صغيرةً
ورماها في السَّلّةِ
وبعدَ أنْ أعادَ الصِّنارةَ إلى البحيرةِ
التفَتَ إلى العصافيرِ قائلاً:
والدُهُ الخطَّابُ بنُ نفيل
وأمُّهُ حنتمةُ بنتُ هاشِمٍ
يتبع