عرض مشاركة واحدة
قديم 05-18-2013, 02:27 AM
المشاركة 3
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



حقيقة يعتبر الإنتحار الخيار الأكثر بشاعة في معالجة مشاكل الحياة .

لكن تبقى مسببات الانتحار هي المفتاح لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة .

إن كانت الولايات المتحدة و الدول المتقدمة واعية بالمشكلة و تحاول ما أمكنها الوقوف على أسباب ودوافع هذه الظاهرة وتخطط بجدية للحد من هذا النزيف الحاد للموارد البشرية ، فما هو موقعنا نحن في هذه المعدالة .
هل في بلادنا منتحرون ، بالطبع نعم ، وهل في بلادنا من هم محطمون وهم قاب قوسين أو أدنى ، ربما سنجد هذه الحالة تفوق بكثير إحصائيات الدول المتقدمة ، فقط ما ينقص محبطينا هو الشجاعة على لف الحبل . ولو كانت هنالك حرية حمل السلاح لكانت نسب الجريمة والإنتحار في بلداننا أكثر من أي بلاد أخرى .

ربما فعلا مواطنو أمريكا والدول الأوربية ليس لديهم ما يكفي من المناعة ضد الفقر ، فما أن يصل إلى الإفلاس حتى يفكر في وضع حد لحياته ، أما نحن فربما نعاني الكثير من الضغط عندما تكون حالنا ميسورة ، فالفقر بالنسبة إلينا حالة طبيعية ، والمنتحرون في بلادنا ينتحرون لأسباب ثقافية أكثر مما هي مادية ، لكن هذا لا يعني استبعاد المعطى المادي الذي بدأت بوادره تلوح في الأفق مع انتشار شركات القروض و جعل الأسر تلهت وراء الحلم الأمريكي المحلي والمدنية و الاستهلاك .

هل نحن مأمنون ضد هذه العدوى ، هنا علامة استفهام كبيرة ، ما أتمناه فعلا هو أن يكون الجواب نعم ، لكن عندما ترى انكماش مجموعة من القيم التي كانت إلى عهد قريب تساعد على تعاضد المجتمع وتآزره يتقلص مفعولها ، وترى مجموعة من الظواهر الغريبة تتفشى في المجتمع رغم الزخم الروحي الذي يزداد يوما عن يوم ، يكاد المرء يشك فعلا إن كان الوازع الروحي هو من يحد من مثل هذه الظواهر .

شكرا للأستاذة ريم بدر الدين على هذا المقال القيم .
شكرا للأستاذ أيوب على مداخلتك القيمة المستندة على معاينة للواقع الأمريكي عن قرب .