الموضوع
:
إنهم من الجن
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
0
المشاهدات
3096
نزار ب. الزين
عضو الجمعية الدولية للمترجمين العرب
المشاركات
189
+
التقييم
0.03
تاريخ التسجيل
May 2007
الاقامة
رقم العضوية
3374
05-13-2013, 06:13 PM
المشاركة
1
05-13-2013, 06:13 PM
المشاركة
1
Tweet
إنهم من الجن
إنهم من الجن
أقصوصة
نزار ب. الزين
*
*****
ضج أصحاب المزارع من تكرار سرقة عجولهم و أغنامهم
،
جندوا الحراس ، أكثروا من الكلاب
،
ثم
....
طلبوا حماية
مخفر الدرك* في القرية المجاورة و لكن هؤلاء و اؤلئك عجزوا عن ضبط اللصوص ،
جُن جنون قائد المخفر ، فأمر رجاله باعتقال المشبوهين
.
ثم
...
باعتاقل حراس المزارع بتهمة التواطؤ ؟
! ..
جوعوا هؤلاء و اؤلئك ، حرموهم من النوم ، أوسعوهم ضربا و تعذيبا .. دون أن يصلوا إلى اية نتيجة ،
ثم
..
صارت أخبار اللص الشبح أو اللصوص الأشباح
على كل لسان
..
و بدأت الشائعات من كل لون تنتشر انتشار النار في الهشيم ،
إلى أن أبدى إمام
جامع القرية
رأيه الحصيف ، فقال
:
"
هؤلاء
اللصوص أيها الناس ليسم بشراً ، إنهم من الجن
! "
و منذ تلك اللحظة ، امتنع الناس عن التجول في القرية بعد غياب الشمس ،
فاليوم يخطف الجن العجول و غدا
قد يخطفون الأطفال ، و ربما النساء و الرجال
...
و نشط من ثم سوق المشعوذين و العرافين ، يكتبون الأحجبة و يقدمون الوصفات الناجعة ، لمنع أذى الأسياد
!!!
أما حراس المزارع فقد استقالوا ..بعضهم احتجاجا على اعتقالهم و تعذيبهم ،
و بعضهم خشية
الجن و العفاريت
..
و هكذا ، خلا الجو أكثر و أكثر ،
للص أو اللصوص
..
*****
ثمت سيارة شاحنة تحول مكان الشحن فيها إلى حجرة كبيرة ،
و قفت الآن
أمام إحدى المزارع ،
يترجل منها أحدهم و بيده مقص خاص بتقطيع المعادن ، رجل آخر يحمل قطع اللحم المغمس بمخدر قوي ؛ بدأ الأول بتقطيع الشبك المعدني الذي يشكل سور المزرعة ،
يفتح ثغرة تصلح لمرور رجل زحفا
،
بينما يلقي الآخر بقطع اللحم إلى الكلاب الهائجة ،
و إن هي إلا
دقائق حتى يغط الكلاب بنوم
عميق ،
يترجل آخر ، يتسلل إلى حظيرة الأبقار ، يطعن ثلاثة من العجول السمينة بمخدر ،
فتسقط أرضا ، بلا حراك
،
ثم
...
يترجل آخرون ،
يتسللون نحو الحظيرة ،
و
بسرعة و رشاقة
يحملون
العجول المخدرة ،
ثم
...
يتعاونون معا على رفعها إلى باطن الشاحنة ، الواحد بعد الآخر ،
ثم
...
تبتلعهم الشاحنة ،
ثم
....
تتحرك بهم و كأن شيئا لم يكن
..
*****
باطن الشاحنة عبارة عن ورشة عمل كبيرة ،
طاولة مثبتة في الوسط ،
وُضِع فوقها عدة فرّامات ، و مناشير ، تعمل جميعا بالكهرباء ، و تستمد طاقتها من محرك كهربائي ثُبَّت في إحدى الزوايا
..
و على الجدران عُلِّقت سكاكين و سواطير* من مختلف المقاسات
..
و من السقف تدلت عدة ( شناكل )* ، كما تدلت عدة
قناديل
تشع بإضاءة
قوية
..
*****
و بسرعة و رشاقة
تم فصل رؤوس
العجول عن
أجسادهما ،
ثم
..
عُلقت على الشناكل ،
ثم
...
بدأ
الرجال و هم جزارون محترفون ، بعملية السلخ ،
ثم
...
بعملية التقطيع ،
ثم
...
تولى
أحدهم
توضيب
الأحشاء ،
ثم
...
قام آخر بجمع الدماء المراقة
فوضعها
في دلوين
كبيرين ،
ثم
...
قام آخر بتنظيف المكان
.
*****
كانت الشاحنة فد وصلت إلى دكان الجزار ( أبو عيشة ) ، في مركز القضاء
،
و بنفس الرشاقة ، نقلوا اللحوم و الشحوم و العظام
و الأحشاء إلى دكانه ،
ثم
....
علقوا قطع اللحم على (الشناكل) في واجهة
الدكان ،
ثم
...
قدم
أبو عيشه لرجاله حصتهم من الغنيمة ،
ثم
...
أخذ يردد باعلى صوته
:
"
يا فتاح يا عليم ... يا رزاق يا كريم
! "
ثم
....
جلس في انتظار الزبائن
.
*****
و ذات يوم و بينما كانت شاحنة ( ابو عيشه ) تعبر القرية بعد إحدى غزواتها ،
و كانت الشمس قد بدأت تطرد جحافل الظلام ، عبر غلام الشارع متجها نحو
المخبز
..
كانت الشاحنة مسرعة ، فقد تأخرت عن أوقات مغادرتها المعتادة ، و لم ينتبه السائق إلى الصبي فدهسه
..
كان بعض الفلاحين
على حافة الطريق
،
سمعوا صوت صياح الغلام
، و
مكابح الشاحنة ،
فهرعوا نحو موقع الحادث ،
ليشاهدوا السائق يزيح الصبي المصاب بطريقة وحشية ،
ثم يحاول العودة إلى الشاحنة مسرعا يريد الفرار
..
تكأكؤوا حوله
فمنعوه ،
ثم
..
كبلوه ،
ثم
...
فوجئوا ببوابة الشاحنة الخلفية تُفتح
،
و بأشخاص يترجلون منها حاملين السكاكين و السواطير ..محاولين فك أسر السائق من قبضتهم ،
ثم
...
تشتعل معركة حامية سلاحها الحجارة و السكاكين و السواطر
..
تتجمع أعداد أخرى من القرويين بينهم أم الصبي المصاب و أبوه و إخوته ،
يشتركون جميعا بالمعركة ، ثم يشنون هجمة رجل واحد انتهت بإمساكهم جميعا
و تكبيلهم بالحبال ، بعد أن أوسعوهم ضربا ،
ثم
...
صعد البعض إلى قلب الشاحنة ،
ليكتشفوا
الحقيقة المذهلة
!
====================
•
الشناكل : علاقات معدنية معكوفة و هي خاصة بتعليق السائمة بعد ذبحها
.
•
الدرك
:
شرطة الأرياف ، أيام الإنتداب الفرنسي
•
ساطور : سكين عريضة
تستخدم لتكسير العظام
====================
*
نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
الموقع
:
www.FreeArabi.com
رد مع الإقتباس