الموضوع: قلم الحبر
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2013, 08:54 PM
المشاركة 6
صفاء الأحمد
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[justify] قلم الحبر

اليوم كسابقه .. صافية سماؤه ، زاهية شمسه .. جلست وحيدا كعادتي في مثل هذا الوقت المبكر من الصباح .. جل المصطافين نيام على ما أعتقد ، و القليل منهم يمارس الرياضة على الشاطئ بالعدو أو لعب الكرة أو السباحة .
أخذت القلم و الورقة اللذين اصحبهما معي دائما .. صعب أن تنوي الكتابة .. يجب أن تكون تلقائية .. نظرت إلى الأفق.. البحر كأنه مسبح .. مويجات صغيرة تتكسر عند الشاطئ .. انتبهت إلى طفلة تقف قبالتي محدقة تارة إلى وجهي و تارة أخرى إلى يدي .. نظرت إليها فأحنت رأسها وجلة ثم أعادت التحديق .. هي من أولئك الصبايا اللواتي يجلبن الحليب و النعناع وبعض الفاكهة لبيعها كل صباح للمصطافين .. سألتها :
- ما اسمك يا فتاة ؟
ند عنها صوت خافت كأنها تجهش بالبكاء :
- أم كلثوم ..
نظرها لا يفارق يدي الممسكة بالقلم و الورقة ..
- هل أنت أستاذ ؟
- نعم .. هل تدرسين ؟
صمتت برهة ولم تجب ..
- وهل تضرب التلاميذ ؟
- ولم أضربهم ؟
قلت ذلك وضحكت .. عندئذ ابتسمت الصبية وقالت :
- أنت أستاذ طيب .
- حقا ؟.. و كيف عرفت ؟
- لأنك تضحك .
ضحكت أكثر ، و أردت مجاملتها بشراء ما بيديها من تين .. لكنها أخذت أحسن ما لديها .. تينة معسلة حسب تعبير أهالي المنطقة ..و ناولتني إياها قائلة :
- خذ هذه .. الباقي أوصاني عليه بعض الناس ..
قالت ذلك و عيناها لا تفارقان يدي .. أدركت أن قلم الحبر شد انتباهها .. ربما أعجبتها زخرفته .. كان أثيرا لدي لأنه يذكرني بأول يوم ألتحق فيه بالعمل كمدرس بمدينتي بعد طول غياب .
- هل أعجبك ؟.. خذيه إن شئت .
لم تتردد وأخذته كأنها تخطفه .. .. كان في عينيها بريق غريب وهي تتمتم بكلمات الشكر.. ثم انصرفت ورجلاها الصغيرتان تغوصان في الرمل .. شيعتها بنظري إلى أن اختفت من وراء الصخور ..
[/justify]

قصة جميلة ..

تصف حب فتاة لإكتشاف ما وراء القلم ، سلبها القدر حقها في التعلم ..
حالة إنسانسة غاية في الجمال ..

مودتي .



أدرتُ ظهري للشفق ، وسرت بخطٍ موازٍ للنور ،
و كأنّ المغيب لا يعنيني !!