عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2013, 05:18 PM
المشاركة 2
عبدالله باسودان
أديـب وشاعـر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي الصلاة في الإسلام ومقاصدها
اقتران الصلاة بالزكاة :

والمتأمل في القرآن الكريم يرى اقتران الصلاة بالزكاة في كثير من الآيات وذلك إشعار بأن الصلاة غايتها التكافل الاجتماعي ، وتوثيق العرى بين طبقات الأمة مثال ذلك قوله تعالى [وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ] فالصلاة وما تشمل عليه من خضوع من قيام وركوع وسجود هي ترويض للنفس وإذلال لكبريائها وجعلها طيّعة لقبول أوامر الله تعالى والعمل بها ، فإذا كان ذلك هدف الصلاة ، كانت الوصية الثانية بعد إقامة الصلاة هي الزكاة. فالزكاة تلك الضريبة الإلهية التي فرضها الله على الأغنياء لإغاثة الفقراء والمساكين وإصلاح حالهم لازدهار المجتمع الإسلامي وتوحد قلوبهم انتفت عنه البطالة والحقد والحسد والقلاقل والفتن.
إن الإنسان بطبيعته يبخل ويبطر عندما يصيبه الغنى كما أنه يسيطر عليه الخوف من الفقر، .. ولكن المؤمن القائم بالصلاة المستوعب لمعانيها وروحها تقوي نفسه في كافة الأحوال لأنه اعتمد على ركن مكين هو الله .


اقتران الصلاة بالجهاد
:

ومن ما يسترعي النظر في القرآن الكريم أنه اقترن الصلاة بالجهاد , قال تعالى:
[يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سمّاكم المسلمين من قبل ليكون الرسول عليكم شهيدا وتكونوا شهداء على الناس, فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير ] .
هذا كلام إلهي ، يثير النفس الإنسانية ويحرك فيها كل معاني العزة والسمو، ثم يأمرهم بالجهاد في الله حق جهاده بنشر الإسلام بالحجة والبرهان في سبيل تمكين دين الإسلام وهي مهمة الإنسان المسلم الأساسية في الحياة .( أنتهى).

أقوال الـعارفين في الصلاة :
عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إن الرجل ليشيب في الإسلام ولم يكمل لله ركعة واحدة , قيل كيف يا أمير المؤمنين قال :
لا يتم ركوعها ولا سجودها .
ويقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى: يأتي على الناس زمان يصلون وهم لا يصلون , وإني لأتخوف أن يكون الزمان هو هذا الزمان ..
ويقول الإمام الغزالي رحمه الله تعالى : إن الرجل ليسجد السجدة يظن أنه يتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى, والله لو وزع ذنب هذه السجدة على أهل بلدة لهلكوا، فسئل كيف ذلك؟
فقال : يسجد برأسه بين يدي مولاه وهو منشغل باللهو والمعاصي والشهوات وحب الدنيا .. فأي سجدة هذه ؟
وكان الحسن بن على رضي الله عنهما إذا دخل في الصلاة ارتعش واصفر لونه .
فسئل عن ذلك فقال : أتدرون بين يدي من أقوم الآن ؟؟
وسُئل حاتم الأصم رحمه الله تعالى كيف تخشع في صلاتك ؟
قال: أقوم فأكبر للصلاة،وأتخيل الكعبة أمام عيني، والصراط تحت قدمي، والجنة عن يميني ، والنار عن شمالي ، وملك الموت ورائي ، فأكبر الله بتعظيم وأقرأ وأتدبر وأركع بخضوع وأسجد بخضوع واجعل في صلاتي الخوف من الله والرجاء في رحمته ثم أسلم ولا أدري أقبلت أم لا ؟
ويقول أبو هريرة رضي الله عنه : إن الرجل ليصلي ستين سنة ولا تقبل منه صلاة ، فقيل له كيف ذلك ، فقال :لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا قيامها ولا خشوعها .

مـن فـوائـد الـصـلاة :
يقول ابن القيم رحمه الله عن الصلاة:
إنها مجلبة للرزق ، حافظة للصحة ، دافعة للأذى ، مطردة للأدواء ، مقوية للقلب ، مبيضة للوجه ، مفرحة للنفس ، مذهبة للكسل ، منشطة للجوارح ، ممدة للقوى ، شارحة للصدر، مغذية للروح مّنورة للقلب ، حافظة للنعمة ، دافعة للنقمة ،جالبة للبركة ، مبعدة من الشيطان ، مقربة من الرحمن ، وبالجملة: فلها تأثير عجيب في حفظ صحة البدن والقلب وقواهما ودفع المواد الرديئة عنهما ،
وما ابتلى رجلان بعاهة أو داء أو محنة أو بلية إلا كان حظ المصلي منهما أقل ، وعاقبته أسلم . وللصلاة تأثير عجيب في دفع شرور الدنيا ، ولا سيما إذا أعطيت حقها من التكميل ظاهراً وباطناً ، فما استدفعت شرور الدنيا والآخرة ، ولا استجلبت مصالحهما بمثل الصلاة، وسر ذلك أن الصلاة صلة بالله عز وجل ،وعلى قدر صلة العبد بربه عز وجل تفتح عليه من الخيرات أبوابها، وتقطع عنه من الشرور أسبابها ,، وتفيض مواد التوفيق من ربه عز وجل، والعافية والصحة ، والغنيمة والغنى ، والرحمة والنعيم ، والأفراح والمسرات كلها محضرة لديه ، ومسارعة إليه.