الموضوع: أريد حقوقي
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
3137
 
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


ياسر علي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,595

+التقييم
0.38

تاريخ التسجيل
Dec 2012

الاقامة

رقم العضوية
11770
05-06-2013, 12:32 AM
المشاركة 1
05-06-2013, 12:32 AM
المشاركة 1
افتراضي أريد حقوقي
خرج للتو من مخفر الشرطة ، مشتكيا مما لقيه من تلك الجارة الجديدة الساكنة في العمارة ، كان ألزم نفسه وأسرته التقوقع حول الذات في محيطهم الضيق ، كلفه ذلك تحمل مصروف زائد نهاية كل أسبوع ، فيسافر بعيدا عن المكان وساكنيه ، فيسري بأهله وأولاده في فضاءات الله الواسعة ، مرة يزورون القرى السياحية المتناثرة حول الساحل ، وأحيانا يصلون أرحامهم الموزعة على مدن مختلفة ، الجارة الجديدة تحشر أنفها الطويل في كل شيء ، كسبت ود زوجته التي جعلتها والوحدة هدفا سهلا ، وقلة خبرتها الاجتماعية وطن في عمقها سذاجة الطباع ، الجارة خبيرة بكل أصناف النساء ، ما إن ترى الوجه حتى تستشف القلب ، ما إن تسمع النغمة حتى تعزف على الوتر الحساس ، تقدم لها دروسا توعوية بتدرج متقن ، تحكي لها عن بطولات النساء ، فتظهر حياتهن سمنا عى عسل ، فتصقل حياتهن كأنها مخرجة أفلام دعاية ، فهذه سلوى صيرت زوجها خاتما في أصبعها لا يرفض لها طلبا فهي الأميرة المتحكمة ، وهو الخادم المسكين ، تأمر فيطيع ، تنهر فيرتدع . أما جارتي السابقة لمياء فتلبس من الفساتين آخر الصيحات ، و من الحلي ما شعت أحجاره الكريمة ، و برق معدنه ، و تلألأت ومضاته . يا أختاه إن حدتثك عن قريبتي سارة بنى لها زوجها قصرا بحديقة وحمامات و بهو يكبر شقتك ، وتملك شقة تمضي فيها أوقات فراغها مع صديقاتها وهي مفروشة عن آخرها بأجمل المفروشات وألينها ، لا تسألي عن مطبخها فيه كل جهاز خطر ببالك ، أما غرفة نومها فمراياها وحدها جنة ، ناهيك عن سريرها الوثير ومخداته الحريرية و بطانياتها المصنوعة من الفرو القطبي ، أما الإضاءة فتحدثي عن الثريا كأنك بين النجوم ، شقتها مكيفة طبيعيا تخترق جدرانها مياه دافئة شتاءا وباردة صيفا . لكن تبقى الحرية هي الأساس يا صديقتي ، فغادة تفعل ما يحلو لها تحضر الحفلات و ترقص في السهرات ، لديها سيارة وخادمة وقريبا سيكون لها سائق ، فقط لم تعثر بعد على الذي يواتي نفسها الحالمة ، فهي صاحبة ذوق رفيع ، ماذا أقول لك صديقتي ، هناك نساء على قدر النساء وهناك نساء حرمن أنفسهن ورضخن صاغرات ، هؤلاء فضلن الذل و لا يستحقن حتى الشفقة .
يتغير سلوك الزوجة التي تجلت أمامها حياتها جحيما لا يطاق ، فهي صاحبة الجمال الفتان و النسب الأصيل و الكبرياء الشامخ ، أنا أنثى حقيقية ، أنا التي كانت أحلامي واسعة فسيحة ، كيف قزمت نفسي ، واستصغرت روحي و قبلت بهكذا حياة ، كنت أرى نفسي بطلة من بطلات الشاشة ، متأنقة في كسوات شفافة وأحذية براقة ذات عقب طويل يزيد من رفعتي وعلو كعبي ، ما هذه الجلابيب الداكنة ؟ ما تلك العباءات ، ما هذه الخيام ؟ أنا قضيت على نفسي ، وأدت أنوثتي ، من أجل ماذا ؟ لا أعلم من أين أتاني هذا الغباء ؟
- ما المعمول حبيبتي ؟
ماذا تفعلين ؟ هه و هل هذا سؤال ؟ طالبي بحقوقك يا امرأة ، فنحن في عالم الحقوق غير المنقوصة ، كفى من عيش الدل والهوان ، فالمرأة وصلت إلى كل ميدان ، فإن عجز زوجك عن توفير متطلبات العيش الكريم ، فاخرجي إلى العمل وانسجي خيوط مستقبلك بنفسك و تصرفي في مالك على هواك ، وتحرري من هذه الأفكار البئيسة ، هو لن يرضى بخروجك إلى العمل سيوفر لك كل شيء فهم متخلفون وحتى إن رضي لا تحملي هما فأنا هنا للمساعدة .
تفاجأ الزوج بتحول حياته إلى جحيم ، لسان حبيبته يطلق الرصاصات تلوى القذائف ، بركان نشيط يتثر الحمم بلا توقف ، تريد كل شيء دفعة واحدة ، يلبي بعضا من الطلبات فتزداد لائحتها يوما عن يوم ، اقترض وكاد يفلس وهي راكبة صهوة المزيد ، تعاتبه بدون توقف ، تتهمه قائلة " أيها السارق ، أين كل الأموال التي جمعتها وكدستها ونحن نعيش على الخبز الحافي ، ونشرب الماء والزغاريد ، حقق طلباتي وإلا خرجت إلى العمل ، عوضني عن سنوات البؤس التي قضيتها في هذا القفص ، وتلك الأفرشة البالية ، لم أطالبك بعد بسيارة وسائق ، وحضور الحفلات مثل النساء الحقيقيات ."
" يا حبيبتي اتق الله في عرضك وأبنائك فهذه فتن ما أنزل الله بها من سلطان "
"أتتهمني في عرضي أيها الفاشل ، من أنت ومنهم أهلك وعشيرتك ، ألم تتنازل عن حقك في الارث لأن أمك استعطفتك "
سمع أمه في درج كلامها فثارت هشاميته ، فنزل على وجهها بصفعة فازرورقت وجنتها ، صاحت بكاء وعويلا ، فإذا بالجارة تدفع الباب ، وتدعوها إلى بيتها ، طردها الزوج وزوجته تدافع عنها بقوة ، بكى الأطفال بكاء مريرا وهم يرتعدون خوفا من غضبة أبيهم ، و يشاركون أمهم دمعها الغزير ، ونحيبها المستمر .
رجع من عمله و لم يجد لهم أثرا فتوجه إلى الشرطة ، مساء تزينت يدا الجارة بدملجين توأمين لا ينفصلان ، إنها شريرة مبحوث عنها تستدرج البنات والنساء إلى .......