الموضوع: وعكة و بوح
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-05-2013, 04:46 PM
المشاركة 33
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سجال فحبس


قامت فتاة من نومها إلى المرآة ، زينت وجهها الفتان ، وصبغته بريشة الفنان ، و وأدت في عينيها الحنان ، خرجت إلى الجنان تبتغي لنفسها البنان متعطرة بالريحان .
أسرع من الحمام متسلحا بالأحلام ، منتشيا بالأنغام ،منتصبا كالمقدام ، وقد لفه الهيام ، فرآها بمشية الحمام ، تداعب شعرها الأنسام ، فبسبس بلغة السلام وقلبه يخفق بالغرام .
انهالت عليه سبا ولم تترك له لقبا و احمر وجهها غضبا و فصبت عليه قسوتها صبا و لم تذقه حبا ، وأحاطته رعبا وكان ينتظر ثمار غرسه حبا و عنبا ومن مدها شربا ، لكن أذاقته كربا ومن لسانها حربا ولم تترك له لبا .
تجرأ عليها شتما ، نكل بها رجما مرتجيا حسما ، لكرامته منتقما ولتطاولها مفحما ، لأنه بدأها سلما ومن فنون الكلم رسما و من جميل القول كرما .
سقطت مدعية صرعا ، فتبعثر جسدها سبعا و محفظتها تسعا ، فأحس من جبروتها لسعا ، و قد سمع في أذنيه قرعا و في رأسه صدعا و قد هزته الأيادي تشييعا ،وازداد الجمهور جمعا ، و أثاروا حوله نقعا .
قام وقد دكوا عظامه دكا ، وأوسعوا جسمه فتكا ، فحضنه الأمن مسكا ، و حرروا له صكا ، أدخلوه عربة وهم به يهزؤون
تهكما وضحكا .
جاءها الإسعاف، والطبيب الشفاف بجهازه الكشاف ، وقد تملكه العفاف ، و تسلح بالكفاف ، لحالها تعاطف و فأسكنها المشفى و حرر لها عجزا كالعراف .
أمام القاضي ، اتهم بالتحرش الجنسي ، والضرب الوحشي ، فحكم عليه بالمنسي في زنزانة الحبس ، فنال جزاء حبه الرومنسي ، و طيبوبة القلب النسائي .