الموضوع
:
السياســـــــــــــــــــــــــة
عرض مشاركة واحدة
05-04-2013, 12:22 AM
المشاركة
6
ياسر علي
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 3
تاريخ الإنضمام :
Dec 2012
رقم العضوية :
11770
المشاركات:
1,595
العزوف السياسي
المجتمعات المتحضرة يشارك أهلها في تسيير حاضرهم وصياغة مستقبلهم ، ولعل نظرة بسيطة إلى العالم المتخلف تفيد بما لا يدع مجالا للشك انتشار ثقافة السلبية السياسية بشكل غير مبرر ، مما يسهل انتشار ثقافة عدم المحاسبة والتسيب ، فالسلبية السياسية تتجلى في عدم الانتماء الحزبي ، عدم الانخراط في العمل الجمعوي التطوعي المشتغل في صلب التنمية وليس فقط العمل الخيري على أهميته وإن كانت طريقة تدبيره تصب في خانة توسيع ثقافة الريع والتواكلية ، وقد قال الصينيون قديما لا تعطيني سمكة ، بل علمني كيف أصطاد ، ومن مظاهر العزوف السياسي الانخراط في الجماعات السرية التي غالبا ما تعمل على زعزعة الاستقرار و عرقلة المشاريع بدل التفاعل المنطقي مع الأحداث ، بل أكثر من ذلك فكل التنظيمات السرية تراهن على المدى البعيد وهذه السياسة اليوم غير ناجعة لأن العلوم يتسارع نموها و كلما راهنت على الزمان ازدادت الهوة بيننا وبين التنمية والتقدم اتساعا وازدادت المطالب استفحالا مما يهدد الاستقرار السياسي للدول ، فلا مفر من انخراط الجميع في الفعل التنموي والسياسي إن ابتغينا فعلا الوصول إلى بر النهضة .
إن التربية السياسية في البلدان المتخلفة عموما والمنبنية على الحرية الفكرية والمبادرة ، تكاد تكون غائبة إن على مستوى الأسرة أو المدرسة بل أكثر من ذلك فهما تعلمان العزوف السياسي ، وعدم الانخراط في الهيئات المجتمعية التي هي حلبة الفعل السياسي ، مما يتيح الفرصة للمنتفعين و البرغماتيين لتوظيف السياسة لأغراضهم الخاصة . انتشار السلبية السياسية في هذه البلدان أدى إلى شيخوخة الأحزاب السياسية إن على مستوى أطروحاتها أو مناهجها وحتى مواردها البشرية ، مما يوغل هذه البلدان في أزمات عديدة نظرا لعدم احترافية أهلها للفعل السياسي والتنموي وضعف خبراتهم وتجاربهم في تدبير الأزمات وخير دليل على هذه المعضلة ، هو حتى في الدول التي انتفضت باحثة عن الديموقراطية والتنمية ، لم تستطع تدبير مراحلها الانتقالية بشكل مقبول سلس ومرن ، ومن غير المستبعد أن تشهد نفس الفشل الذي شهدته محاولات النهوض منذ الاستقلال .
رد مع الإقتباس