الموضوع: وعكة و بوح
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-2013, 01:29 PM
المشاركة 29
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كاسر القلوب

لم يكن يوما يعي شر فعاله ، فهو مطبوع على حبهن ، وجد ليحب ، كلما رآها آتية متمايلة تتهادى فيها الرزانة ، وينضح فيها الكبرياء نثر عليها سحرا لا يقاوم ، فتستلم كما تستسلم حبات الشاي في المياة الساخنة سابحة لينة ناشرة صفحاتها ، فتمنح سيدها كؤوسا مركزة تنعش فتوته وتمسح رتابة لا تترك له كثير فسحة ، تمنحه عشقا فياضا وأملا زاخرا ، تعيش لحظات كلها أمن وطمأنينة على ضفاف قلبه الوثير ، فلا تستفيق من هذه السكرة إلا وقد غالبه الملل ، وظهرت في آفاقه الواسعة أخرى ، يرى فيها مجدا آتيا ، حبا وارفا ، عزا مفقودا ، فهذه مختلفة جمالا وبهاء ، عينا وقواما ، خطوا ورشاقة ، فسرى بذهنه على رصيده منهن فتلك عفيفة و نقية ، والأخرى متكبرة مغرورة ، وهذه متعقلة والتي قبلها مجنونة ، أما الأخيرة فرومنسية ، فتراه كلما أرضع حبا و ترعرع فأزهر أتاه من جذوره ، فتتوالى أيامه بين غرس شتلاته واقتلاع دوحاته ، علته أنه لا يحس راحة في دواخله ، متى غرس بذرة سحقها ، يغادرن حياته وقد جرحت فيهن الكرامة ، و لسعن من عشق أعمى فيهن النظر ، يكرهنه وهو لا يزال يؤمن أنهن يسكن قلبه لكن ما كان قلبه ليملأه حب واحد ، إن نهمه لا تشبعه فاكهة واحدة ، ولا لون واحد بل كلما استغرق في التعدد قال هل من مزيد .