يهطل المطر بغزارة , ما زالت تنتظر من خلف نافذتها...
يخفق قلبها بشدة فتسري في جسدها برودة الخوف وتنسكب من عينها دمعة حزن ..
يخيم الصمت حولها إلا من همسات تتمتم بها ... يا رب ..يا رب .. يا رب ..
يتراءى لها شبحه من بين قطرات المطر ...
فيزداد تسارع أنفاسها .. ويكاد قلبها في قفصها ينتحر ..
تمسح زجاج نافذتها بيدها وهي ترتجف لعل ما تراه حقيقةً ..
تهرع مسرعةً إلى باب منزلها وتفتحه لعل حدسها يصدق .. تنادي بصوتاً خافت مضطرب
.. أبي ...
يزداد قلبها الصغير خفقاً وخوفاً ... تتقهقر إلى داخل منزلها وتحاول إغلاق الباب بيدين ترتجفان ..
فيصل إليها صوته الحنون ...
نعم ياصغيرتي ... إنني أباكِ..
ترتمي في أحضانه وتطبق بيديها الصغيرتين على صدره .... تضج ضحكاتها بالمكان ...