عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-2013, 02:45 AM
المشاركة 5
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حب الأوطان



كل من ارتاد المدارس نال قسطا من التربية على القيم والتربية على الاختيار ، و في بلادنا حتى قسطا من التربية على التدين ، كل من ارتشف معين التعلم لابد أن يقف على تاريخ بلاده فيتملكه زهو حضارتها الفانية ،ويعيش انتصارات أجداده الأولين فيترسخ فيه حب الوطن ، فيبغي له العز والشموخ واسترداد مكانته بين الأمم ، كل من ارتاد المدارس نفخت فيه الثورية بعضا من روحها ، فيثور على ما تجاوزه الزمن من أعراف يراها تعرقل نبوغ الأوطان ، كل من تنعمت عليه المدارس بتنويير عقله ونقله من ظلمات الجهل إلى نور العلوم تتعالى في وجدانه جدة صراع الأجيال . لكن قليلون من تعلموا في المدارس صناعة مجد الأوطان ، و قليلون من بحثوا خارج حجرات الدرس عن أسباب الرقي ومستلزمات الحضارة ، قليلون من اختاروا بناء الوطن وإلا لبلغت أوطاننا ما لم تبلغه الأمم .
لا يكفي الحب العذري مع الأوطان ، أن تحب الوطن في قلبك محمود ، أن تحبه وتناضل من أجل رفعته هو ما ينتظره منك ، أن تنتقد أمر مستحب ، أن تنتقد ذاتك و تعلمها البناء هو ما يبغيه الوطن ، أن تحب من يعمل و ينشط في سبيل الوطن شيء جميل ، أن تكون من يعمل ويكد ولا ييأس هذا ما ينتظره الوطن ، أن تحب نفسك وتقويها شيء مرغوب ، أن تتنازل عن أنانيتك وتكون في خدمة البلاد والعباد هذا ما يتمناه الوطن ، أن تطالب بحقوقك وتنالها شيء رائع ، أن تنجز واجباتك وتتطوع هذا ما يقوي الأوطان ، أن تتمتع وتلهو وتلعب شيء حسن ، أن تحب الاجتهاد والجد والإبداع وتستمتع بها هذا ما تريده الأوطان .
الوطن يحبنا ما دمنا في أرضه نترعرع ، ومن خيراته نأكل ، وبلغته نغرد وهواءه نستنشق ، وتكرم علينا بنعم لا حصر لها ، ولكن لنسأل أنفسنا ماذا قدمنا للوطن ؟ ماهي هديتنا إليه في عيد ميلاده ، ماهي علاجاتنا ومواساتنا لأمراضه ، ما مقدار تعاطفنا معه وهو من يشفق على حالنا و يبرنا ولو عاملناه بالعقوق ، أخاف أننا من الذين يقولون له ، قلوبنا معك وسيوفنا عليك .