عرض مشاركة واحدة
قديم 05-01-2013, 10:39 AM
المشاركة 37
احمد ابراهيم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأخ الفاضل ايوب ، تحيتي و محبتى .

عندما نقول ان العقل نتيجة للمجتمع .. المجتمع يعنى مجتمع الأحياء و مجتمع العناصر حول الإنسان "البيئة" .. الحيوان يعيش فى المجتمع أيضاً ، كون المجتمع سابق للعقل .. دا مؤكد .. لكن الحاجة للمجتمع أملت على الإنسان حيلة، هى ان يتسامح مع الأفراد الذين هم مثله ..

المجتمع فى منطقة الحيوان موجود .. غريزة القطيع موجودة عند الحيوان ، لذلك تجد البهائم تعيش و ترعى فى قطعان، فإذا انعزلت بهيمة من القطيع تجدها تتوله و تجرى فى مختلف الاتجاهات .. هذا ليس فكر .. إنما هى غريزة القطيع التى تشعرها بانها فى مأمن وسط القطيع، هذه الغريزة مشتركة بين الإنسان و الحيوان .

الحاجة للمجتمع عند مخلوق أذكى من غيره ، هنالك مخلوقات تجتمع و تتفرق "الحيوان" .. لكن الفضائل التى اجتمعت فى طليعة المخلوقات "الإنسان" ، هدته إلى حيلة ، هى ان المجتمع لابد ان يظل متماسك .. و ليظل المجتمع متماسك لابد ان أراعى شعورك ، و انت تراعى شعورى ، لأننا لم نصبح مثل الحيوانات .. هناك شيئ زائد .. هو الذكاء ..

و هذا هو مفترق الطرق الذى فارق فيه الإنسان الحيوان ليمضى قدما فى سلم التطور .

نحن أصلا نعيش فى المجتمع لنحارب أعداء هم البيئة ، لننتصر على أعداء هم البيئة ، حتى لنكسب من أصدقاء هم البيئة .. العوامل التى فى البيئة من الجوع ، البرد ، و العطش ، و من الأعداء البشريين و غير البشريين ، ألجاتنا لكى نعيش مع بعض ، لنحمى بعض ، و لنوفر القوت لبعض .. تطور الإنسان و المجتمع فى هذا الاتجاه حتى جاء تقسيم العمل و الوظائف .. و هذه مرحلة متأخرة جداً ..

خذ مثلا .. النمر يصيد لوحده ، عنده اقتدار ان يلحق بفريسته .. عندما اذهب بمفردى أتى خالى الوفاض ، لكن عندما نذهب مجموعة ، نقدر على الفريسة و نحوطها من جميع الاتجاهات .. إذا كنا خمسة ، يأخذ كل واحد الخمس ، إذا كنا عشرة العشر .. لا يمكنك ان تقول ان فلان ضعيف ، أو فلان لا يحمل سلاح ناجز ، لذلك انت تأخذ النصف و يقتسم الباقون النصف الآخر ،.. إذا أصررت على موقفك ، يضرب شيوخ الأسر ، أو حكماء القبيلة على يدك ، و يقولون لا .. هذا لا يجوز .

لذا يتحتم عليك ان تراجع نفسك و تقيد رغبتك و تأخذ فى الاعتبار رغبات الآخرين .. يعنى إذا لم تكبت يجعلك المجتمع تكبت !! ،

لذا تجد ان اول ما وقع عليه الكبت و حدته القوانين البدائية هو الرغبة الجنسية و الرغبة فى التملك ..

لذا تجد ان الحدود فى الإسلام هى اضبط القوانين ، الحدود اضبط من القصاص و هى أوكد القوانين ، قائمة على هذين الاثنين ..

اعتقد ان الدارس للقوانين ، أو الذى يمتلك عقلية قانونية و ثقافة قانونية هو أكثر الناس تقييما لتطور المجتمع ،

الشاهد ان التاريخ الحقيقى للمجتمع دائماً ما يكون مرصود فى هذه القوانين .. خذ مثلا العين بالعين ، و السن بالسن ، لم تبدأ فى الإسلام ، إنما جاءت بصورة كبيرة من التوراة ، و حتى التوراة لم تكن هى الأولى ، و أيضاً يقال نفس الشيئ عن الحج ، و الصلاة ، و الزكاة .. لم تجئ من التوراة أو الإنجيل أو القران .. فى الوثنيات لها جذور ،

هناك الكثير مما يمكن ان يقال عن الكبت و اثره فى نشأة العقل الواعي .

اما ذكاء الإنسان المعاصر الذى تتحدث عنه ، فهو قصة مختلفة تنقطع فيها المقارنة من كل الوجوه .. هذا الإنسان الذى تتحدث عنه قد راكم من الخبرات و المعارف و العلوم ، ما لم يدر حتى بخلد إنسان القرن الثامن عشر ، دع عنك مرحلة البشرية قبل ظهور ادم أبو البشر ، النبى المكلف ، صاحب اول رسالة توحيدية تأتى عن طريق الوحى الملائكى .

انت تقول ان الألم عنصر أكثر أهمية من الرهبة و الرغبة ، فما بالك بالخوف على الحياة نفسها ، و هى الأصل .. ان الإنسان باكتشافه للمجتمع إنما كان يبحث عن الأمن، وهو قد ضحى برغباته و شهواته التى كانت منطلقة فى مرحلة الحيوان بغير ضابط ، لكى يجد الأمن وسط المجتمع ، أو بالأحرى لكى يضمن حياته .. و لولا انه عاش فى المجتمع ، لما اتصلت السماء بالأرض .. و إلا فما الداعي ؟!!!!!