عرض مشاركة واحدة
قديم 04-23-2013, 09:15 AM
المشاركة 31
احمد ابراهيم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
شكرًا أستاذنا صابر على المرور.
و الآن ، فان الحيوانات العليا ، بما فيها الإنسان ، ذات حواس خمس .. و ليس هذا نهاية المطاف !! فان فى الإنسان الحاسة السادسة ، و الحاسة السابعة ، فى أطوار الاكتمال ، و لا يكون بعد الحاسة السابعة تطور فى زيادة عدد الحواس ، و إنما يكون تطور فى كمالها .. و هذا لا ينتهى ، إنما هو سرمدى ..

ما هى الحاسة السادسة ؟ ..

هى الدماغ .. و وظيفتها الإدراك المحيط ، و الموحد " بكسر الحاء" لمعطيات الحواس الأخرى - اليد ، و الأذن ، و العين ، و اللسان ، و الانف .. فى الحس ، و السمع ، و البصر ، و الذوق ، و الشم .. فإذا قويت يكون إدراكها لكل شيئ عظيم الشمول ، فكأنها تحسه ، و تسمعه ، و تراه ، و تذوقه ، و تشمه ، فى ان واحد !! .. ما هى الحاسة السابعة ؟ .. هى القلب .. و وظيفتها الحياة .. و هذه الحاسة هى الأصل ، و جميع الحواس رسلها ، و طلائعها ، إلى منهل الحياة الكاملة ..

و لقد نشأت الحياة وسط الخوف .. قال تعالى فى ذلك ( لقد خلقنا الإنسان فى كبد) .. و الكبد المشقة و لقد دفعت هذه المشقة ، التى وجدت الحياة نفسها محاطة بها الخوف فى أعماق الأحياء .. و لو لا الخوف لما برزت الحياة فى المكان الأول ، و لما ارتقت و تطورت ، فى المكان الثاني ، ثم هى ان لم تنتصر على الخوف ، فى آخر المطاف ، لا يتم كمالها .. و إنما تنتصر الحياة على الخوف عندما تقوى الحاسة السادسة ، و تدرك الأمر على ما هو عليه .. يومئذ سيظهر لها ان الخوف إنما هو مرحلة صحبت النشأة فى إبان جهلها ، و قصورها ، و انه ليس هناك ما يوجبه فى حقيقة الأشياء ..

فإذا بلغت الحاسة السادسة هذا المبلغ ، انبسطت الحاسة السابعة - القلب - و اطمأنت ، و انطلقت من الانقباض الذى أورثه إياها الخوف ، و أخذت تدفع دم الحياة قويا إلى كل ذرات الجسد ، و كل خلايا الجلد ، تلك التى كان الخوف قد حجرها ، و جعل منها درقة ، و درعا لصيانة الحياة البدائية .. و بذلك يعود الشعور لكل الجسد ، و يصبح حيا كله ، لطيفا كله ، جميلا كله ، غاية الجمال .. و تكون ارض الجسد الحى يومئذ هى المعنية بقوله تعالى ( و ترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت ، و ربت ، و أنبتت من كل زوج بهيج ) .. فالأرض هنا تعنى الجسد والماء العلم !! .

هذه هى وظيفة الحاسة السابعة - الحياة الكاملة - و ليس للحياة الكاملة نهاية كمال ، و إنما كمالها دائماً نسبى .. و هى تتطور ، تطلب الحياة المطلقة الكمال ، عند الكامل المطلق الكمال ، عند الله .

و إنما يكون تطورها باطراد ترقى جميع الحواس ، كل فى مجاله ، و انعكاس ذلك على ترقى العقل، بقوة الفكر ، و شمول الإدراك ..

و على قدر صفاء العقل ، و قوة الفكر ، تكون سلامة القلب ، و اتساع الحياة ، و كمالها .. و هذا التطور المرتقى بالحواس هو ما عناه الله بقوله " و أنبتت من كل زوج بهيج " .