الموضوع
:
اصل الانواع..هل اصل الانسان قرد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عرض مشاركة واحدة
04-21-2013, 06:46 AM
المشاركة
29
احمد ابراهيم
من آل منابر ثقافية
تاريخ الإنضمام :
Mar 2013
رقم العضوية :
12029
المشاركات:
79
ان ظهور ادم النبى .. ادم الخليفة ، لم يؤرخ ظهور العقل البشرى ، و إنما يؤرخ مرحلة من مراحل سير العقل البشرى إلى النضج ..
و لقد ظهر العقل البشرى قبل ادم بزمن طويل .. و العقل البشرى هو الروح الالهى الذى نفخه الله فى البنية البشرية ، فأصبحت بفضله ، مشدودة إلى الله ، بعد ان كانت قبلا مشدودة إلى الأرض بحكم الجبلة .
. و عن نفخ الروح الالهى فى البشر قال تعالى ( و إذ قال ربك للملائكة أنى خالق بشرا ، من صلصال من حما مسنون * فإذا سويته ، و نفخت فيه من روحى ، فقعوا له ساجدين ) .. ان اهم العبارات التى حوتها هاتان الآيتان الكريمتان عبارة " فإذا سويته" ، فإنها تشير إلى استعداد المكان لنفخ الروح الالهى فيه ، و هذا الاستعداد قد استغرق زمنا هو من الطول بحيث يخطئه التصور .. يكفى ان نستحضر فى عقولنا ان الله سبحانه و تعالى ، سماه " حينا من الدهر" ..
ان استعداد الإنسان لنفخ الروح الالهى ، استغرق المرحلة الأولى من مراحل النشأة ، و استغرق المرحلة الثانية ، و استغرق من المرحلة الثالثة طورا كبيرا .. و لم يكن نفخ الروح الالهى فى ادم الخليفة وحده ، و إنما هو سارى فى جميع ذرارى الوجود مسرى الأرواح فى الأجساد .. لكنه فى الإنسان زاد فى المقدار ، و فى ادم الخليفة اطرد ازدياده أكثر من ذى قبل ، حتى رفعه إلى درجة النبوة و الخلافة و حفظه فيهما ..
و نفخ هذا الروح فى الإنسان ، قبل ادم أبى البشر ، كان من قبيل اعداد المكان ، فى ادم ، لنفخ الروح الذى به النبوة ، و الخلافة .. و عند نفخ الروح الالهى فى الإنسان السابق لآدم ، وقع تمييزه على الحيوان ، و وقع عليه بذلك تكليف العبادة ، فى مستوياتها البسيطة ، و كانت من ثم بداية الدين .. و لم يكن لهذا الدين رسل غير بدائه العقول .. و كان وثنيا ، تعدديا ، و لكنه كان بداية الدين ..
و لما جاء عهد الرسل الذى انفرع بظهور ادم أبى البشر ، لم تكن الحكمة من وراء إرسال الرسل ان يخبروا الناس بان لهم خالقا ! ، فان ذلك قد سبقتهم اليه رسل العقول ، و إنما كانت الحكمة من إرسالهم تعليم الناس طريقة معرفة خالقهم ..
و فى مرحلة التطور العضوى الصرف " المرحلة الثانية و هى فى مقابل التطور اللاعضوى فى المرحلة الأولى " اعد الله الإنسان اعدادا خاصا .. فهو لم يجعله قويا ، قوة جسدية تغنيه عن الحيلة فى حل المشاكل التى تعترضه ، فى البيئة التى أوجده فيها .. و لم يجعله رخوا ، خائرا ، لا يقوى على النهوض فى وجه التحدى المعقول ، إنما جعله وسطا ، ذا قوة لا تغنى عن اصطناع الحيلة ، و لا تعجز عن تنفيذ خطة الحيلة ، فى كثير من الأوقات !! ..
و من هذا الوزن الحكيم برز العقل ، و اصبح الإنسان يحتال بعقله ، و ينفذ بعضله ، و قوة تركيبه البدني .. و بهذه الممارسة دخلت مرحلة التطور العضوى - العقلى فى المسرح " المرحلة الثالثة و هى التى نعيشها الآن و نرجو ان نكون فى أخريات أيامها"!!.
و لما كان الإنسان الأول قد وجد نفسه ، فى البيئة الطبيعية التى خلقه الله فيها ، محاطا بالعداوات من جميع أقطاره ، و لما كان الله قد سواه وسطا ، فلا هو بالقوى الذى يستغنى بقوة عضلاته عن استعمال حيلته ، فى حل مشاكله ، و لا هو بالضعيف ، الخائر ، الذى لا ينهض لاى مستوى من مستويات تحدى الأعداء ، فانه قد سار فى طريق " الفكر و العمل " ، من اجل الاحتفاظ بحياته ، و قد هداه الله بعقله و بقلبه ، إلى تقسيم القوى التى تحيط به .. إلى أصدقاء و إلى أعداء .. ثم قسم الأعداء إلى أعداء يطيقهم ، و تنالهم قدرته .. و إلى أعداء يفوقون طوقه ، و يعجزون قدرته .. و كذلك قسم الأصدقاء إلى أصدقاء يبادلهم ودا بود ، و خدمة بخدمة .. و إلى أصدقاء يغمرونه بالطاف النعم ، و يغدقون عليه أصناف البر ، و هو عاجز عن مكافأتهم على صنيعهم ، لأنهم أقوياء و هو ضعيف ..
و لقد هدته هذه النظرة طريقة فى الحياة .. فأما الأعداء الذين يطيقهم و تنالهم قدرته ، مثل الحيوان المفترس ، و الإنسان العدو ، فقد عمد فى أمرهم إلى المنازلة ، و المصاولة ، و المراوغة ، فاتخذ من اجل ذلك الآلة ، يمد بها قوته ، و يعوض بها عن الأنياب و المخالب ، التى لم تعد من طبيعة تكوينه ، كما لجأ إلى الحيلة ، فاتخذ المساكن فوق الأشجار ، و فى الكهوف ..
و من محاولته فى هذا الاتجاه ، نشا العلم التجريبي الذى وصل فى القرن العشرين إلى فلق الذرة .. وأما الأصدقاء الذين استطاع ان يبادلهم نفعا بنفع ، فقد هدته صداقتهم إلى العيش معهم فى جماعات أكبر من تلك التى يعيش فيها الحيوان ، مما ساق إلى التفكير فى رعاية مصالح الآخرين ..
و بدا بهذا الاتجاه ، نظام المجتمع ، و تادى ذلك إلى نشأة العرف ، و العادة ، و التقليد ، التى هى مقدمات القوانين و التشاريع .. و اما الأصدقاء الكبار و الأعداء الكبار ، فقد هدته حيلته إلى التزلف اليهم ، بتقريب القرابين ، و بإظهار الخضوع ، بالتمليق .. فأما الأصدقاء فبدافع من الرجاء ، و اما الأعداء فبدافع من الخوف .. و بدأت من يومئذ مراسيم العبادة ، و نشا الدين ..
لعمرى ليس الأمر بهذا اليسر ، و لكن هذه مجرد العبارة ، و هى موجزة اشد الإيجاز ، و هى من اجل ذلك ، و لغير ذلك أيضاً ، عبارة جانبية ، و معممة ، و مخلة بالصورة ، و عذرنا انا لا نملك فى المقام الحاضر خيرا منها ..
يتبع
رد مع الإقتباس