عرض مشاركة واحدة
قديم 04-19-2013, 09:05 PM
المشاركة 6
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
فعندما واجهت التشيع الفارسي مشكلات الدعوة لهذا المذهب أمام العامة وأهل السنة , ابتكروا لها الحلول المسبقة وكانت أول المشكلات هى كيفية الدعوة للمذهب بكل شناعته وكفره الصريح وفى نفس الوقت الحفاظ على نطاق السرية والكتمان المضروب حوله ,
وكان الحل العبقري الذى توصلوا إليه يتمثل فى مبدأ التقية , وهى التى تجعل لزاما على كل شيعي أن يعتقد فى باطنه غير ما يظهره لا سيما أمام أهل السنة الذين هم عند الشيعة كفار مخلدون فى النار تحل دماؤهم وأموالهم
ولكن فى حالة عدم وجود الفرصة للغدر فإن التقية تكون هى الخيار العبقري الذى يجعل الشيعي يتعامل بدعوى الوحدة والإتحاد مع المسلمين ومداهنة المخالفين وهو ما تسبب فى خداع الكثيرين حتى بعصرنا الحالى رغم دروس التاريخ المريرة التى أوضحت طبيعة هؤلاء المتدينين بقتل العرب والمسلمين
وقد لعبت التقية دورا كبيرا جدا فى إخفاء هوية التشيع الفارسي عن العيون ولا زالت تلعب هذا الدور اليوم حيث يجد الشيعة ممن فى قلوبهم مرض من أهل السنة سواء بجهل أو بتحريض وسوء نية من يدافع عنهم باعتبارهم فرقة من المسلمين أو أنهم مذهب إسلامى رغم أنهم لا يمتون للإسلام بصلة سواء فى مصدر التشريع أو حتى الثوابت العقائدية ,
والسبب هو اتساع رقعة التقية الفضفاضة التى تسمح لهم حتى بالحلف كذبا فى سبيل مداراة مذهبهم أمام المخالفين وعظموا أمر التقية إلى درجة غير طبيعية حتى هددوا كل شيعي عبر تلك النصوص أنه سيخرج من الدين إذا تركها
فى نفس الوقت مثلت التقية حلا عبقريا آخر فى حل أزمة الإقناع أمام العامة بتلك التناقضات التى وقع فيها الشيعة , فمثلا إذا ظهر السؤال التلقائي عن الإمام علىّ كيف بايع وصاهر أبا بكر وعمر وهم كفار مرتدون فى معتقدهم يكون الجواب بأنه فعل ذلك تقية واستجاب المغفلون والمغرضون للتبرير المضحك الذى يطعن أول ما يطعن فى شجاعة الإمام وأهل بيته ويتهمهم بالنفاق صراحة رغم أنهم يدعون أنهم شيعة أهل البيت ,
كما مثلت التقية حلا مضمونا للتغلغل داخل المجتمع الإسلامى عن طريق المداهنة والنفاق إلى الحد الذى سمح للخومينى والسيستانى أن يعلنا بأن الشيعة أشقاء السنة فى نفس الوقت الذى تحفل كتبهم ومحاضراتهم وأفعالهم بالعكس على طول الخط ويفعلون هذا بلا حياء أو خوف من أن يظهر هذا التناقض أمام العوام ,
لأن تبرير التناقض موجود وجاهز وهو أنهم فعلوا ذلك وقالوه تقية ..

ومصيبة المصائب أن الشيعة وجدوا بين أهل السنة من يروج لاستخدامهم للتقية تحت ذريعة أن الشيعة طيلة عصورهم يتعرضون للإضطهاد والإعتقال والقتل والتنكيل من الخلفاء , مما اضطرهم إلى استخدام التقية بكثافة لحماية أنفسهم , وقائل هذا القول لا يعرف عن الشيعة شيئا , وبالضرورة لا يعرف طبيعة التقية التى يدينون بها ..
فلو أننا قبلنا بأنهم تعرضوا للظلم والإضطهاد من السلطات الأموية والعباسية مثلا فما هو العذر فى ممارسة التقية مع عوام المسلمين السنة , وإذا كان القتل والتنكيل طالهم فى الخلافة الأموية والعباسية فلماذا لم يتوقفوا عن التقية مع نشأة الدولة البويهية الشيعية , ثم مع نشأة الدولة الصفوية فى إيران , ثم مع نشأة الدولة القاجارية , وأخيرا مع نشأة الدولة الإيرانية فى عهد الشاه رضا بهلوى .. وكلها دول شيعية صرفة !
الأخطر من ذلك ..
أنه باستقراء الروايات الصحيحة فى التاريخ نكتشف أن مزاعم الشيعة حول اضطهاد الخلفاء لهم لمجرد أنهم شيعة , هو خرافة كبري , تماما كخرافات محارق اليهود المبالغ فيها , ذلك أن خلفاء الأمويين والعباسيين لم يضطهدوا الشيعة بفرقهم المختلفة لأجل عقيدتهم بل لأجل حملهم السلاح ضد دولة الخلافة ,
ولو كان هناك اضطهاد وتقتيل , فهو ذلك الإضطهاد والقتل والغيلة الذى نال جماهير أهل السنة من الشيعة والخوارج عبر العصور , ولعلنا لا ننسي دور الشيعة فى مساندة عدوان التتار عبر مناصرة الوزير الشيعى ابن العلقمى لهولاكو , وأكبر دليل على عدم اضطهاد الخلافة للشيعة أن وزير الخلافة فى عهد المستنصر كان ابن العلقمى وهو شيعى قح , بالإضافة إلى دور عالمهم الكبير نصير الدين الطوسي والذى دخل بغداد مختالا فى موكب هولاكو وهو نفسه كان صاحب المشورة الملعونة بإغراق كتب دار الحكمة بنهر دجلة حقدا منه على علوم أهل السنة وسعيا منه إلى إفنائها , فضلا على القتل العارم الذى مارسوه مع هولاكو فى أهل بغداد فمات أكثر من ثمنمائة ألف قتيل فى بغداد وحدها ومات زهاء هذا العدد من أثر الطاعون الذى انتشر عقب هذا القتل الشامل وفق ما يروى ابن كثير فى البداية والنهاية ..
وأكبر واقعة يتذرع بها الشيعة للتغنى بأغنية الإضطهاد هى حادثة استشهاد سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين , ومن بعده استشهاد الإمام زيد بن على زين العابدين عندما خرج على الخليفة الأموى هشام بن عبد الملك وحادثة استشهاد إبراهيم ومحمد وهم من أحفاد الحسن بن على إثر خروجهم على خلافة أبي جعفر المنصور
وهذه الحوادث كلها كانت اضطهادا لأهل البيت رضي الله عنهم وحدهم , ولم تكن للشيعة بمفهومها العقائدى , ويتحمل الشيعة وزرا مساويا لوزر الخلفاء الأمويين لأن الشيعة فى كل هذه الحوادث ــ بالذات استشهاد الإمام الحسين والإمام زيد ــ كانوا هم ورائها بالغدر المعروف عنهم
فقد كان شيعة الكوفة هم من راسلوا الحسين وأغروه بالقدوم للعراق ووعدوه بالنصرة وبجيش قوامه ثمانين ألف مقاتل فلما جاءهم الحسين غدروا به ولم يخرج مع الحسين غير شخص واحد , وتركوا الحسين وأهله نهبا لسيوف عبيد الله بن زياد وقادة جيشه لعنهم الله
وعندما خرج الإمام زيد بن علىّ على الخليفة هشام بن عبد الملك واعده وبايعه أربعون ألفا من أهل الكوفة لم يخرج منهم معه فرد واحد , وظل الإمام زيد فى قلب المعركة وحده مع أربعين من أصحابه حتى قــتلوا جميعا رضي الله عنهم فى نفس الوقت الذى كان فيه شيعتهم يختبئون فى بيوتهم كعادتهم !!
وهذا الغدر وهذا الختل هو سبب التقليد الشيعى الشهير المعروف باسم ( التطبير ) حيث يخرج الشيعة كل عام فى عاشوراء للندب ولطم الخدود ندما على غدرهم بالحسين وهذا فيه اعتراف كاف بجريمتهم الشنعاء تجاه أهل البيت الذين يتاجرون بهم منذ فجر التاريخ الإسلامى ويدعون محبتهم !!

أما طبيعة التقية كما عرفتها كتبهم كما يلي :
يعرفها مذهب الإثناعشرية فيقول :
{ التقية هي كتمان الحق، وستر الاعتقاد فيه، وكتمان المخالفين، وتركمظاهرتهم بما يعقب ضررًا في الدين أو الدنيا ـــ شرح عقائد الصدوق: ص261 (ملحق بكتاب أوائل المقالات) }
وهذا لمعلومة القراء من ضروريات مذهب الشيعة الاثناعشرية وأحد ركائزها الأساسية , وركز عليها علماء الإثناعشرية عبر مختلف العصور وبالذات فى عصرنا الحالى حتى يتفادوا صداع مناقشة مذهبهم والطعون عليه وكشفه أمام عوام الشيعة أنفسهم وليس أمام السنة فحسب
كما أن التقية تمثل المهرب الرئيسي لهم عندما يحشرهم أى قائل فى أى مسألة دينية يخالفون فيها صريح القرآن وحتى أقوال أئمة آل البيت بأن يحملوا أقوالهم على التقية لعجزهم عن تفسير التضارب فى مذهبهم
فمثلا العلاقة الوطيدة بين أئمة آل البيت والصحابة والمصاهرات والتزكية التى قالها الإمام على رضي الله عنه فى حق جميع من سبقوه من الصحابة تقف حجر عثرة أساسي أمام منهج الاثناعشرية فى الطعن بالصحابة وأمهات المؤمنين ,
لهذا قالوا أن التقية من أساسيات الدين وأن أول من مارسها هو الإمام علىّ
وهذا فضلا على أنه طعن رهيب فى شجاعة الإمام إلا أنه أيضا تناقض أكثر ظهورا منه كطعن , لأن الإمام على فى نهج البلاغة ـ وهو أوثق مراجعهم ـ زكّى الصحابة جميعا ولم يصرح بنص أو وصاية وكان ذلك إبان خلافته هو أى أنه حتى لو تم قبول مبدأ التقية فمن المستحيل أن يكون الإمام قد طبقه وهو فى أوج قوته لا يخشي من أحد
لكن العمائم السوداء والتى أرادت تحقيق أهدافها المختلفة بستارة أهل البيت ما كان لها أن تقف ساكنة ففسروا كل شيئ يظهر فيه تناقض المذهب بأنه تقية واجبة حتى وصل الأمر أن يجعلوا تاركها كتارك الصلاة
يقول شيخهم الكبير بن بابويه القمى :
( اعتقادنا في التقية أنها واجبة، من تركها بمنزلةمن ترك الصلاة) ( الاعتقادات: ص114 )
فهل يا ترى بعد هذه التعاريف وهذه التقارير من الممكن أن يثق عاقل فى أى شيعي ؟!
والأمر عندهم فى اعتبار التقية مفروضة فرضا لا يقتصر على مجرد رأى بل هو كما نقل ابن بابويه إجماع واعتقاد , ويؤكد فى ذلك عدد من الروايات منها :
* نسبوا إلى جعفر الصادق زورا أنه قال :
( لوقلت أن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقًا ) ـــ ابن بابويه/ من لا يحضره الفقيه: 2/80، جامع الأخبار: ص110، الحرالعاملي/ وسائل الشيعة: 7/94، بحار الأنوار: 75/412،414)
بل نسبوا إلىالنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( تارك التقية كتارك الصلاةـــجامع الأخبار: ص110، بحار الأنوار: 75-412 )
ثم زادوا في درجة التقية فجعلوها "تسعة أعشار الدين "
ثم لم يكفهم ذلك فجعلوها هي الدين كله ولادين لمن لا تقية له،
جاء في أصول الكافي وغيره أن جعفر بن محمد قال : ( إن تسعة أعشارالدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له" ) ( أصول الكافي: 2/217،)
* رووا عن جعفر الصادق أيضا ما هو أخطر حيث يقول ـــ فيما يزعمون ــــ
( إنكم على دين من كتمه أعزهالله، ومن أذاعه أذله الله ) [أصول الكافي: 1/222.]،
فتخيلوا ما ينسبونه لأهل البيت ,
أهل البيت الهاشمى الذى علم العرب الشجاعة , هل يُتصور عقلا أن يكون الخداع والمداهنة والمسايسة هى أساس عقيدتهم
ثم لو أن الأمر بهذا الشكل
كيف ندعو للإسلام إذا , وكيف أعزنا الله بالإسلام , وأى دين هذا الذى يعز أصحابه بكتمانه كما لو كان عارا !
الله الذى أنزل فى كتابه عشرات التوجيهات أن نصدع بقول الحق ولا نخشي لومة لائم ؟
الله عز وجل الذى أنزل فى كتابه ألا نعطى الدنية فى ديننا وأن نرفع رءوسنا عالية به ونتحدى على صدقه من شاء
كيف تكون التقية من الإسلام وركن منه بهذا الذى الشكل الذى نراه وهى تقوم على منع وحجب الاعتقاد والتستر عليه كما لو كنا نتستر على فضيحة
وهذه الروايات تفضح بالطبع أولئك المتاجرين بالدين الذين يعلمون تمام العلم أن ظهور كتبهم تلك وظهور عوار هذا المذهب أمام عامة الناس كفيل بإسقاطه أمام أقل عقل يملك القدرة على التفكير
وأصبحت التقية هى الحل السحري الذى يلجأ إليه العلماء من أمثال السيستانى والخوئي والخومينى والكورانى لو أنهم تعرضوا لموقف إعلامى اضطروا فيه إلى النداء بالوحدة وإلى تزكية ومدح أهل السنة بينما هم يلعنونهم ليل نهار فى الحسينيات أمام جماهير الشيعة التى لا تستطيع أن تسألهم عن تناقضهم لأن الجواب جاهز ( قلناها تقية )
وإذا أراد القراء أن ينظروا لأعظم الأمثلة على التقية من كبار المراجع فلهم أن يعودوا إلى المناظرات الكتابية أو التليفزيونية ويتأمل كيف أن المناظرين الشيعة يبدءون أول كلامهم بالثناء والمدح والتزلف ,
وعندما تظهر الكتب وتظهر المراجع التى تكشف عكس ذلك , ينكشف الوجه الحقيقي على الفور
حتى وصل بهم الأمر لأن يعتبروا الصلاة خلف أهل السنة من باب التقية أمر واجب أيضا للمداراة والخداع
وقال عالمهم المجلسي :{ من صلى خلف المنافقين بتقية كان كمن صلى خلفالأئمة } ( بحار الأنوار:75/412)
بينما يقول عز وجل :
[فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ] {الحجر:94}
ويقول :
[الحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ] {البقرة:147}
ويقول النبي عليه الصلاة والسلام , فيما معناه
( لا يمنعن أحدكم خشية الناس أن يجهر بقول الحق )
وقال أيضا :
( إنه كان فيمن قبلكم الرجل يؤتى به فيـُــنشر بالمنشار فلا يرده هذا عن دينه )
فلعل هذه النصوص المثبتة فى أهم كتب الشيعة الأصولية , يكون فيها الإيضاح الكافي للكـُــتاب والمفكرين الذين يروجون ليل نهار للتقارب بين السنة والشيعة وتخدعهم أقوال الشيعة ومعسول كلامهم ..
لأن ألسنتنا جفت من كثرة الكلام فى هذا الشأن , حتى تلقي دعاة التقريب الصفعة تلو الأخرى من الشيعة والدرس تلو الآخر وكان آخر الدروس أفاعيل الشيعة فى إيران ولبنان ومناصرتهم لجبار سوريا بشار الأسد ,
وهى الصدمة الكبري التى أصابت مشجعى حسن نصر الله وإيران ممن خدعتهم عبر السنوات الطوال أساليب التطبيل والتزمير والدعوة للوحدة الإسلامية ,
وهو نفس الأسلوب الذى لجأ إليه الإخوان بلا مواربة من خلال استخدام قناع المسكنة والتوحد والمشاركة لا المغالبة , ونحن لا نريد أن نحكم بالإسلام بل نريد أن نـُـحكم بالإسلام , ثم وعود مشروع النهضة , والاستثمارات التى وعدوا بجلبها بقيمة مائتى مليار دولار , ثم رأيناهم بعد الإستيلاء على الحكم يتوسلون إلى أعتاب صندوق النقد والخراب الدولى من أجل قرض بقيمة أربعة مليارات ! , إلى آخر الوعود الفاجرة التى غرر بها الإخوان جموع المصريين ومعيشتهم فى دور المضطهد المكافح ضد الأنظمة بينما هم فى الباطن أشد أعوان الأنظمة القمعية ومحترفو عقد الصفقات منذ عهد البنا وحتى عهد مبارك ..
لكن الناس تنسي ..
ينسي الناس أن دم حسن البنا لم يكن قد جف بعد فى يد الملك فاروق عندما وضع حسن الهضيبي المرشد الثانى للإخوانى يده فى يد الملك فاروق وخرج من زيارته ليقول للصحفيين ( زيارة كريمة لملك كريم !! )
ومن حسن الهضيبي وصولا إلى مهدى عاكف صاحب تعبير ( طظ فى مصر ) والذى صرح لمجلة آخر ساعة أنه يقبل بمبارك كأب لكل المصريين وأنه يقبل بالتوريث فى إطار إصلاح سياسي !!
بينما هم ليل نهار كانوا يدعون الإضطهاد على يد مبارك , فكيف نوفق الموقفين ؟!
ووصولا إلى أحداث الثورة وما بعدها والنفاق المستميت للنظام حتى آخر نفس , حيث جلس الإخوان مع عمر سليمان عدوهم الأكبر ليقبلوا بشروطه لطعن الثورة فى ظهرها فى أشد الأوقات حساسية , ثم لما انهار النظام انقلبوا على سليمان وفصلوا قانونا مخصوصا له فى أربعة وعشرين ساعة لمنعه من الترشح للرياسة ؟!
فأين كان هذا العداء السافر وقت جلوسكم معه ؟!

الخلاصة :
أن الشيعة والإخوان أشقاء فى المعتقد والأسلوب والتنظيم والأهداف , والكارثة أنهم أشقاء فى موقفهم من الإنتماء الوطنى , فولاء الشيعى الأول والأخير لمرجعيته فى إيران أو لبنان ولو على حساب دولته الأصلية وضد مصالحها , والإخوانى ولاؤه الأول والأخير للتنظيم بدليل قسم البيعة الذى من الممكن أن ينكث بأى قسم سواه , كما فعل محمد مرسي الذى أقسم يمين الرياسة أربع مرات وخالفه قبل مرور شهرين من رياسته استجابة لمكتب الإرشاد !!
هذا فضلا على انعدام مفهوم الوطنية عند كلا الفريقين , فالشيعة فى العراق كانوا سندا لإيران فى حربها ضد العراق رغم مواطنتهم العراقية , وكذلك الإخوان لا يرون بأسا فى التنازل عن التراب الوطنى فى سبيل تعضيد أواصر الأخوة بفلسطين بالتنازل عن سيناء أو تعضيد العلاقة بالسودان بالتنازل عن حلايب وشلاتين , فهذه المناطق عبارة عن ( شوية تراب ) على حد تعبير مرشدهم المتهور مهدى عاكف ..
وقد يثور التساؤل هنا ,
ما دام الإخوان يكفرون غيرهم , والشيعة كذلك فمعنى هذا أنهم يكفرون بعضهم البعض فكيف يتفق هذا مع تعاونهم الوثيق ,
والجواب أن ما جمع الفريقين هو العداء للإسلام السنى وجمهور المسلمين ونظم الحكم القائمة فى المنطقة العربية , وسياسة المصالح تلك هى التى جمعت من قبل بين بشار الأسد ــ رغم كونه من الشيعة النصيرية ــ وبين قيادات إيران رغم أن إيران من الشيعة الإثناعشرية , فالخلافات يتم تناسيها تماما إذا كان العدو واحدا ,
وخطورة التطابق الفكرى بين الإخوان والشيعة أن تطابق فكرى أفضي إلى تعاون سياسي وثيق , ليس من الآن فحسب , بل منذ زمن بعيد وهو موغل حتى أيام حسن البنا نفسه وتضاعف هذا التعاون مع مجيئ الخمينى والناس تنسي أن وفود المباركة للثورة الإيرانية التى انطلقت من مصر كان على رأسها كبار مفكرى الإخوان , ولهذا اعتبرت الجماعات السلفية المناهضة للتشيع فى مصر أن جماعة الإخوان هى أول وأكبر داعم لنشر التشيع فى مصر ..
وبعد وصول الإخوان للسلطة ,
أقامت إيران أفراحها السياسية ولا شك , لأن إيران تضع مصر نصب عينيها منذ زمن طويل , ويرونها إرثا وحقا لهم منذ سقوط دولة الشيعة الإسماعيلية فى مصر , وكان نظام مبارك ومن قبله نظام السادات سدا منيعا أمام أطماع الشيعة فى مصر نظرا للخلاف السياسي السابق بينهما ,
فلما جاء الإخوان تم تنشيط التعاون السري على الفور بين الإخوان وإيران , مع إظهار العداء العلنى ــ بالتقية ــ نظرا لأن السلفيين يمثلون نصف معادلة القوة فى التيار الإسلامى ويسببون قلقا عنيفا للإخوان , هذا القلق الذى منعهم من إظهار التعاون مع الإيرانيين
إلا أن هذا أسلوب التقية لم ينطل على من يعرفون الإخوان ويعرفون الشيعة حق المعرفة , ولهذا تعالت أصوات كثيرة فى مصر تنبه وتحذر من الإنخداع بالسياسة المتلونة للإخوان , ثم ما لبث قناع التقية أن سقط عندما تسربت إلى أجهزة الإعلام أخبار الزيارات السرية التى قامت بها شخصيات أمنية إيرانية لمصر ولقائها بقيادات الإخوان لعلاج مشكلة التدهور السياسي المقلق لنظام الإخوان ,
ثم توالت الأخبار والتصريحات التى استثارت الجانب السلفي أخيرا , ونبهتهم إلى أن الإخوان لا عهد لهم , وأن التخطيط المرسوم لفتح باب مصر أمام السياحة الإيرانية ليس إلا بوابة ذهبية لنشر التشيع عن طريق الأموال وعن طريق زواج المتعة , وهو الطريق الذهبي الذى يلجأ إليه الشيعة لنشر التشيع باستغلال غرائز الشباب باسم الدين ..
ومؤخرا ألقي المفكر الكويتى الكبير عبد الله النفيسي بقنبلة مؤداها أن إيران عرضت مبلغا هائلا دعما للإقتصاد المصري نظير السماح لها بإنشاء المساجد الشيعية وتولى الإشراف على مساجد آل البيت فى مصر , وقول النفيسي هنا قول معتبر ومصدر موثوق دون شك لأن الرجل أستاذ للعلوم السياسية حصل على الدكتوراة من بريطانيا وهو متخصص أيضا فى دراسة تاريخ الشيعة كما أنه من أبرز النشطاء ضد النظام الإيرانى والأمريكى فى الخليج ..
ونحن هنا نضع هذه الحقائق من خلال تلك الدراسة بين يدى أجهزة الأمن القومى المصري مذكرين الجميع بأن الإهتمام برفض التشيع ليس من منطلق عقائدى ودينى بل هو من منطلق أمنى بحت , فالشيعة المتمركزون فى العراق ودول الخليج كانوا ولا زالوا بؤرا للإرهاب بشتى صوره , وتاريخهم فى التفجيرات الإرهابية ينافس تاريخ الإخوان , ولعلنا نذكر محاولة تفجير الحرم المكى فى بداية التسعينيات والتى أبطلها الأمن السعودى بمعجزة .. وكان وراءها عدد من السياح الإيرانيين أدلوا باعترافات كاملة فى وقتها
ناهيكم عما يمكن أن يحدث من فتن طائفية ما أغنانا عنها , إذا صار للشيعة موضع قدم فى مصر , لا سيما وأنهم أثاروا القلاقل وهم بعد قلة لا يتعدون المئات فى مدينة السادس من أكتوبر حيث حاولوا أن يصدعوا بالآذان الشيعى وسب الصحابة هناك على عادتهم فى إيران ودول الخليج , فتصدى لهم الأهالى فى واقعة مشهورة ..
إن العاقل من يتحسب لخطواته ..
ووجود الشيعة فى مصر معناه وجود خلايا جاهزة للتجسس وللعمليات الإرهابية متى تصدر إليهم أوامر مرجعياتهم التى ينفذونها بلا عقل أو وعى ..
فإن العقول التى تقتنع أن المهدى المنتظر مولود من ألف ومائتى عام ولا زال مختبئا فى سرداب سامراء إلى اليوم خوفا من العباسيين !! , هى عقول أقرب للحجارة منها إلى الكائنات الحية , وأمثال هؤلاء ليس لهم وصف إلا أنهم قنابل موقوتة تنتظر موعد التفجير ..
والله المستعان ..