الموضوع
:
اصل الانواع..هل اصل الانسان قرد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عرض مشاركة واحدة
04-12-2013, 05:38 AM
المشاركة
13
احمد ابراهيم
من آل منابر ثقافية
تاريخ الإنضمام :
Mar 2013
رقم العضوية :
12029
المشاركات:
79
تابع،،،
بينما تأرخ ظهور الحياة حدثا ضاربا فى القدم ، نجد ان ظهور الإنسان أمرا حديثاً. عاش فى شرق و وسط أفريقيا خلال عصر البلايستوسين قبل مليون إلى مليونى عام نوعا من الأسترالبيتكوس " الإنسان القردى الجنوبى". و هو جنس بشرى " هومنيد" من عائلة الإنسان ... و قد عاشت فى وقت لاحق فى البلايستوسين الأوسط عدة سلالات من الجنس هومواراكتوس " الإنسان منتصب القامة" ، المتفق على انه سلف الإنسان الحديث، الإنسان العاقل "هوم سابينز " .
وجدت أيضاً بقايا الإنسان منتصب القامة فى جاوة و الصين و أفريقيا و ربما أوروبا أيضاً.
و قد عاشت فى عصر الثلج الأخير قبل حوالى مائة ألف سنة تقريبا ، فصائل إنسان نياندرثال الذى ينتمى إلى نوع الهوموسابينز ، و احتل المساحة الممتدة من غرب أوروبا إلى تركستان و العراق و فلسطين.
يعد الكائن منتصب القامة الذى وجد فى الصين اول من استخدم النار ، كما دفن النياندرثاليون موتاهم .
و لما كان بروز الإنسان من الحيوان أمرا عظيما، فقد رأى بعض العلماء فيه تدخلا إلهيا، ذكر والاس الذى شارك دارون فى اكتشاف دور الاصطفاء الطبيعى فى التطور ، ان عقل الإنسان بثته قوى غيبية .
يقول برونر 1952 " يتميز الهيومانوم .. الإنسان .. بشئ ما تفتقده الحيوانات الأخرى تماماً، فهو يعبر عن نفسه ذاتيا بالروح و موضوعيا بخلق الثقافة .. انه بعد لا وجود له فى البيولوجيا، قانون المعايير ، القدرة على إدراك المعنى و الحرية و المسؤولية .
إذا تجاوزنا التطور البيولوجي فان التطور الفكرى يثير تساؤلات أكثر تعقيدا .
لاحظ العلماء ان الإنسان حيوان منتصب القامة ، يسير على قدمين ، و دماغه كبير إذا ما قيس بنسبة جسده، كما انه قادر على اللعب و على التفكير المجرد ، وعلى الضحك و تأليف الرموز و استخدامها، و تعلم اللغة، و التمييز بين الخير و الشر، و الشعور بالتقديس و التقوى .
كيف و متى نشأت هذه القدرات، هل أثناء انحداره من أسلافه الحيوانيين؟
لقد تجاوز التطور البيولوجي نفسه فى الثورة الإنسانية التى برز بها الهيومانوم " الإنسان العاقل" ، لكن كان هذا محل جدل ، فالذين يرون وجود فجوة لا تسد بين الهيومانوم و حالة ما قبل الإنسانية، يرتابون حتى فى وجود البداءات التى يمكن ان ينشأ منها الهيومانوم فى الحيوان ..
الذى يفوت عل هؤلاء الذين يعتقدون فى وجود الفجوات التى لا يمكن عبورها ، هو ان الجدة النوعية للحالة الإنسانية ، هى جدة النمط و ليست جدة مكوناته .
لذا فان التجاوز لا يعنى ان قوة أو طاقة جديدة هبطت من لا مكان، إنما يعنى ان شكلا جديدا من الوحدة و الانسجام قد برز للوجود.
تحدثت المسيحية عن ان الخلق تم فى ستة أيام ، و فى هذا إشارة إلى التطور ، لكنها إشارة بعيدة لا تضاهي ما قررته من الخلق المباشر " انظر سفر التكوين" .
لم يكتف الكتاب المقدس بعدم ذكر التطور ، بل ذكر تواريخ و اعمار للأنبياء يفهم منها ان بداية خلق الإنسان كانت قريبة . مع انه ليس هنالك تحديد للوقت الذى بدا فيه خلق الإنسان أو خلق ادم أبو البشر ، إلا انه قياسا للأحداث المفصلة فى العهد القديم ، و بعض التواريخ و اعمار الأنبياء ، يمكن تجميع هذه المعلومات لتقدير وقت بدء الإنسان . إلا ان هذه التقديرات أدت إلى اختلاف فى التفسير .
أخذت نظرية التفسير الحرفى من بعض التواريخ التى تم تحديدها فى حاشية بعض ترجمات الكتاب المقدس ، أخذت هذه النظرية التواريخ المذكورة لمولد و ممات الآباء كما هى بالإضافة للفارق الزمني بين مولد كل واحد من الآباء و مولد الذى يليه ، مجموعا إلى عمر سيدنا ادم عند مولد شيث ، يكون المجموع الكلى 1656 عاما من الخليقة إلى الطوفان ، 290 عاما من الطوفان إلى مولد سيدنا ابراهيم علي السلام ، بناء على ما جاء فى التوراة العبرية .
أما التقديرات التى جاءت فى الجدول الزمني لدائرة معارف الكتاب المقدس ، فان سيدنا ادم قد خلق عام 3901 ق.م ، و نوح قد ولد عام 2845 ق.م ... و ابراهيم عام 1955 ق.م .... و يعقوب عام 1795 ق.م ..... و يوسف عام 1704 ق.م .... و موسى عام 1528 ق.م .... و داؤود عام 1041 ق.م ... فإذا كان ادم الذى ورد فى الكتاب المقدس هو اول إنسان ، فان علماء الكتاب المقدس انفسهم يشعرون بالمفارقة فى هذه التواريخ ، لانه بناء على أكثر التقديرات البيولوجية و الأنثروبولوجية تحفظا ، لا تتسع للحقائق المعروفة عن عمر الأرض و لا عن عمر الإنسان على الأرض .
و من الملاحظات المثيرة على الطريقة الحرفية فى حساب الأزمنة ، أنها تجعل نوح يعيش إلى ان بلغ سيدنا ابراهيم سن السبعين ، كما تمد عمر سام حتى تجعله معاصرا ليعقوب .
هنالك بعض أوجه الشبه بين بدء الخليقة فى المسيحية و الإسلام ، تبقى بعض الفروق سببها اختلاف الزمن و تتطور العقل البشرى ، مما جعل رسالة الإسلام أكثر منطقية و دقة فى التعبير .
من تلك الفروق ان المسيحية اعتبرت قصتها جزء من الكتاب المقدس بينما اعتبرها الإسلام شروح للكتاب ، و آراء تقبل الجدل .
لقد اتفقت المسيحية و الإسلام على ان الخلق تم فى ستة أيام ، و ذكر العهد القديم ان الله استراح من عمله فى اليوم السابع !! . أما فى القران فقد قال تعالى ( و لقد خلقنا السموات و الأرض و ما بينهما فى ستة أيام و ما مسنا من لغوب) ، اى لم يصبنا تعب ، و هو تصور لله أرقى من تصور التوراة الذى جعله تعالى يتعب من العمل كما يتعب أحدنا ، و يحتاج للراحة!!.
أيضاً من تميز الإسلام انه ذكر التطور بالنص ، فقال تعالى ( و مالكم لا ترجون لله وقارا * و قد خلقكم أطوارا ) .
هذا مجملا موقف المسيحية من التطور . فما موقف الإسلام ...؟
يتواصل...
رد مع الإقتباس