عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-2013, 08:36 PM
المشاركة 35
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفائدة الخامسة والثلاثون
أركان الإسلام





أركان الإسلام: أُسُسُه التي ينبني عليها، وهي خمسة مذكورة فيما رواه ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي  أنه قال: «بني الإسلام على خمسة: على أن يوحد الله» وفي رواية: «على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان والحج»، فقال رجل: الحج وصيام رمضان، قال: لا، صيام رمضان والحج. هكذا سمعته من رسول الله . متفق عليه واللفظ لمسلم.
1- أما شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله فهي: الاعتقاد الجازم المعبر عنه باللسان بهذه الشهادة؛ كأنه بجزمه في ذلك مشاهد له، وإنما جعلت هذه الشهادة ركنًا واحدًا مع تعدد المشهود به، إما لأن الرسول  مبلغ عن الله تعالى، فالشهادة له بالعبودية والرسالة من تمام شهادة أن لا إله إلا الله، وإما لأن هاتين الشهادتين أساس صحة الأعمال وقبولها؛ إذ لا صحة لعلم ولا قبول إلا بالإخلاص لله تعالى والمتابعة لرسوله ؛ فبالإخلاص لله تتحقق شهادة أن لا إله إلا الله وبالمتابعة لرسول الله تتحقق شهادة أن محمدًا عبده ورسوله. ومن ثمرات هذه الشهادة العظيمة: تحرير القلب والنفس من الرق للمخلوقين والاتباع لغير المرسلين.
2- وأما إقام الصلاة: فهو التعبد لله تعالى بفعلها على وجه الاستقامة والتمام في أوقاتها وهيئاتها. ومن ثمراته: انشراح الصدر وقرة العين والانزجار عن الفحشاء والمنكر.
3- وأما إيتاء الزكاة: فهو التعبد لله تعالى ببذل القدر الواجب في الأموال الزكوية المستحقة، ومن ثمراته: تطهير النفس من الخلق الرذيل (البخل) وسد حاجة الإسلام والمسلمين.
4- وأما صوم رمضان: فهو التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات نهار رمضان. ومن ثمراته: ترويض النفس عن ترك المحبوبات طلبًا لمرضاة الله عز وجل.
5- وأما حج البيت: فهو التعبد لله تعالى بقصد البيت الحرام للقيام بشعائر الحج.
ومن ثمراته: ترويض النفس على بذل المجهود المالي والبدني في طاعة الله تعالى، ولهذا كان الحج نوعًا من الجهاد في سبيل الله تعالى. وهذه الثمرات التي ذكرناها لهذه الأسس وما لم نذكره تجعل من الأمة أمة إسلامية طاهرة نقية تدين لله دين الحق وتعامل الخلق بالعدل والصدق؛ لأن ما سواها من شرائع الإسلام يصلح بصلاح هذه الأسس، وتصلح أحوال الأمة بصلاح أمر دينها، ويفوتها من صلاح أحوالها بقدر ما فاتها من صلاح أمور دينها.
ومن أراد ذلك فليقرأ قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 96-99]. ولينظر في تاريخ من سبق؛ فإن في التاريخ عبرة لأولى الألباب وبصيرة لمن لم يحل دونه قلبه حجاب. والله المستعان ( ).
***


~ ويبقى الأمل ...