الموضوع
:
ll~ فوائد في العقيدة ~
عرض مشاركة واحدة
04-09-2013, 07:49 PM
المشاركة
27
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7870
المشاركات:
17,197
الفائدة السابعة والعشرون
الاستغاثة وأقسامها
الاستغاثة: طلب الغوث وهو الإنقاذ من الشدة والهلاك؛ وهو أقسام:
الأول: الاستغاثة بالله عز وجل، وهذا من أفضل الأعمال وأكملها وهو دأب الرسل وأتباعهم، ودليله ما ذكره الشيخ رحمه الله: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9]، وكان ذلك في غزوة بدر حين نظر النبي إلى المشركين في ألف رجل وأصحابه ثلاثمائة وبضعة عشرة رجلاً فدخل العريش يناشد ربه عز وجل رافعًا يديه مستقبل القبلة يقول: «اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض». وما زال يستغيث بربه رافعًا يديه حتى سقط رداؤه عن منكبيه فأخذ أبو بكر رضي الله عنه رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه، وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله هذه الآية.
الثاني: الاستغاثة بالأموات أو بالأحياء غير الحاضرين القادرين على الإغاثة؛ فهذا شرك؛ لأنه لا يفعله إلا من يعتقد أن لهؤلاء تصرفًا خفيًا في الكون فيجعل لهم حظًا من الربوبية قال الله تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [النمل: 62].
الثالث: الاستغاثة بالأحياء العالمين القادرين على الإغاثة فهذا جائز كالاستغاثة بهم، قال الله تعالى في قصة موسى: {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ} [القصص: 15].
الرابع: الاستغاثة بحي غير قادر من غير أن يعتقد أن له قوة خفية؛ مثل أن يستغيث الغريق برجل مشلول؛ فهذا لغو وسخرية بمن استغاث به فيمنع منه لهذه العلة، ولعلة أخرى وهي الغريق ربما اغتر بذلك غيره فتوهم أن لهذا المشلول قوة خفية ينقذ بها من الشدة( ).
***
الاستعاذة: طلب الإعاذة، والإعاذة: الحماية من مكروه؛ فالمستعيذ محتم بمن استعاذ به ومعتصم به. والاستعاذة أنواع:
الأول: الاستعاذة بالله تعالى؛ وهي المتضمنة لكمال الافتقار إليه والاعتصام به واعتقاد كفايته وتمام حمايته من كل شيء حاضر أو مستقبل، صغير أو كبير، بشر أو غير بشر، ودليلها قوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} [الفلق: 1، 2]... إلى آخر السورة، وقوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ}
[الناس: 1-4]... إلى آخر السورة.
الثاني: الاستعاذة بصفة من صفاته؛ ككلامه وعظمته وعزته ونحو ذلك، ودليل ذلك قوله : «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق»( )، وقوله: «أعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي»( )، وقوله في دعاء الألم: «أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر»( )، وقوله: «أعوذ برضاك من سخطك»( )، وقوله حين نزل قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} [الأنعام: 65] فقال: «أعوذ بوجهك».
الثالث: الاستعاذة بالأموات أو الأحياء غير الحاضرين القادرين على العوذ؛ فهذا شرك، ومنه قوله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} [الجن: 6].
الرابع: الاستعاذة بما يمكن العوذ به من المخلوقين من البشر أو الأماكن أو غيرها؛ فهذا جائز، ودليله قوله في ذكر الفتن: «من تشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو معاذًا فليعذ به». متفق عليه. وقد بين هذا الملجأ والمعاذ بقوله: «فمن كان له إبل فليلحق بإبله». الحديث رواه مسلم، وفي صحيحه أيضًا عن جابر رضي الله عنه أن امرأة من بني مخزوم سرقت فأتى بها النبي فعاذت بأم سلمة... الحديث، وفي صحيحه أيضًا عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي قال: «يعوذ عائد بالبيت فيبعث إليه بعث»... الحديث؛ ولكن إن استعاذ من شر ظالم وجب إيواؤه وإعاذته بقدر الإمكان، وإن استعاذ ليتوصل إلى فعل محظور أو الهرب من واجب حرم إيواؤه ( ).
***
~
ويبقى
الأمل
...
رد مع الإقتباس