عرض مشاركة واحدة
قديم 04-05-2013, 11:35 AM
المشاركة 12
احمد ابراهيم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأخ الفاضل ايوب و الأخوة و الأخوات المتداخلين تحيات زاكيات ، سعادتى لا توصف بانضمامى و سماحكم لى بالمشاركة فى إثراء الحوار ، أرجو ان أكون أهلا لها .

لقد أحسن الأخ ايوب بإثارته لهذه القضية . فنظرية التطور أصبحت الآن علم يدرس و يتم الإفادة منه فى كافة مجالات العلوم التطبيقية و النظرية و الفلسفية .

ظهرت نظريات التطور الكونى اللاعضوى قبل ظهور نظريات التطور العضوى الحيوي . ذكر لابلاس ان الشمس كانت كره من الغاز الملتهب انفصلت أجزاء منها بفعل قوة الطرد المركزي فشكلت الكواكب و الأقمار .

تقول نظرية الثبات و روادها هويل و بوندى ان الكون فى حالة اتساع ، و تمدد، وخلق مادة جديدة ، كما يهدف لجعل كثافة المادة فى الكون فى حالة ثبات ، لذا فان مجرات عديدة تتكون كل يوم كما تنفذ طاقة نجوم قديمه ليستمر هذا الثبات للكثافة الكونية .

أما نظرية الانفجار العظيم فإنها تفترض ان الكون نشأ قبل عشرة إلى خمسة عشر بليون سنة ، وان البداية كانت انفجار كبير بلغت حرارته بليون درجة مئويه ، وان مركز الانفجار ظل ملتهبا و تكونت منه الشمس إلا ان الأطراف بردت و تكونت من ذلك الكواكب و الأقمار .

يعتبر دارون رغم انه مسبوق بآخرين ، المكتشف الحقيقى للتطور البيولوجي الذى يعتبر التطور الوسيط فى ثلاثى التطور ( الكونى، البيولوجي ، الإنساني ) لثبات نظريته فى وجه الزمن .
الفرضية الأساسية فى هذه النظرية هى ان التطور يحدث بشكل رئيسى من استجابة النوع البيولوجي لتحديات بيئته .
لقد تصور دارون ان الاصطفاء " الاختيار " الطبيعى هو ألطريقه التى تستجيب بها الكائنات الحية لتحديات البيئة ، لكن الفهم الجديد الناتج عن علم البيولوجي يقرر ان المادة الخام للتطور فى الجينات المغايرة التى تنتج عن الطفرات الوراثية ، يشبه البعض الاختيار الطبيعى بالمنخل لانه يحجز الطفرات القليلة المفيدة و يدع الضارة المثيرة تمر.

السؤال الذى يطرح نفسه:
- هل التطورات الكونية و البيولوجية و الإنسانية صيرورات منفصلة أم أنها أجزاء أو مراحل لتطور كونى واحد؟

يقدر العلماء عمر الأرض بحوالي بليونى سنة أو أكثر . لقد نشأت الحياة اول مره فى ظروف بيئية مختلفة عن تلك القائمة الآن . تكون الغلاف الجوى عندما بردت الأرض برودا يكفى لتكثف بخار الماء و تكوين المحيطات من غازات مثل الميثان و الهيدروجين و الأمونيا و ثانى أكسيد الكربون مع كميات اقل من النيتروجين .
تمت دراسة التفاعلات التى يمكن حدوثها فى مثل هذه الخلائط دراسة واسعة فى المختبرات ، دلت على احتمال تكوين الفورمالدهيد و حامض الخليك و السكسنك و حوالى عشرة أحماض أمينية .
هذه ومواد أخرى اشد تعقيدا و لا يتم تكوينها أساسا الآن إلا فى الكائنات الحية . نشأت و تراكمت فى محلول مياه المحيطات الخالية تماماً من الحياة جاعلة منها نوع من " حساء " المركبات العضوية .
يرى العلماء ان هذه المكونات الصغيرة تجمعت فى جزيئات كبيرة تستطيع استنساخ ذاتها ، على ان الاستنساخ الذاتي وحده لا يعتبر دليلا على ان النسق الذى قام به حيا ، لكنه مع ذلك يعتبر من الشروط الضرورية للحياة .
فتطور هذا النسق يمكن ان يتوقف بسبب إنهاك البيئة أو حدوث تغييرات تقلل من كفاءته " الانقراض" . و يمكن لو ظهرت انساق الاستنساخ الذاتي مرارا ، يكون معظمها قد ضاع دون ان يترك خلفا .

الذى يهم هو ان نسقا واحدا على الأقل قد بقى و " ورث الأرض " بان اصبح نقطة بدء التطور البيولوجي .

يتواصل