الليَّلُ يمَضِيْ وَقَلْبُ الَصَّبُ يَحْتَرِقُ
إنْ لَمْ يُعَاجَلْ فَهُو فِيْ آخِرِ الَّرَمَقُ
يَنْتَابُهُ الَظَّنُ حِينَاً ثُمَّ يَتْرُكُهُ
وَيُضْرِمُ الوَجدُ نَارَ الشَّوقِ وَالقَلَقُ
رَسَائِلُ الحُبِ نَبْضٌ لا أُسَمِيَهَا
إلا الجَوَى وَالنَوَى والَخوف والحَْمَقُ
فَأينَ ليِ مِنْ نديمٌ غَيرَ قَافِيتي؟
أينَ المَفَرُ ؟ مِنْ الآهَاتُ والأرَقُ!!
سحائبُ الغيثِ مَا صبَتْ مَدَامِعُهَا
إلا لأنِّي بِنَارِ الوَجْدِ أحتَرِقُ
غِبْتُم فَمَا صَدَّقَ العُذَّالُ أعيُنَهُم
حَتَى رأوها تُسَدُّ السُبُلُ والطُرُقُ
فَإن جَمَعنَا بِكُم حَظَاً فَنأمُلُهُ
وإن نَأيِنَا فَوَعداً يَمْلأُ الأفُقُ
لايبرح القلب حباً من محبتكم
وَلا يَغْيِبُ لَكُمْ طَيفَاً وَلا عَبَقُ
في العينِ يَنْشَأ سَحَابَ الدَّيمِ وَابِلُهُ
لا رُعْبَ يَحْمِلْ وَلا هَدمٌ وَلا غَرَقُ
(والحُبُ مَا الـحُب إلا يَا أحِبَتَنَا
ما يَحْمِلُ القَلْبُ لا مَا يَحْمِلُ الَوَرَقُ)