الموضوع
:
الشعر بين التلوث والفقدان
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
2
المشاهدات
4788
عبدالله باسودان
أديـب وشاعـر
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
المشاركات
324
+
التقييم
0.06
تاريخ التسجيل
Jul 2011
الاقامة
رقم العضوية
10158
03-30-2013, 07:21 PM
المشاركة
1
03-30-2013, 07:21 PM
المشاركة
1
Tweet
الشعر بين التلوث والفقدان
الشعر بين التلوث والفقدان
عندما ننظر إلى واقع إشكالية الشعر الحديث بعين الناقد المطلع على أكثر ما قيل فيه من آراء متصادمة نرى أنفسنا وكأننا – مع الأسف – ندور في حلقة مفرغة ، بل إننا أكثر من ذلك نرى من خلال هذه التصادمات كثيرًا من الشعراء الحديثين لم يعوا إلى الآن ماهية الشعر الحديث بل ماهية الشعر بمعناه الشمولي الحق ، فالشعر شكلاً ومضمونًا لدى شعرائنا المحافظين ليس إلا شعورًا ووزنًا مقفى ، وبالعكس لدى شعرائنا "الحديثين" فهو شعور مرتبط بموسيقى متحررة من التكرار المقفى العروضي . إذ إن المعركة الدائرة بين الفريقين ليست معركة مضمون كما يخال وإنما هي ليست إلا معركة وزن مقفى . هكذا نرى الشعر من خلال هذه المعارك .
إننا لا نبالغ إذا قلنا صراحة إن بعض شعرائنا ونقاد الشعرلم يعوا حقيقة هذا الشعر، فنحن عندما نطالع كثيراً ما كتبه النقاد والشعراء عن الشعر وماهية الشعر نراهم لا يخرجون عن نطاق الشكل وليس المضمون ، فهم يتخبطون خبطًا عشوائيًا كأنهم لا يريدون الفكاك منه .
إن انعدام روح البحث عن الجذور الأصيلة لمأساة واقعنا الحضاري في جميع المجالات ما هي إلا المأساة ذاتها التي تنخر – لا شعوريًا – أقبية عقول هؤلاء النقاد والشعراء المصابين بالتلوث والفقدان تجاه إشكالية الشعر الحديث ، فمن المستغرب أن نقرأ لكاتب " كبير" من الفريق الأول كعباس العقاد يقول بأن الشعر " ليس إلا موسيقى لغوية أولاً وقبل كل شيء ثم تأتي العاطفة والشعور أخيرًا ، وأن كل ما عداه ما هو إلا زيف وهراء " ، وأن الشعر برأي نزار القباني وهو من زعماء الفريق الثاني ما هو إلا شعور متحرر من مترسبات قوالب التقليد وان كل ما عداه من أعمدة شعرية مقفية عصماء ما هي إلا حقيقة منعدم فيها المعنى الكامل لروح الشعر الحديث .
وإذا نظرنا إلى أكثر القصائد لشعراء حديثين نراها دائمًا متلوثة بعقدة " التحرر " التي ترن في مسامع كل من هب ودب ؛ فقصائدهم من ذلك النوع المصاب بالتلوث والفقدان تلوث القصيدة بعقدة "التحرر" وفقدانها لروح الأصالة الشعرية الحقة ، فإذا تناولنا أعظم قصيدة لشاعر كبير من الشعراء الحديثين كنزار قباني مثلاً ، نجد أن التحرر لديه ما هو إلا الشكل فقط.
يتبع .....
رد مع الإقتباس