الموضوع
:
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
عرض مشاركة واحدة
03-16-2013, 06:12 PM
المشاركة
945
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
والان مع العناصر التي شكلت الروعة في رواية
رقم 18-
لا أحد ينام في الإسكندرية
–
إبراهيم عبد المجيد
–
مصر
-
في روايته
الرائعة «لا أحد ينام في الإسكندرية» يرسم الروائي الإسكندراني إبراهيم عبدالمجيد
صورة للمجتمع المصري في نهاية الحرب العالمية الثانية، من خلال أسرتين إحداهما
مسلمة هاجرت من الريف لتستقر في الإسكندرية بحثا عن الرزق وتجاور أسرة مسيحية،
وتنشأ بين الأسرتين علاقات اجتماعية تتجاوز كل الاختلافات لتواجه حالة الحرب التي
يعيشها العالم
.
-
تفرد الرواية صفحات طويلة لمظاهر التعايش الجميل، والاحترام المتبادل
بين الجميع، تغيب إلا قليلاً نعرات التعصب والاحتقان بين شريكي الحياة في المجتمع،
يصوم دميان مع مجد الدين رمضان، ويتشاركان معاً الصوم الكبير، والأربعاء والجمعة
.
تتداخل أعياد الفصح مع الفطر، وتعم البهجة الجميع في المناسبات. ينتقل الصديقان
للعمل في العلمين غرب الإسكندرية، يعيد مجدالدين زوجته إلى القرية، تودع زهرة مريم
وإيفون دامعة، وتوصيهما خيراً بكامليا التي انقطعت اخبارها بعد قصة العشق، والتي
تحولت بعد ذلك إلى راهبة صاحبة كرامات
.
-
ل
ا أحد ينام في الإسكندرية تدور أحداثها عشية
الحرب العالمية الثانية.
وهي تسرد وقائع وأحداث كانت الإسكندرية مسرحاً لها في
الأربعينات،
ترصد الرواية طبيعة العلاقة بين شرائح المجتمع الإسكندري الغني بألوانه
المتهددة، والذي واجه تداعيات الحرب العالمية الثانية التي كانت لها انعكاسات كبيرة
على المجتمع المصري
.
-
بطل الرواية انتزع من قريته عنوة
ليستقر في الإسكندرية المدينة الغريبة بالنسبة إليه، لكنه سرعان ما أصبح جزءاً منها
إذ تربطه علاقة جميمة بدميان القبطي، وهي علاقة تجسد روح التسامح والإخوة التي كانت
سائدة بين الإسكندريين
.
-
الرواية
تؤرخ لأحداث سياسية
كبيرة ولتحولات هامة مرت بها الإسكندرية
عموماً ومصر خصوصاً أفصح فيها الكاتب عن
مكنونات أبطاله وحالاتهم النفسية العميقة التي كانوا يمرون بها، باسلوب روائي حاذق،
امتزجت فيه الواقعية بمسحة أسطورية
تجسدها شخصية البهي، وبهية التي كانت تطارده
أينما حل
.
-
لقد كره البهى مبكراً كل محاولة لأن يتعلم حرفاً في الكتاب أو
الزاوية أو البيت. ولم يكره شيئاً مثل كرهه للفرحة والفلاحين! قالوا ذلك لوسامته،
وقالوا لهيبة في قلبه، وقال الأب دائماً والحسرة في عينيه "هكذا هو خلقة".
-
اختارت
له الأم اسم "البهى" لأنها ولدته في ليلة السابع والعشرين من رمضان. لقد رأت وهو
ينزلق منها طاقة نور يخرج معه تضئ الحجرة وتمشى على الجدران
.
-
وبكت القابلة وهي تلفه في القماط، وتقول لأمه أن تخفيه عن العيون،
فهو فضلاً عن طاقة النور التي خرجت معه، ولد مختوناً، إنه ولد طاهر من البداية
منذور لخير عميم
.
وهكذا لم ير الناس البهى إلا حين
استطاع المشي، فتسلل من كوة الباب الخشبي الكبير، وتدحرج في الزقاق الضيق يحيط
بوجهه الضوء العجيب, ولم ينته جزع الأم إلا بعد أن أنجبت بعده ثلاث بنات ثم مجد
الدين. لم تعد أم الذكور فقط. جزع الأب هو الذي لم ينته.
-
لقد فطن بكراً إلى أن في
عيني البهي نزفاً غير مألوف في العائلة، مع أن للعيون في العائلة اللون الأخضر نفسه
الذي أخذه الجميع من الأم، في عيني البهي وحده اللون الأزرق! وهذا أيضاً عجيب
.
-
ما كاد البهي يبلغ مرحلة الصبا، حتى راح يخرج من
الدار مع الصباح، ولا يعود إلا في المساء، لينام دون حديث مع أحد. لم يسأله أحد أين
يمضي يومه. الأم ممتلئة بالحنان، والأب لا يستطيع أن يفسر لنفسه، هذا الضعف الذي
قذف به الله إلى قلبه تجاه الغلام.
-
شيئاً فشيئاً صار البهي وسط العائلة مثل خيال،
يخرج الإخوة في الصباح الباكر إلى الحقول، ويخرج هو بعدهم لكن لا يعرف أحد إلى أين،
يعودون في المساء متعبين ليتناولوا عشاءهم ويناموا مبكراً، وتظل الأم لا تنام، إلا
بعد أن تسمع صرير كوة الباب، وخفقات قلب البهي المتسلل عائداً.
-
ثم راح يغيب لأكثر
من يوم وليلة ويعود ينام في أقرب مكان يقابله، مع البهائم، مع الدجاج، فوق الفرن،
في الباحة بين الحجرات. المهم أنه لم يعد ينام في حجرة بها أحد من إخوته، ولا يزال
الأب لا يدري سر هذا الضعف الذي يتملكه أمام ابنه العجيب، والابن المسالم لا تأتي
من جرائه أي شرور حتى الآن، ثم انكشف سر البهي وملأ فضاء
القرية
...".
-
فر رد على سؤال يقول الروائي" في
أعمالي القضايا الكبرى ليست مباشرة, انما هي عناصر في تكوين الشخصيات، من أجل عرض
قضايا اكبر"
.
-
ربما كانت روايتي الاولى( في الصيف 1967) مكرسة- كما هو واضح من
عنوانها- لإعادة تقييم ما أتت به النكسة؛ لكن رغم ذلك فهذه الرواية حملت حوارا عن
العالم و الوجود، هو اوسع من السياسة.
-
ففيها من شعر الحلاج، و غيره، الكثير... إذن
من البداية القضايا الكبرى موجودة، و لكن الى جانب، و بالتماذج مع قضايا الحياة
اليومية, و هذا ما ظهر بشكل اوسع في روايتي الثانية( المسافات)، التي احتلت فيها
قضايا الوجود المكان المحوري, و اصبحت السياسة و القضايا الكبرى روافد خفيفة.. فهي
رواية مكان طارد للبشر- كأنها بحث عن فردوس مفقود
.
-
ويقول " أنا أكتب عن الاسكندريه لأنني ممزوج فيها. و
لا أجد فصلا بيني و بينها. فأنا لا أكتب لأني أريد ذلك؟ بل لأني و إياها شيء واحد
,
و اذا كان ثمة فضل لأحد الطرفين فهو للاسكندرية, و ليس لي. انا ولدت فيها لكنها هي
التي صنعتني: تاريخها، حاضرها، ملاهيها، ناسها، و ثقافتها.. كل هذا كون ابراهيم عبد
المجيد
.
-
وفي رد ان كان
أشخاص رواياته ممسوسون بجنون خفي، يكشف طيبتهم و عمقهم معاً؛ وهل هم أنبياء منتظرون؟
يقول
"
الممسوسون في رواياتي هم كذلك بسبب من عدم توافقهم مع المجتمع. فهم أشخاص أكثر
براءة من غيرهم. لا يستطيعون تحمل كل هذه القسوة، فيخرجون إلى مدار كوني آخر
يرتاحون فيه"
.
رد مع الإقتباس