الموضوع
:
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
عرض مشاركة واحدة
03-14-2013, 03:29 PM
المشاركة
942
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
وألان مع سر العناصر التي صنعت الأفضلية والروعة في
رواية
:
17
أنا
أحيا
-
ليلي بعلبكي
–
لبنان
- في
شتاء عام 1958 أعلنت مجلة «شعر» عن صدور رواية عنوانها «
أنا
أحيا
»
لكاتبة لبنانية شابة تدعى ليلى بعلبكي، وورد في الإعلان أن هذه الرواية «سيكون لها أثر بعيد في مستقبل
الرواية العربية».
-
كان الإعلان لافتاً جداً في مضمونه أولاً وفي تبني مجلة «شعر
»
لعمل روائي، هي التي لم يشغلها سوى الشعر وحده.
-
ولم تمضِ أشهر حتى راجت الرواية
ولقيت نجاحاً كبيراً في الأوساط النقدية وأضحت بمثابة حدث روائي في بيروت الستينات،
مدينة الحداثة، وبعض العواصم العربية.
-
ولم تلبث الرواية أن أصبحت أشبه بـ
«
الظاهرة»، وكان يكفي ذكر
«
أنا
أحيا
»
حتى ترتسم صورة
بطلتها لينا فياض في أذهان الكثيرين، نقاداً وأدباء وقرّاء
.
-
في
موسوعة «الكاتبة العربية» (المجلس الأعلى للثقافة في مصر) وفي الجزء الذي تناول
الرواية النسائية اللبنانية اختارت الناقدة يمنى العيد
«
أنا
أحيا
»
كأولى الروايات
النسائية الحديثة واصفة إياها بأنها «شكّلت علامة بارزة على تطور الكتابة الروائية
العربية في لبنان».
-
هذه «المرتبة» التي احتلتها
«
أنا
أحيا
»
سابقاً ما زالت
تحتلها تاريخياً، فهي الرواية الأولى «الفضائحية» في المعنى الوجودي العميق التي
تعلن تمرّدها أولاً على الإرث الروائي اللبناني (من زينب فواز إلى توفيق يوسف
عوّاد) جاعلة مدينة بيروت إطاراً مكانياً و «العصر» الحديث إطاراً زمنياً.
-
كما أعلنت
تمرّدها على الفن الروائي الكلاسيكي أو التقليدي وعلى مفهوم الشخصية
الإيجابية وعلى النظام اللبنائي مانحة «ال
أنا
»
الراوية الفرصة لتتداعى بحرية وتوتر وتصبح المحور الرئيس
الذي تدور حوله «الأحداث
»
وتنطلق منه
.
-
ظلت رواية
«
أنا
أحيا
تشغل النقد
والإعلام. وتأثر بها جيل من الروائيات بدأ يبرز وفي طليعته منى جبور التي تأثرت
بـ
«
أنا
أحيا
»
كثيراً، وبدا هذا
الأثر بيّناً في روايتها «فتاة تافهة» (1962) وجاء الاثر من نواح عدة: اللغة، التداعي، التوتر،
بناء الشخصية الرئيسة» ندى» التي تشبه شخصية «لينا» في
«
أنا
أحيا
».
ولم تتوان عن
استخدام عبارة
«
أنا
أحيا
»
في روايتها مستوحية
أحوال التمرّد والاحتجاج التي حفلت بها
رواية بعلبكي.
-
رواية
أنا
أحيا
»
لا تخلو من المتعة
وإن فقدت الرواية بعضاً من الجرأة التي تميزت بها لا سيما عبر شخصية البطلة
–
الراوية التي أعلنت أقصى تمرّدها على القيم والثوابت و «الأصنام» المعاصرة والعائلة
والجامعة والأيديولوجيا… بحثاً عن الحرية، الحرية الفردية خصوصاً.
-
شخصية البطلة شخصية سلبية
بامتياز (في مفهوم البطل السلبي) عمرها بين التاسعة عشرة والعشرين، عنيفة وشرسة
ورقيقة في آن واحد، تكره الحياة وتسعى إليها، تعيش في الواقع وتحلم
… «
بطلة
»
متناقضة، تعاني الوحدة و «القمع» العائلي، تكره والدها
وتسخر منه، رجلاً ذكورياً وزوجاً وتاجراً ينتمي الى طبقة الأثرياء الجدد. علاقة
«
أوديبية» ولكن في الوجهة المعاكسة. تفضحه يتلصص على «الجارة المترهلة» هو الثري
الذي يفيد من المآسي والأزمات ليتاجر بالقمح وسائر السلع بين لبنان ومصر وبريطانيا
…
وتبلغ بها الكراهية حتى لتصفه بـ «الأحمق» وتحتقره.
-
أما الأم فلم توفرها بدورها من
بغضائها. إنها في نظرها أنموذج عن المرأة التقليدية التي لا تعرف من الحياة إلا طهو
الطعام وتربية الأبناء ومشاركة الزوج فراشه عندما يريد هو. امرأة خاضعة لسلطة
«
الذكر» تشفق عليها وتشمئز منها وتعاندها: «منظر لحم والدتي يثير قرفي منها»… ولعل
هذا الموقف من الأم وبعض النماذج النسائية الأخرى يبعد الرواية عن مضارب الأدب
النسوي. فقتل الذكر مجازاً يقابله قتل الأنثى مجازاً أيضاً.
-
لم يقم في الرواية صراع
صريح بين الذكورة والأنوثة كقطبين مضادّين. فالراوية تحتقر الرجل التقليدي مثلما
تحتقر المرأة التقليدية
.
-
إنها لينا فياض التي تتولى فعل السرد وتؤدي دور
ال
أنا
–
الراوية.
-
تخبر في المستهل أنها قصّت شعرها الجميل في موقف
عدائي من «الأنظار» التي يلفتها هذا الشعر: «لمن الشعر الدافئ المنثور على كتفيّ؟
أليس هو لي…؟ ألست حرة في أن أسخط عليه…؟» تقول. عبارة «ألست حرة» ترددها دوماً
ممارسة فعل الحرية وإن كان ثمنه باهظاً في
أحيا
ن
.
-
ولعل إصرارها على السير تحت المطر وعلى استقلال القطار
(
الترام) هي ابنة العائلة الثرية يمثل أحد وجوه الحرية التي تبحث عنها وتعجز عن
تحقيقها. المطر يغسل جسدها من
«
وحول» السلطة بل «السلطات» التي طالما خضعت لها ويمنحها
لحظات من التحرر
.
-
التحقت بالجامعة الأميركية ثم تركتها من دون أن تنال أي
شهادة. إنها تكره أيضاً الدروس وأفكار الأساتذة على رغم الأسئلة الكثيرة التي
تطرحها على نفسها، أسئلة سياسية وفلسفية وفكرية. تحاول أن تعمل في مؤسسة وتفشل
وسرعان ما تقدم استقالتها الى المدير «البصّاص» الذي ودّت ذات مرة أن تقطع ساقها
التي كان ينظر إليها بشهوة وترميها في عينيه فيسيل دمها في فمه كما تعبّر.
-
واللافت
أن المؤسسة التي عملت فيها فترة هي «مكتب دعاية ضد الشيوعية»، لكنها لم تعر الأمر
أي اهتمام هي التي تناهض الاستعمار وتدافع عن فلسطين والجزائر في حربها ومصر في
مواجهتها الاعتداء
…
رد مع الإقتباس