الموضوع
:
قنابل الخرباوى فى ( سر المعبد ) ؟!
عرض مشاركة واحدة
02-22-2013, 11:01 PM
المشاركة
2
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
Jan 2006
رقم العضوية :
780
المشاركات:
1,201
وبالتالى :
فخطورة وأهمية مشروع الخرباوى لا تكمن فى أنه يقدم جديدا للساحة النقدية فقط , بقدر ما تكمن فى أنه يقدم الأدلة والبراهين على ما عجز المفكرون عن إثباته طيلة العقود السابقة ,
ولكى يتعرف القارئ على الفارق والدوى الهائل الذى أحدثته قنابل الخرباوى فى سر المعبد , سنورد عناصر التفرد متتابعة تاركين التفصيل لمن أراده فى الرجوع للكتاب نفسه ..
أولا
: أخطر ما ورد فى كتاب الخرباوى هو كشفه عن الصلة الوثيقة بين تنظيمات التكفير (
وأشهرها تنظيم جماعة المسلمين التى أسسها شكرى مصطفي وعُرفت إعلاميا بالتكفير والهجرة
) وبين الإخوان ,
وهذه الصلة ليست جديدة من ناحية كشفها اليوم فقد سبق إلى كشفها
د. رفعت السعيد
فى موسوعته الشهيرة (
الإرهاب المتأسلم
) والصادرة عن أخبار اليوم فى ثلاثة أجزاء أفرد السعيد فيها جزءا منفردا عن شكرى مصطفي لكنه قدم القرائن على وجود صلة مباشرة بين شكرى مصطفي والإخوان ..
وعجز عن تقديم الأدلة لافتقاده المصادر من الداخل
أما
الخرباوى
فقد قلب المعبد حقيقة على رءوس الإخوان إذ أنه قدم الأدلة من خلال شهادات واضحة , ليس فقط عن الصلة الفكرية بين شكرى مصطفي والإخوان , بل الصلة التنظيمية أيضا ! , وكان من المفاجآت المذهلة أن
مصطفي مشهور
المرشد الخامس للإخوان زكّى شكرى مصطفي ورعاه , فى نفس الوقت الذى كانت الإخوان فيه لا زالت تروج لفكرة أنهم نبذوا العنف وتابوا عنه وأنهم بريئون من أحداث الإرهاب منذ عام 1965 وحتى اليوم !
كما نسف الخرباوى فكرة التسامح الدينى التى روج لها الإخوان طيلة عقود حكم مبارك بكشفه عن استمرار التنظيم القطبي ــ
المنسوب لسيد قطب
ــ وتمكنه من قيادة الإخوان منذ أواخر مرحلة
عمر التلمسانى
وذلك عقب عودة ( تنظيم العشرات قطبيو الفكر ) من الخارج بزعامة مصطفي مشهور ــ عضو النظام الخاص القديم ــ مع مجموعته كاملة ,
وهذه المجموعة ببساطة هى كل أعضاء مكتب الإرشاد القائم على قيادة الإخوان الآن !!
ثانيا
: عجز خصوم الإخوان عن إيجاد الدليل الذى يثبت تورط الإخوان فى دعم جماعات العنف بعد عودتهم فى عصر السادات , وجاء الخرباوى ليقدم للباحثين مفاجأة أخرى تمثلت فى كشفه بالدليل ـــ
ومن خلال شهادات قيادات الإخوان له
ــ عن عودة النظام الخاص الذى أعلن الإخوان مرارا عن تخليهم عنه وتفكيكه ..
فإذا بالخرباوى يكتشف أن مصطفي مشهور أعاد
قسم الوحدات
للعمل , ومنذ زمن طويل , وقسم الوحدات هو القسم الذى أنشأه حسن البنا وكان يتكون من شقين ,
شق المقاتلين الذى تصدر المشهد باعتباره النظام الخاص الذى قام بعمليات الإرهاب والقتل فى زمن فاروق ,
والشق الآخر وهو تنظيم الإخوان داخل الجيش والشرطة !!
وحقيقة لقد توقفت كثيرا أمام قسم الوحدات فى شقه الثانى
!
وقد سألت الأستاذ الخرباوى نفسه , كيف تمكن الإخوان من تجنيد بعض ضباط الجيش والشرطة خلافا لتنظيم القضاة , لا سيما فى ظل رقابة أجهزة أمن ومخابرات مبارك , وهل كانت مباحث أمن الدولة والمخابرات العامة فى غيبوبة وهى تغفل عن ذلك الأمر !
فأجابنى
.. إن نظرتنا نحن الشعب لأجهزة أمن مبارك كانت ينطبق عليها المثل الشهير (
الصيت ولا الغنى
) والدليل على ذلك ما تم كشفه للعيان ــ ولم يعد سرا ــ أن هناك شخصيات مرموقة فى الجيش والشرطة والقضاء ثبت انتماؤها للإخوان وتكفينا فى هذا الشأن مفاجأة انتماء تيار (
قضاة الإستقلال
) للإخوان !
والأكثر صدمة من ذلك هو كشف انتماء
اللواء عباس مخيمر
وكيل المخابرات الحربية السابق للإخوان , والمفارقة المذهلة فى هذا الكشف لا تكمن فقط فى حساسية منصب مخيمر بل المصيبة تمكن فى أن طبيعة مسئولية مخيمر داخل المخابرات الحربية كانت مهمتها هى الكشف عن أى اختراقات للجيش من التنظيمات الدينية !!
أى أن الرجل المسئول عن كشف الضباط ذوى الإتجاهات الدينية التنظيمية هو نفسه عضو فى أخطر هذه التنظيمات
!!
وهذه فضيحة رهيبة لا أعرف لها مثيلا فى العالم أجمع إلا مثال واحد فقط لا زال يتم تدريسه فى أجهزة المخابرات العالمية باعتباره المثال الكامل على اختراق جهاز مخابرات معاد , وأعنى به تمكن السوفيات من تجنيد مسئول مكافحة النشاط الشيوعى نفسه فى المخابرات البريطانية ! ,
وكادت قلوب مسئولى المخابرات البريطانية تتوقف عند هذا الإكتشاف لا سيما بعد أن تمكن العميل السوفياتى من الهرب سالما إلى السوفيات ليقلدوه أكبر وسام هناك نظير خدماته ..
ثالثا :
عشنا فى مصر وهما كبيرا هو تصور أن الإخوان طيلة عصر مبارك كانوا يمارسون العمل السياسي ــ دون العمل السري ــ ويسعون من خلاله للوصول إلى الحكم أو على الأقل المشاركة فى الحكم من خلال الصفقات مع النظام , وتعامينا عن كثير من الإشارات التى كانت تومئ إلى طبيعة تخطيط الإخوان وأخطرها قضية (
سلسبيل
) التى تفجرت عام 1992 م وكانت بداية الصراع الباطش بين مبارك والإخوان , وتم اتهام خيرت الشاطر وغيره من رموز التيار القطبي داخل الإخوان ومحاكمتهم محاكمة عسكرية ,
وكان أخطر ما كشفت عنه القضية هو وثيقة ( فتح مصر ) !! , والمنسوبة
لخيرت الشاطر
والتى وجدتها أجهزة الأمن داخل مكتب الشركة ,
وأقول رغم هذا الدليل الفادح الفاضح عن فكر الإخوان الذين يعتبرون حكمهم فتحا جديدا لمصر , وهذا معناه بالتبعية أنهم يكفّرون من سواهم بطبيعة الحال فالفتح لا يكون لبلد مسلم أصلا ,
رغم هذا الدليل الواضح إلا أننا أيضا تعامينا عنه فى حينه , كما تعامينا عن سائر الإتهامات الموجهة لفكر الإخوان فى عصرها الحالى باعتبارها جماعة تكفير للمجتمع , وكان السبب الرئيسي لهذه الغفلة المطبقة هو كراهيتنا وعدم ثقتنا أساسا فى نظام مبارك , مما دعى الغالبية العظمى ــ عدا كُـتّاب وإعلام النظام ــ إلى إهمال تلك الإتهامات واتهام النظام ذاته بالتلفيق !
وجاء كتاب الخرباوى ليكشف عن صحة الوثيقة والخطة , بل ويكشف عن أن الإخوان قد قطعوا أشواطا كبيرة فى الخطة بالفعل , وأنهم حددوا أيضا وبدقة مبنية على الاستعدادات , كيفية وتوقيت وصولهم للحكم والذى حددوه فى عام 2018 تقريبا , وذلك قبل أن تفاجئهم الثورة
وصرح بعض قيادات الإخوان الكبار للخرباوى فى وضوح أنهم يتوقعون الوصول للحكم فى هذا التوقيت وعن طريق الجيش بالتحديد !!
رابعا :
من القنابل الفكرية داخل الكتاب أيضا ما كشفه الخرباوى من سيطرة فكر التكفير على قيادات الجيل الحالى للإخوان منذ تولى مصطفي مشهور أمور الجماعة , وأنهم بلا استثناء طبقوا حرفيا منهج سيد قطب القائم على تكفير النظام والمجتمع واعتباره يعيش جاهلية جديدة تفوق الجاهلية الأولى ! ,
ورغم وجود الإرهاصات التى كانت توضح حقيقة فكر الإخوان إلا أن الجميع تقريبا تعاموا عن هذه الحقيقة وانخدعوا بالتقية التى يمارسها الإخوان بشكل كثيف مع المجتمع , بل ومع جمهور الإخوان أحيانا ,
واقتنعنا زمنا طويلا بالفعل أنهم من مدرسة الفكر الوسطى حتى جاء الخرباوى من خلال شهادات واضحة لتكشف العكس , ولعل أخطرها شهادة
الشيخ الغزالى
نفسه رحمه الله بالإضافة إلى فلتات لسان معظم القيادات الحالية وأشهرهم
محمد مرسي
نفسه والذى صرح فى لقاء تليفزيونى على قناة الفراعين بصحة منهج سيد قطب بل زاد على ذلك مؤكدا أن منهج سيد قطب هو الإسلام !!
وكان هذا الكلام منه ردا على تصريحات القرضاوى التى انتقدت منهج التكفير عند سيد قطب , فثارت ثائرة قيادات الجماعة وقتها وردوا ردا عنيفا على القرضاوى دون اعتبار لمكانته العلمية والفقهية , فى انتصار واضح لأفكار التكفير
ثم جاء الباحث الإخوانى المستقيل
سامح عيد
فى لقاء له مع الأستاذ إبراهيم عيسي ليضع أمامنا الدليل من خلال أحد كتب مصطفي مشهور ,
والكارثة ليست فى الكتاب بحد ذاته بل المصيبة فى أن هذا الكتاب بهذا التصريح الواضح بتكفير المجتمع هو كتاب يتم تدريسه لشباب الإخوان وهو أحد كتب التربية الإخوانية المقررة على أعضائها !
ولعل هذا ما يوضح لنا وفسر تصرف شباب الإخوان بهذه الدموية مع المعتصمين أمام الإتحادية , إذ أنهم يتعاملون ــ وفق تربيتهم ــ مع كفار أعداء للإسلام وليسوا مجرد خصوم للإخوان فى معركة سياسية
خامسا
: الكذب والنفاق والتقية التى يمارسها الإخوان منذ الثورة والتى انكشفت بشكل فاضح مزرى نظرا لتكرار خلف الوعود والنكوص على الأعقاب بشكل مستفز ..
هذه الظاهرة الغريبة حتى على الفطرة الإنسانية فضلا على قيم الإسلام , قام الخرباوى بتقديم التأصيل النظرى لوجودها عند الإخوان من أكبر رأس لأصغر رأس , فنظرا لأنهم يتعاملون مع كفار أو على الأقل فسّاق , فلهذا فتحوا المجال واسعا أمام استحلال الكذب باسم التقية ..
يتبع ..
الصفحة الشخصية بموقع فيس بوك
القناة الخاصة بيوتيوب
رد مع الإقتباس