_…ـ- * النشاطان الصادق والكاذب * ـ-…_ تنتاب العبد حالة من ( النشاط ) ، منشؤه ارتياحٌ في البدن ، أو إقبالٌ لدنيا ، أو اكتفاءٌ بلذة أو بشهوة ، أوجبت له مثل هذا الاستقرار والنشاط ، ولكن هذا النشاط نشاط ( كاذب ) لا رصيد له ، إذ أنه حصيلة ما لا قرار له ، ولا يستند إلى مادة ثابتة في نفسه ، ولهذا سرعان ما ينقلب إلى كآبة وفتور ، لأدنى موجبٍ من موجبات القلق والتشويش ، وهو ما نلاحظه بوضوح في أهل اللذائذ الذين تتعكر أمزجتهم بيسير من كدر الحياة . وهذا كله بخلاف النشاط ( الصادق ) ، المستند إلى إحساس العبد برضا الحق المتعال ، عند مطابقة أفعاله وتروكه لأوامره ونواهيه ، بما يعيش معه برد رضاه في قلبه . ولا غرابة في ذلك ، إذ كان من الطبيعي سكون النفس واستشعارها للنشاط الصادق ، عند تحقيق مطلوبها في الحياة ، وأي مطلوب أعزّ وأغلى من حقيقة : { رضي الله عنهم ورضوا عنه } . حميد عاشق العراق 13 - 2 - 2013