عرض مشاركة واحدة
قديم 02-12-2013, 08:07 PM
المشاركة 164
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سجدة الشكر
إن البعض يظن أن سجدة الشكر خاصة بالصلاة الواجبة ، والحال أن سجدة الشكر كما هو معلوم من اسمها يؤتى بها بعد حصول نعمة من الله سبحانه ، أو دفع نقمة منه ، وتكون في كل وقت .
مثلا : إنسان جالس في المنزل ، فيتذكر نعمة من نعم الله ، فيخر لله ساجدا . هذه حركة مشكورة من العب.
والبعض في المستشفى عندما يقال له : فلان برأ من مرضه ، فيخر لله ساجدا . هناك ثلاث جمل شرطية وردت في القرآن الكريم ، ورب العالمين أصدق الصادقين { وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ } :
الأولى : { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } .
طبعا هناك فرق بين ذكر العبد لربه ، فهذا الإنسان المسكين يذكره لقلقة لسان . وبين ذكر الله عز وجل لعبده، لأنه إذا ذكره ؛ قلب كيانه !.
الثانية : { لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ } .
اللام لام التأكيد ، والنون نون التوكيد الثقيلة . فهو إما أن يُعطى من جنس النعمة المشكورة ، أو من جنس آخر .
مثلا : إنسان أعطي ولدا ، فشكر الله : فإما أن يعطى ولدا آخر صالحا ، أو يعطى من جنس آخر ، كالمال الوفير مثلا . فالعبارة مفتوحة ، ورب العالمين لا مانع لعطائه .
الثالثة : { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } .
فرب العالمين كما نقرأ في المناجاة : ( وليس من صفاتك يا سيدي ، أن تأمر بالسؤال وتمنع العطية ) !.
فإذن ، إن سجدة الشكر يمكن استعمالها في كل الحالات ، والأفضل أن تؤدى على نحو سجدتين . ويُستحبّ فيها تعفير الجبينين بين السجدتين ، وكذا تعفير الخدّين .
ويستحب فيها أن يفترش ذراعيه ، ويلصق صدره وبطنه بالأرض .
لطالما الإنسان أراد أن يسجد لله شكرا ، وإذ بهذا الشكر يجره إلى المناجاة مع رب العالمين .
بعض العلماء يقول : ليس هناك مانع أبدا ، أن تبكي على مشكلة من مصائب الدنيا ، وبمجرد أن تدمع عيناك ، ويرق قلبك ؛ تحوّل الحالة إلى رب العالمين .
( تبكيك عيني لا لأجل مثوبة ولكن عيني لأجلك دامعة ) .
ولعل الله يبتلي المؤمن ببعض هذا الضيق حتى يذكره به !. فإذن ، إن المؤمن يشكر الله أن ابتلاه بهذه المصيبة ، حتى يذكر رب العالمين .
نحن نعرف أن السجود لا يكون إلا لله عز وجل { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا } ،
قد يكون التفسير أن المساجد السبعة ، هي الأعضاء السبعة التي يسجد عليها في الصلاة : الكفين ، والركبتين ، والإبهامين ، والجبهة .
إن هذا السجود، هو سجود الشكر لله , وإلا أن يسجد الإنسان لغير الله ، فإن هذا ليس من الإيمان .
إن من موارد سجود الشكر ، أن يُوفق الإنسان للإصلاح بين متنازعين . يا لها من فضيلة عند الله عز وجل !.
لأن الإنسان عندما يتخاصم مع أحد ، يتجاوز الحدود الشرعية : غيبة ، وبهتانا ، وفحشا . فهو عندما يصلح بين مؤمنين ، أو بين مؤمن ومؤمنة ؛ يكون قد منع عنهما هذا الحرام الكبير .
حميد
عاشق العراق
12 - 2 - 2013
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


معكم ألتقي ............ بكم أرتقي