عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2013, 08:51 PM
المشاركة 161
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
المؤثرات السلبية الغيبية

إن طبيعة الجنس البشري أنه يتأثر بالأوهام ، إلى درجة أنه يتعامل مع الموهوم تعامله مع المتيقن .
مثال ذلك :
لو طلب من إنسان أن ينام ليلة مع ميت ، فإن معظم الناس يستوحش من ذلك ، رغم يقينه أن هذا الميت كالخشبة . فالإنسان يخاف من الحي ، لا من الميت .
قديما كانت تعد الجراثيم من عالم الغيب بمعنى من المعاني لأنها لا ترى ، وذلك قبل اكتشاف المجهر ، أما الآن وبعد اكتشافه ، فإننا نرى أدق الأشياء .
وهذه الأيام هنالك ما يسمى : بالعين ، والسحر ، والشعوذة ، والعمل . فما هو الموقف الشرعي تجاه هذه الأمور ؟.
إن بعض الناس طبيعتهم هكذا ! ولعل البعض يتظاهر بالأكاديمية ، وأنه إنسان علمي وموضوعي ، فينفي كل شيء ما وراء المادة .
وطبعا هذا من الجهل بكل وضوح !. لأننا نعيش في بيئة مليئة بالأمواج المغناطيسية ، والكهربائية ، والصوتية . الخ .
وكل ما حولنا هو أشد تأثيرا في حياتنا من الشهود . وعليه ، فإن الإنسان الذي لا يعتقد بأصل المادة ، هذا إنسان غير موضوعي .
إن الإنسان لا ينفي أصل الموضوع ، فهناك سورة في القرآن الكريم باسم ( الجن ) { وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا } .
وبالنسبة إلى السحر أيضا يقول القرآن الكريم : { وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } .
قديما كان هذا السحر موجودا ، كانوا يعقدون العقد على الحبل ، وتنفث فيه الساحرة . وهناك معنى آخر للنفاثات : أي أن الإنسان إذا عقد عزمه على شيء ، يأتي إنسان يحبط من عزمه ؛ أي ينفث في عقده .
وورد أيضا في القرآن الكريم:{ مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ } .
فإذن ، إن هناك حقيقة قائمة ، ولكن ليس معنى ذلك أن كل ما يراه الإنسان من عوامل غريبة ، ينسبه إلى السحر وما شابه ذلك .
وعليه ، فإن هناك نكبات وبلاء ، ولكن ليس معنى ذلك أنه كلما رأينا بلية ، نفسر ذلك على أنه من عمل السحر والجن وما شابه ذلك . والحل هو :
أولاً : أن لا ننتقل من عالم الشهود إلى عالم ما وراء الطبيعة إلا بدليل قاطع ، وأنى لنا بدليل قاطع !.
ثانياً : دفع الصدقة . فالوقاية خير من العلاج . هناك ما يسمى اليوم بالتطعيم ضد الأوبئة والأخطار ، لمن يخاف من المفاجآت المستقبلية .
وكذلك الذي يخاف من مفاجآت القضاء والقدر ، عليه أن يدفع صدقة ، وقد يكون أثر هذا العمل أكثر من بعض الأحراز لأن فيه تضحية ،{ لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ } .
فإذن ، يستحب للإنسان أن يدفع صدقة يومية ، والذي نفهمه من الروايات ، أن صدقة الليل غير صدقة النهار . وهناك فرق بين عزل الصدقة وبين دفع الصدقة ، حيث أن الأثر الأتم لدفع الصدقة للفقير ، لا لعزل الصدقة .
حميد
عاشق العراق
8 - 2 - 2013
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي