الموضوع: معزوفة الجماجم
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
2450
 
مشعل بن عبدالله
من آل منابر ثقافية

مشعل بن عبدالله is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
31

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Nov 2012

الاقامة

رقم العضوية
11732
02-03-2013, 11:01 PM
المشاركة 1
02-03-2013, 11:01 PM
المشاركة 1
افتراضي معزوفة الجماجم
[justify]عندما يُطبق الظلام ويزداد الليل سوادًا يتعاظم في العين أدنى وميض؛فنعقد على سناه آمال الخلاص وننقاد لشعاعه نحو المخرج المأمول..
ومضتي..هيّا انسكبي من حدائق النور,ثمّ انفذي من سدول الغياهب إلى مريديك في صخرة المنفى؛لأن القوّة تضعف,والعزم يعجز,والعمر يمضي بنا إلى المرفأ الأخير..
ومضتي.. لقد أرهقت روحي كثافة الأركان,ونغّصت عيشي عداوة الجيران,فمن سباعٍ ضارية إلى ذئابٍ عاوية,ومن عقارب غادرة إلى أفاعٍ أفواهها فاغرة..
حقًّا لقد سئمت العيش في سجن الهوام,ومللت الرقص على مزمار الثعابين,فتارةً أطرب مع الحمقى,وتارةً مع المجانين؛فامنحيني قبساًً يبدّد وهجه حالك ظلامي,ويدفئ جذوه بارد عظامي..
ومضتي..لقد طالت مع الأشباح صحبتي,وبين الأموات مكثتي, وأرى أنها قد حانت إلى الرّحاب الفسيح نقلتي ..
هيّا اغرسي حرابك المضيئة في صدري,وأنفذي رؤوسها اللامعة من ظهري؛لكي يشرق النور من خلالي ,ويحرق شبحًا يتقمّص ظلالي ..
هيّا اهطلي على طلل كياني بزخّاتٍ من ومضك, ورمّمي ما تبقى منه ببعضك,فإني ممتطٍ صهوة أيّامي نحو حظيرة قدسك.

ومضتي..أعلم أنّكِ لم تولدِ في قفر الجماجم, ولا تحتويك جهات عالمٍ محدود؛ لأن موجبات العدل تقضي بأن تُقدحي من زناد العون؛لتنيري في بحر الظلمات طريق الخائضين..ولكن أخبريني بأي الأزياء تزورين؟ وفي أي حدثٍ تُراكِ تتجسدين؟.. أتنبيهٌ أنتِ يتسلل إلى الدماغ خلسةً مع الأحلام؟ ,أم أنكِ شعورٌ يعتري في لحظة الهام؟ ..وهل تجيدين التنكّر في
جلباب المصائب وتحسنين الغمز من جفون الموت؟.. أخبريني كم مرّةً شخصتِ نصب عيني, في تموضع للأ شياء من حولي, في هيئة لا أدركها بغير حدسي؟!.
زائرتي من حيث لا أعلم.. قد تستعصي هويّتك على الفهم,وينغلق كنهك عن الإفهام؛لأنكِ طلسمٌ خطّته الأقدار في لوح المشيئة ,وسرت قِواه تجوب أرجاء الكون, ولكني لن أستسلم لغموضك, وسأجتهد في تفكيك رموزك, بل سأكسوكِ من التشبيه حلّةً تتجلى معها للأذهان ملامحك.. فما أنتِ إلاّ كبرقةٍ ناضت في سماء ليلٍ معتمٍ ,فأماطت لثام الدجى عن
حفرةٍ كاد في قعرها يسقط الساري.

وأنتِ..أنتِ أيّتها الريح العقيم هيّا اعزفي, مع تجاويف الجماجم ترنيمتي, وأسمعي أذن الزمان السقيم صدى صرختي.. آن الأوان لتنجلي عتمتي.. آن الأوان لتنقشع غمّتي..[/justify]