عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2013, 11:03 AM
المشاركة 7
نبيل عودة
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ليس مهما في الحوار ان تتوافق افكارنا وان تصب تحايلاتنا في اتجاه واحد.
بالطبع من المهم ان تكون لغة الحوار خلو من التجريح..والا صارت مهاترة وليست حوارا.
لم انف الماركسية ولا ارى ان هناك فكرا عظيما ترك اثره على المجتمع البشري بمستوى ما افرزه الفكر الماركسي.
من الخطا الظن ان تصرف النظام الماركسي غير مرتبط باخطاء عميقة في الفكر التطبيقي للماركسية. وغير مرتبط بالجمود العقائدي وعدم القدرة على تطوير نظريات كانت صحيحة في فترة صياغة النظرية وفي منطقة جغرافية شهدت نموا وتطورا سبق العالم في تطوره., زلكن تبين ان ما كان ظاهرة في تلك البقعة من العالم، لم يكن الا ظاهرة محلية لم تنشا ولم تتطور في سائر بقاع الأرض، من هنا اشكالية الفلسفة والإقتصاد والمفاهيم التاريخية ..
ان جئت من المدرسة الماركسية ومن اهم جامعة ماركسية، جامعة الأحزاب الشيوعية في موسكو، (معهد العلوم الاجتماعية كما يسمى)وجئت من العمل التثقيفي خلال سنوات طويلة ، وجئت من ساحة النضال الجماهيري ، ومن ساحة الكتابة الفكرية والسياسية، واستغرقني الأمر سنوات طويلة وارهاصات صعبة جدا لفهم الكثير من القضايا الملحة للفكر الماركسي في عالمنا المعاصر ، خاصة بعد انهيار المعكسر الاشتراكي نتيجة تحول النظام عن التطبيق الماركسي وتحويل الممارسة الماركسية الفكرية الى كليشيهات جاهزة ، اشبه بالدين ، لا يجوز نقدها او نقضها. والوهم ان الفكر لا علاقة له بالممارسة هو خطأ قاتل.. وفي هذا الموضوع لي اطلاع واسع جدا من داخل الاتحاد السوفييتي نفسه وكنت قد طرحته اثناء دراستي مما لم يقع حسنا اما اساتذة المعهد ، فاظهرت قناعتي باجوبة اساتذتي، وتعلمت ان ابقي بعض ما اشاهده واراه مسيئا للفكر الماركسي والتطبيق الماركسي والنظام الاشتراكي والعدالة الانسانية، مخفيا في صدري .. كانوا يظنون ان المعاشات المرتفعة التي تدفع لنا وشروط الحياة بما يشبه فندق راق، وجولات ترفيهية في ارجاء الاتحاد السوفييت هم ثمن ان نكون روبوتات نكرر بلا تفكير ، للأسف هذه الحالة سائدة في جميع اوساط اعضاء الأحزاب الشيوعية كما المس ذلك بقوة في هذه الأيام الكئيبة من واقع عالمنا العربي خاصة.
طبعا لا تنتظروا مني ان اقدم مراجعة شاملة، لأني متماثل مع الماركسية في أكثرية مفاهيمها، وليس مع الأحزاب التي تدعي الماركسية والشيوعية، والتي تحولت الى حركات دوغماتية مغلقة على عدد من المنتفعين.
انصح الزملاء بمراجعة كتابات الماركسيين الغربيين ، التي اعتبرت في فترة ستالين تحريفا، حيث يطرحون بعمق مسائل ماركسية برؤية متطورة ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر جيورج لوكاتش، كارل كورش، انطونيو غرامشي، ارنست بلوخ ، هنرى لا فبر وروجيه غاروديه في فترته المبكرة، وليس فترته القذافية المهينة .. ولا باس من كتاب "المجتمع المنفتح واعدائه" لكارل بوبر لفهم زاوية النقد البرجوازية للماركسية ، وفيها الكثير من القضايا التي تستحق التفكير والبحث في جوهر بعض مسائل الماركسية.
على اي حال الحوار معكم ممتع قرات ارائكم بانتباه وبعقل مفتوح، متجاهلا بعض التعابير التي لا ارها مناسبة ، وارجو ان يتسع الحوار للفائدة وليس لأني رايي هو الصحيح، الراي هو نتاج نسبي وليس موقفا مطلقا ، المواقف المطلقة هي انتحار فكري!! المواقف المتعصبة لراي لا يتغير هي ميزة لمجتمعات منغلقة ولشلل عقلي واعني نفسي ايضا.
ما طرحته هو تفكير وليس حكما ,, ولست منغلقا امام أي فكر يطرح ما اراه خطوة ابعد واكثر اندماجا مع الواقع !!