الموضوع
:
سيناريو الزيف والرتابة.
عرض مشاركة واحدة
01-31-2013, 12:39 PM
المشاركة
13
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
تابع،،
اقتباس
"
وفي بؤرة مصباح الغرفة تأكدت من رؤية أقمار لوجوه
الشهداء المبتسمين
" !!!
.
وفي هذه الفقرة الأخيرة من القصة، يصور لنا القاص الراوي بطل القصة... وقد أصبح ثاقب الرؤيا، وقد تغيرت اهتماماته بعد أن حقق الراحة التامة من خلال تخلصه من بقايا المشاكل التي كانت تسبب له الأرق والقلق والكآبة وجعلته يترنح.
كما يتضح بأن مزاجه قد تغير، وتغيرت مع كل ذلك اهتماماته، فعلى الرغم من كآبة المنظر إلا أننا نجده يرى في بؤرة مصباح الغرفة ماذا؟
نعم (
أقمار لوجوه
الشهداء المبتسمين
" !!!)
،
وفي ذلك دلالة على تبدل الاهتمامات، وكأنه يقول لنا بأن الشهداء أفضل منا جميعا؟
أو أنهم هم الأحياء،؟
أو أن ما لديهم لا بد انه أفضل مما على الأرض؟
فها هو يراهم من ناحية مثل الأقمار في حسنهم إضافة إلى أنهم مبتسمين! وقد تحولوا إلى كائنات من نور، وهو يراهم في بؤرة المصباح.
ولا شك أننا عند ذلك سنفترض بأن صحونهم ليست فارغة، كونهم تخلصوا من سيناريو الزيف والرتابة وارتقوا بشهادتهم تلك ليحيوا.
ولا شك أن رؤية وجوه الشهداء مثل الأقمار في بؤرة المصباح تمثل لحظة انقلاب حادة في القصة، ونهاية غير متوقعة للسرد والوصف الذي سبقها، وهو من الشروط الفنية التي تجعل النص القصصي ناجح ويترك أثرا عظيما في نفس المتلقي.
كما أننا نخلص إلى استنتاج بأن القاص تعمد أن يترك النهاية مفتوحة وغامضة.
فلا يمكن الجزم ما الذي أراد قوله؟
فهل برؤية أقمار وجوه الشهداء، أراد الكاتب أن يستذكر ويمجد الشهداء الذين سقطوا من اجل الثورة وتحقيق التغيير؟
أم انه بذلك الوصف يتوصل إلى قناعة بأن الشهادة أفضل من الاستمرار في العيش في مثل هذه الحياة البائسة؟
فهل كان سبب الراحة وصول الراوي إلى قرار بان الشهادة هي السبيل الذي سيخلصه من كل ذلك المشهد وتبعاته؟
أم أن الأمر يقتصر على تلك الحالة النفسية الجيدة التي سادت في ذهنه بعد أن تخلص من أعقاب مشاكله ليصبح شفاف في رؤياه فيرى تلك الكائنات الملائكية بعد أن أصبح ثاقب الرؤيا؟
هل تعبر هذه النهاية عن رغبة داخلية عند الراوي في الموت للتخلص من أعباء الحياة المتمثلة في سيناريو الزيف والرتابة؟ لكن هل يعقل ذلك وقد رأيناه تخلص من تراكمت ما كان يؤرقه والقى بها في عين البالوعة ليحقق الراحية بعدها؟
وفي استخدام القاص لكلمة ( بؤرة ) تسليط للأضواء الكاشفة على بؤرة مصباح الغرفة، حيث ينتقل بنا إلى هناك لنشاهد من خلال الكاميرا التصويرية مشهدا لم نكن نتوقعه أبدا، بعد ذلك الوصف في المشهد، فماذا تلتقط عدسة الكاميرا تحت الأضواء الكشافة وفي بؤرة المصباح؟
نعم إنها تلتقط أقمار لوجوه الشهداء المبتسمين! يا للمفارقة.
فهذا السيناريو الذي ظنناه تسجيل لسيناريو من الزيف والرتابة إنما ينتهي بمشهد ملائكي جميل، يظهر في بؤرته أقمار ليست كالأقمار وإنما هي وجوه الشهداء المبتسمين؟!
طبعا نجد القاص هنا يسخر الضوء من ناحية بذكر ( بؤرة المصباح) ، ويسخر حاسة البصر بذكر كلمة ( رؤية وكلمة وجوه)، كما يسخر ما يوحي بحاسة الذوق بذكر كلمة المبتسمين، مما يكون له اثر كبير على نفس المتلقي.
أما المفارقة الأخرى، فتتمثل في الانقلاب الحاد في المشهد وفي حالة البطل النفسية. ففي بداية القصة نجد القاص وعلى لسان الراوي يصور لنا المشهد على شكل "ليل داخلي، أريكة باردة وأطباق فارغة، وحالة من القلق والكآبة" .
لكنه في المقابل ينهي المشهد بصورة راوي حقق الراحة التامةـ وتخلص من أعباء نفسه، لـيركز بصره وهو مستلق على الأريكة إلى جوار الذكريات الحميمة، في بؤرة المصباح ...فيرى أقمار لوجوه الشهداء المبتسمين! ويا لهول المفارقة!
يتبع،،
- ما هي الفكرة التي اراد القاص ان يوصلها لنا؟
رد مع الإقتباس