عرض مشاركة واحدة
قديم 01-31-2013, 11:20 AM
المشاركة 12
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع...

اقتباس "ومددت جسدي بارتياح تام إلى جوار ذكرياتيالحميمة على الأريكة الفارغة".

نسمع من جديد في هذه الفقرة صوت الراوي وهو يخبرنا بأنه وعلى اثر تخلصه من بقايا همومه والتي دفعته إلى حالة اليأس تلك ورمز لها الكاتب بإعادة إطفاء أعقاب السجائر ورميها في عين البالوعة، نجده يخبرنا بأنه وعلى اثر تخلصه من بقايا مشاكله شعر بالراحة، فمد جسده بارتياح تام، على الأريكة الفارغة، إلا من ذكرياته الحميمة، وفي ذلك ما يؤكد التحول الذي حصل في شخصية البطل.

وهنا نجد القاص قد حول الكاميرا إلى الأريكة هذه المرة، وعلى الرغم انه يتحدث عن التحول في شخصية الراوي ويصف ما حل به من راحة نفسية لكنه يقول ذلك من خلال وصف جميل للمكان، وفي ذلك يستكمل وصف المشهد.

ونجد في استخدام كلمة ( مددت ) حركة تبعث حيوية أضافية في القصة.

وفيها انسنة وتشخيص للذكريات الذي يمد الراوي جسده بارتياح إلى جوارها على الأريكة.

وباستخدام كلمة فارغة لوصف الأريكة نجده يسخر التضاد فمن ناحية يمد جسده إلى جوار الذكريات لتمتلئ الأريكة الفارغة بهما.

ولا شك أن هذه الفقرة تعزز الصورة الديناميكية لشخصية الراوي بطل القصة. فنحن نراه في أول المشهد مضطرب، يشعر باليأس والكآبة، ويتذكر آلامه، لكنه يتخلص منها ليحقق الراحة التامة، ولا يعود يتذكر إلا الذكريات الحميمة.

وفي استخدام كلمة ( الحميمة ) ما يستثير مشاعر المتلقي ويشعره بحميمة الموقف.

أما استخدام كلمة الفارغة فهي تساهم في بناء المشهد الذي اختار الكاتب أن يجعله كئيبا بائسا.

يتبع،،،