حوريةٌ جارُها القمر ُ..
تَرَاقَصَتِ النجومُ على خُطاها ..
وأيقَظَتِ الكَواكِبَ في علاها ..
وشاغَلَتِ القلوبَ بسِحرِ لَحْظٍ..
وأرَّقتِ العيونَ فما دهاها ..
قد اكَتملَ البهاءُ كأنَّ فيها ..
خلاصةُ فتنةٍ سَكَنت ثناها
فصيَّرَتِ المواجعَ لحنَ شَوقي ..
وألهبتِ الفؤادَ فما عَسَاها
تغازلها الطبيعةُ في فُتونٍ ..
أمِن عَبَقِ النسائمِ هل تُراها
تمرُّ كما النسيم فما لقلبي ..
بطلَّتِها يقَرُّ إذا رآها
كَسِحرِ فَراشة ٍ عَشِقت وُروداً ..
كأنَّ ندَى الورودِ بَدا نداها
جَمالُ قَوَامِها نَضِرٌ و غضٌّ..
و قد عَشِقَ الورودَ فكانَ فاها
تُبادِلُها العَنَادلُ شَدوَ لحنٍ ..
بهِ شجنٌ فيَجذِبُني صَداها
تغازلها البلابلُ حين َ تدنو ..
وتُطرِبُها و تطمعُ في رِضَاها
يلاحقها الربيعُ بكلِّ خَطوٍ ..
وعطر ُ الياسمينِ جَنَى شَذاها ..
إذا ابتسمَت تُضيءُ دُجَى اللَّيالي ..
و إنْ همسَت فبعضٌ من جَناها
قدِ اجتمعَتْ لمَوكِبِها نجومٌ ..
إذا ابتسمَتْ تعودُ إلى خِبَاها
عَجِبتُ لمن يرى وَهَجَ الثُّريَّا ..
ولم يُطلِ المُقامَةَ في حِماها
شُـغِلتُ بحُسنـِها فكأنَّ فيها ..
صَدَى حُلُمي البعيدِ و كَم تنَاهى
فهل غَفَرَ اللطيفُ لنبضِ قلبٍ ..
إذا شَهِدَ الجمالَ سَمَا وتاها
نهاد البغدادي
10.12.2012م