عرض مشاركة واحدة
قديم 01-17-2013, 04:15 PM
المشاركة 303
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الرامايانا الهندية - ملحمة الأله راما - أوديسة الهند
ترجمة دائرة المعارف الهندية
مراجعة وتقديم : د . محمد سعيد الطريحي .
.................................................. ...............
عرفت شعوب الشرق الأساطير منذ القدم وكانت الأساطير والملاحم الشعبية الهندوسية من بين تلك الأساطير التي لم تزل راسخة في قلوب الشعب. ولقد أتاحت " رامايانا "
Ramayana (تنطق راماين بتسكين النون) احدى الملحمتين العظيمتين - الأخرى هي "ماهبهارات" Mahabarata(تنطق مهابارت بتسكين التاء) - عبر الأجيال والقرون سيلاً لا ينضب من الأحداث والنوادر والمواقف الروائية المناسبة لأشكال درامية لا تقع تحت حصر .

وقد انبرى العلماء بترجمتها للغات عديدة كالهندية، والبنغالية والكشميرية والإنكليزية كي تصبح ميسرة للقراء، إلا أنه للأسف قلما نجد ترجمة عربية لهذه الملحمة العظيمة، حيث اننا توقفنا عند حدود "الالياذة" و"الاوديسة" الاغريقيتين وأهملنا ترجمة باقي الملاحم العالمية خاصة الشرقية والتي تعد اقرب الى ثقافتنا .

وتعد ملحمة "رامايانا" من أقدم وأروع الملاحم الهندية نظراً لكونها مادة نافعة ودسمة للمطالعة، إذ تحتوي على قصة جيدة مفعمة بالأحداث الهامة المسلية، كما تكشف أيضاً عن مضمون عقلية الشعوب التي خلقت وخلّدت هذه الأساطير. فهي ليست مجرد عمل أدبي، بل إنها تروي دون قصد غالباً ، الأسس الحقيقية التي نشأت عليها الهند، وتفسّر أصولها وتسجل تاريخها القديم، بل وتعرض شرحاً لذكريات الجنس البشري في فجر التاريخ . أما من الوجهة الإجتماعية ، فإن "رامايانا" تصف على الأرجح سيادة الجنس الآري على الهند ، الأمر الذي يفترض حدوثه في حوالي عام 5000 قبل الميلاد ، ذلك أن إنتصارات راما على الشياطين والقرود تمثل غزو القوقازيين القادمين من الشمال لبلاد الهند، وتغلبهم على سكان البلاد الأصليين الذين إندمجوا مع الغزاة فيما بعد .

كما أنها تحوي مغزى دينياً عميقاً، فالناس يعبدون "راما"
Rama وغيره على أنهم آلهة أكثر منهم آدميين أو شخصيات أسطورية تحولت إلى شخصيات دراميـة. و" راما " هي الكلمة التي يتمنى الهنود أن تنطق بها شفاهم في لحظات الموت (وكانت هي آخر كلمة نطق بها غاندي قبل أن يسلم روحه). أما الأطفال فيطلق عليهم أسماء " سيتا " و " لاكسمان " و " بهاراتا " وكذا أسماء بعض شخصيات الملحمة، بأمل أن يشب هؤلاء الأطفال على الفضائل التي يتحلى بها أصحاب هذه الأسماء. وتستخدم هذه الأسماء أيضاً كدعامة دينية، ويقال أن أي إنسان يحمل اسماً من أسماء الآلهة، سوف يتمتع بحماية وطمأنينة أكثر من أي إنسان آخر يحمل اسماً عادياً من أسماء البشر ، مثل الكاثوليكي الذي يتسمى عادة بإسم أحد القديسيين.

أما من الناحية السياسية فيعتبر " راما " مثالاً للملك العادل الذي ينبغي إتباع سياسته في الحكم لنشر الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار في الدولة .

تكونت ملحمة "رامايانا" عبر قرون طويلة، إلا أنها صيغت صياغة نهائية من قبل الشاعر "فالمكي"
Valmiki الذي نظمها في نحو خمسين ألف سطر شعري وأربعة وعشرين ألف مقطع (دوبيت) في اللغة السنسكريتية فهي بذلك تعتبر الأقصر بين الملحمتين العظيمتين – الأخرى هي ماهبهاراتا
==

رامايانا (دڤناگري: Rāmāyaṇa، रामायण) هي ملحمة شعرية هندية قديمة بالسنسكريتية تـُنسب إلى الشاعر ڤالميكي. وتعتبر من التراث الهندي وتكاد تكون نصا مقدسا وهي ملحمة لا يزيد طولها على ألف صفحة قوام الصفحة منها ثمانية وأربعون سطراً؛ وعلى الرغم من أنها كذلك أخذت تزداد بالإضافات من القرن الثالث قبل الميلاد إلى القرن الثاني بعد الميلاد، فإن تلك الإضافات فيها أقل عدداً مما في الماهابهاراتا، ولا تهوش الموضوع الأصلي كثيراً؛ ويعزو الرواة هذه القصيدة إلى رجل يسمى "فالميكي"، وهو كنظيره المؤلف المزعوم للملحمة الأخرى الأكبر منها ، يظهر في الحكاية شخصية من شخصياتها ولكن الأرجح أن القصيدة من إنشاء عدد كبير من المنشدين العابرين، أمثال أولئك الذين لا يزالون ينشدون هاتين الملحمتين، وقد يظلون يتابعون إنشادهما تسعين ليلة متعاقبة، على مستمعين مأخوذين بما فيها من سحر. وكما أن "المهابهارتا" تشبه "الإلياذة" في كونها قصة حرب عظيمة أنشبتها الآلهة والناس، وكان بعض أسبابها إستلاب أمة لامرأة جميلة من أمة أخرى؛ فكذلك تشبه "رامايانا" "الأوديسية" وتقصّ عما لاقاه أحد الأبطال من صعاب وأسفار، وعن إنتظار زوجته صابرة حتى يعود إليها فيلتئم شملها من جديد. وترى في فاتحة الملحمة صورة لعصر ذهبي، كان فيه "دازا- راذا" يحكم مملكته "كوسالا" (وهي ما يسمى الآن أودا) من عاصمته "أيوذيا":
مزداناً بما تزدان به الملوك من كرامة وبسالة، وزاخراً بترانيم الفيدا المقدسة
أخذ (دازا- راذا) يحكم ملكه في أيام الماضي السعيد...
إذ عاش الشعب التقيُّ مسالماً، كثير المال رفيع المقام
لا يأكل الحسد قلوبهم ؛ ولا يعرفون الكذب فيما ينطقون ؛
فالآباء بأسْراتهم السعيدة يملكون ما لديهم من ماشية وغلة وذهب
ولم يكن للفقر المدقع والمجاعة في (أيوديا) مقام.